قفز فردي

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

أشار تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الصادر هذا العام إلى سبعة مخاطر تواجه العالم في ٢٠٢١ مثل القضايا البيئية، الأمراض المعدية، فقدان التنوع البيولوجي وعدم المساواة الرقمية، وقد حدد التقرير جائحة كورونا التي زودت بملايين الأرواح كأحد مسببات بعض التأثيرات طويلة الأمد مثل توسيع الفوارق الصحية والاقتصادية والرقمية، حيث بات ملايين الناس الأقل حظاً من مقدمي الرعاية والطلبة والعاملين عرضة لخطر التخلف عن ركب «مجتمعات ما بعد التعافي»، ومع اتساع الفجوة بين من يملك ومن لا يملك قد تبرز تحديات اجتماعية تؤثر بشكل خاص في جيل الشباب الذي سيعاني وبشكل كبير خسارة الفرص بشكل كامل في العقد المقبل إذا لم تنتبه الحكومات والشركات للتغيرات المستقبلية.
على الرغم من أن التسارع في التحول الرقمي يعد بخلق ١٠٠ مليون فرصة عمل جديدة بحلول ٢٠٢٥، إلا أنه لا يعالج أزمة فقد أكثر من ٨٥ مليون وظيفة حول العالم بسبب الرقمنة، خصوصاً أن ٦٠٪ من البالغين لا يزالون يفتقرون إلى المهارات الرقمية الأساسية والتعامل مع أدواتها الأولية، في مقابل جيل شاب مولود في هذا البيئة التكنولوجية ومتمكن من استخدام أدواتها المختلفة بسهولة دون الحاجة إلى نموذج «المعلم التقليدي» لنقل المعرفة المطلوبة، مما يؤثر في مستقبل التوظيف وخصوصاً في المجالات التي تعتمد على الرقمنة بدرجة كبيرة، فالمستقبل مرتبط بقدرتنا على استشراف مساراته المختلفة والخارجة عن المألوف، وهي الأدوار التي تقوم بها الكثير من المؤسسات الحكومية في الإمارات وقد أشار التقرير إلى أن الدولة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة التعيين بالمهن الحرة المتعلقة في القطاع الرقمي وصلت إلى ١٩٧٪.
إن عصرنا هو عصر فردي بامتياز ولن يمر وقت طويل قبل أن يبدأ الأفراد التفكير بطريقة استشرافية تعيد تنظيم التصورات المستقبلية، بما يتوافق والاتجاهات الكبرى وخاصة في مجال المهن والوظائف، وقد صممت مؤسسة استشراف المستقبل في أبوظبي وهي إحدى المؤسسات الوطنية الرائدة في الاستشارات والتدريب في مجال استشراف المستقبل في المنطقة، والتي اشتهرت بإصدار تقرير وظائف المستقبل ٢٠٤٠، أنموذجاً لمهارات المستقبل قائم على أربعة محاور أساسية هي القيادات العليا، القيادات الوسطى، الفرق التخصصية والموظفين، ويركز على مجموعة من المهارات التي تعتمد على استشراف المستقبل، القيادة، الإتقان والتعاون والتكامل وتضم أدوات مثل التواصل، الإقناع، التفكير النقدي، التفكير التصميمي، التحليل، التعاون الافتراضي، الطلاقة الرقمية والتفكير متعدد التخصصات، وهي المنظومة التي بات من السهل على الفرد اكتشاف حاجته إليها للقيام «بقفزاته الفردية»، دون اللجوء إلى وسيط بشري يرشده للمستقبل، وكل ذلك من خلال أجهزة ذكية تعرف عن المرء أكثر مما يعرفه عن نفسه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"