عادي

تعرّف إلى أشهر محكوم بالإعدام في الأدب

19:25 مساء
قراءة دقيقتين
فيكتور هوجو
2

«الناس كلهم محكومون بالموت»، ذلك ما يردده بطل «آخر يوم لمحكوم بالموت» لفيكتور هوجو. تبدأ الرواية ببطلنا المجهول الاسم، وقد مر عليه خمسة أسابيع بعد صدور الحكم عليه بالإعدام بالمقصلة.

قبل معرفته بموته أخبر المحامي البطل بأن القاضي ربما يصدر حكماً مخففاً بالأشغال الشاقة المؤبدة، وهنا يرد قائلاً: «إنني أفضل الموت مائة مرة»، وبعد صدور الحكم يقول: «الآن أرى بكل وضوح أن سداً أقيم بيني وبين العالم، وأن الأشياء لم تعد الآن تبدو لي كما بدت قبلاً» السرد عبارة عن رصد لأحاسيس رجل في العقد الرابع من العمر ينتظر موته، والموعد شبه محدد، هو يعرف أن الحكم ينفذ دائماً بعد صدوره بستة أسابيع، جريمته لا يفصح عنها هوجو أبداً، وحياته ضبابية والمعلومات عنه شحيحة، كل ما يتوافر منها ذكريات يعود إليها في لحظات اليأس تتعلق بفتاة أحبها في مراهقته أو ابنته الصغيرة ذات الثلاثة أعوام التي سيلتقيها قبل ساعتين من إعدامه، ولن تعرفه.

يود هوجو أن يقول من باب مسؤولية الروائي الإنساني في القرن التاسع عشر، إن عقوبة الإعدام غير إنسانية، ومن خلال مواصفات بطله يحاول أن يشعرنا جميعاً بأننا ربما نتعرض للموقف نفسه، ويدعم هذا التوجه بتلك المشاهد الكلاسيكية الصارخة لبشر بالآلاف ينتظرون موكب المحكوم وهو يمر حتى يصل إلى المقصلة، يقفون لساعات ويتركون أعمالهم؛ بل ينشط الباعة المتجولون وأصحاب المقاهي والحانات على طريق الموكب ليقدمون بضاعتهم للمتفرجين، وكأننا في نزهة كرنفالية «بائعات الزهور تركن أكشاكهن للتمتع برؤيتي».

ماذا ينتظر بطل هوجو؟، هو يأمل أن يوافق الملك أو القاضي أو الحاكم، أو أي كان ذلك الذي سيصله التماسه بالعفو، على مدار ستة أسابيع كاملة، وكلما شعر باقتراب أحدهم من زنزانته، صندوقه الحجري، يراوده الأمل فربما يكون العفو أقرب إليه مما يتصور، وحتى في المشهد النهائي، وقبل صعوده إلى المقصلة يطلب كآخر أمنية له في الحياة، أن يبقوا عليه لمدة خمس دقائق، ولكن ماذا سيحدث في هذه الدقائق.. حياة بأكملها تعبر برأسه في هذه المدة المتناهية في الصغر، في آخر جملة من الرواية يقول: «من يدري؟، ربما تسنى لي الفرار، ربما نجوت، آهٍ لو جاءني العفو، ليس مستحيلاً أن لا أنال عفواً. ألا تباً لهم من أوغاد شقاة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"