بالوعي ننهي الزّحام

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

ما إن أهلّ الشهر المبارك، حتى بدأت في بعض الشوارع معاناة يومية تكتنف صدور الآلاف وعقولهم ونفوسهم من بعد الثامنة، لأن كثيراً من المؤسسات يبدأ العمل فيها في التاسعة، وهم يغذّون الهمم ذاهبين إلى أعمالهم، والتقاط أرزاقهم؛ من عجمان والشارقة إلى دبي، وأبوظبي؛ إنّها الزحام.
آلاف المركبات تتكدّس في شوارع حيوية، وقد يظنّ بعضهم، أنّها مشكلة أزلية، وتستمرّ إلى الأبد، متذرّعين بالقول: وماذا سيفعل الناس؟ هم مضطرون للذهاب إلى أعمالهم، وما من وسيلة سوى السيارة.
نعم؛ السيّارة وسيلة مهمة وضرورية واختراع العجلة، على أيدي أجدادنا العرب، منذ آلاف السنين، سهّل الحياة عموماً، وعدّته البشرية، من أهم اختراعاتها، لكن المشكلة ليست في الوسيلة الحضارية التي اخترعها علماء ومفكرون ومهندسون وباحثون، من شتّى بقاع الكون، وفي مجالات شتّى، إنّما في طريقة استخدامها وتوظيفها.
ألم تهيّئ الدولة، وسائل نقل جماعية، على أحدث الطّرز والمواصفات؟ لمَ لا يستخدم كثير من الموظفين هذه الوسائل، فيخفّفوا من تكدّس المركبات في الشوارع، بنسبة كبيرة جداً؟ لمَ لا يشترك موظفون في جهة واحدة أو أكثر من جهة متقاربة، في وسيلة نقل واحدة؟ لمَ لا يخرج من لا يتمكّنون من استخدام كلتا الطريقتين الآنفتين، مبكّرين من بيوتهم؟ بدائل وحلول كثيرة يمكن أن يلجأ إليها العاملون في دبي، للوصول إلى أعمالهم، بأقل معاناة ممكنة. 
الأمر المهم والخطر، أنّ كثيراً من الناس لا يحترمون القانون، ويصرّون على انتهاكه وخرق الأنظمة؛ الشارع فيه خمسة مسارب في كل اتجاه، ويجب على كل سائق الالتزام بخط السير الذي يسير فيه، فلا «يتشاطر» من هذا المسرب إلى ذاك، ثم العودة، ثم التجاوز الخطر الذي أثبتت إحصاءات كثيرة للشرطة، أنه سبب رئيس للحوادث المرورية، ناهيكم بعدم استخدام الإشارات الضوئية للسيّارة، وعدم الإفساح في المجال للسيارات الأخرى، وكأنّ كل سائق يخرج من منزله، ويركب سيّارته ويمشي في الشارع الذي يظنّه ملكاً شخصيّاً له، وعدم الالتزام بالسرعات المحدّدة، رغم مخالفاتها القاسية وغراماتها المغلّظة؛ فضلاً عن لهو بعضهم أحياناً بهواتفهم المتحركة، فيقع ما لا يكون في الحسبان.
مشهد تكدس عشرات ومئات بل ألوف المركبات على طرقات العودة إلى المنازل مرهق للعين، فكيف الحال بالنسبة لسائق المركبة المتسمر خلف المقود لساعات. 
الآن مع الشهر الفضيل، لنكن أكثر حذراً، خصوصاً عند ركوب السيارة والقيادة قبل موعد الإفطار بدقائق، فالمهم أن نصل إلى البيت لتناول طعام الإفطار مع العائلة، لا أن تأخذنا الطريق إلى المستشفى لا سمح الله. 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"