عادي

المتظاهرون المناهضون للانقلاب في ميانمار يتحدّون حملة الترهيب العسكرية

00:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
من احتجاجات ميانمار
رانجون - أ ف ب
خرج متظاهرون إلى الشوارع في أنحاء ميانمار مجدداً، السبت، متحدين المجموعة العسكرية التي تسعى بشكل متزايد إلى سحق الانتفاضة بحملة ترهيب، فيما نددت إندونيسيا وماليزيا باستخدام السلطات للعنف ضد المحتجين.
وتشهد البلاد موجة من الاضطرابات منذ أطاح الجيش حكومة أونغ سان سو تشي من السلطة في انقلاب الأول من شباط/ فبراير، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة على مستوى البلاد، دعا خلالها المتظاهرون إلى إعادة الديمقراطية.
وقتل حتى الآن أكثر من 230 شخصاً في التظاهرات المناهضة للانقلاب، وفقاً لمجموعة مراقبة محلية، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية ضد المتظاهرين، لكن ذلك لم يؤد إلى وقف الحركة الاحتجاجية، وإن كان عدد المشاركين فيها قد تراجع.
ونشرت وسائل إعلام محلية صوراً لمتظاهرين يضعون أقنعة واقية من الغاز يتجمعون في ولاية شان الشمالية، وفي مدينة داوي الساحلية الجنوبية، رفع سائقو السيارات ملصقات لسو تشي ولافتات كتب عليها «أنهوا الدكتاتورية».
نقطة ساخنة للاضطرابات
وتواصلت التظاهرات المتفرقة، السبت، في رانجون، العاصمة القديمة، والاقتصادية للبلاد، مع مجموعة من الأشخاص مشت في مسيرة وسط منطقة سكنية مرددة هتافات تدعو الجنود «للاستسلام إذا كنتم ترغبون بعدم تمضية حياتكم في السجن».
وأصبحت رانجون كبرى مدن ميانمار، نقطة ساخنة للاضطرابات؛ حيث تواصل قوات الأمن المسلحة إبعاد المحتجين الذين يرتدون معدات حماية محلية الصنع.
وفي بلدة ثاكيتا التي شهدت حملات قمع متواصلة هذا الأسبوع، فتحت قوات الأمن النار على السكان الذين حاولوا الردّ عبر إلقاء قنابل مولوتوف، وقُتل مراهق بعد أن أُصيب برصاصة في وجهه، وفق ما قال أحد السكان رافضاً الكشف عن اسمه.
ويُظهر مقطع فيديو التقط في البلدة، عناصر من قوات الأمن يسيرون في الشوارع ويطلقون النار بشكل متواصل وعشوائي ويوجّهون الشتائم إلى السكان.
ولا تزال الناشطة البارزة إي ثينزار ماونغ تستخدم لهجة تحدٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت تغريدة مستخدمةً وسم #ثورة_الربيع، جاء فيها: «من قال إن علينا أن نستسلم بسبب عدم التكافؤ في الأسلحة؟»، مؤكدةً: «لقد ولدنا من أجل النصر».
إطلاق الرصاص الحي
قالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين في البلاد، إن حملات القمع التي تشنها قوات الأمن في الشوارع والمناطق السكنية مستمرة في كل أنحاء ميانمار، وأضافت: إن «الإصابات وحوادث إطلاق النار غير المبررة، تتزايد يوماً بعد يوم».
في مدينة موغوك وسط البلاد، أفادت وكالة الأنباء «ميانمار ناو»، أن حراس حي صغير قتلوا بالرصاص خلال الليل، وأكد أحد المسعفين أن «أحدهم توفي على الفور الليلة الماضية، بينما حالة اثنين حرجة ونقلا إلى المستشفى»، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي مدينة باكوكو وسط البلاد، خرجت مار لا وين البالغة 39 عاماً ليل الجمعة من مجمع سكني حيث تقطن، فحاصرها على الفور عناصر من قوات الأمن، وفق ما قال زوجها.
وقال الزوج ميين سوي الذي تمكن من الفرار عبر شوارع صغيرة واختبأ مع أبنائه الثلاثة: «سمعتهم يطلقون النار، وسقطت أرضاً»، ودعته الشرطة صباح السبت للذهاب إلى المشرحة للتعرّف إلى جثّتها، وقال في تصريح صحفي: إن جسمها كان «مغطى بكدمات على جبينها وفخذها وقدمها، لكنهم قالوا إن جرحها في فخذها» هو الذي تسبب بوفاتها، وأضاف: «أشعر بالمرارة حيال تصرفاتهم غير الإنسانية ضد زوجتي»، وتابع: «عائلتي مكسورة الآن».
تنديد إقليمي
ندّد جيران ميانمار بالاستخدام المتصاعد للعنف، مع دعوة رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو إلى اجتماع على أعلى مستوى؛ «لمناقشة الأزمة»، وقال إنّ «إندونيسيا تدعو إلى وقف استخدام العنف في ميانمار؛ لتجنب سقوط مزيد من الضحايا».
من جهته أكّد رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين ضرورة عقد قمة «طارئة» لبلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقال في بيان: «أشعر بالفزع من الاستخدام المستمر للعنف المميت ضد المدنيين العزل. استخدام الذخيرة الحية ضد الاحتجاجات السلمية أمر غير مقبول»، وتابع أنّ «هذا الوضع المؤسف يجب أن يتوقف على الفور».
ولم تفلح التنديدات الدولية من الولايات المتحدة وبريطانيا، القوة المستعمرة السابقة لميانمار، وكذلك الأمم المتحدة، في وقف وتيرة العنف، وأفاد دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أنّ وزراء خارجية التكتل بصدد الموافقة على فرض عقوبات بحق 11 من مسؤولي المجموعة العسكرية في ميانمار.
حجب معلومات
منذ سيطر الجيش على الحكم في شباط / فبراير، أغرقت المجموعة العسكرية ميانمار في مزيد من العزلة، وقيّدت استخدام بيانات الهاتف المحمول هذا الأسبوع، ما ترك المواطنين في حجب شبه كامل للمعلومات، كما فرضت حجباً على شبكة الإنترنت ليلاً لأكثر من شهر، وطاردت قوات الأمن الصحفيين في البلاد وداهمت صالات تحرير، واعتقلت أكثر من ثلاثين صحفياً منذ الانقلاب، حسب ما أفادت جمعية مساعدة السجناء السياسيين.
ويوم الجمعة، أوقف صحفي محلي يعمل لحساب فرع ميانمار لهيئة الإذاعة البريطانية في العاصمة نايبيداو بعد أن اقتاده مجهولون بحسب بي بي سي، وكتبت السفارة البريطانية على تويتر الجمعة أنّها «تشارك بي بي سي مخاوفها بشأن اختفاء الصحفي أونغ ثورا»، وأضافت «نكرر دعوة السلطات للمساعدة في تأكيد مكانه، وأنه بأمان»، كما أعلنت شبكة «ميزيما» المحلية أيضاً أن أحد مراسليها ثان هتايك أونغ «قد أوقف».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"