عودة سوريا إلى محيطها العربي

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

نبيل سالم

دعوة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مؤخراً، إلى وجوب اتخاذ خطوة جديدة لتحقيق الاستقرار في سوريا، ليست الدعوة العربية الأولى التي تنادي بإخراج سوريا من أزمتها؛ إذ إنها تعكس القلق العربي الحقيقي تجاه الأوضاع المتردية وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا في ظل استمرار الصراع المسلح في هذا البلد العربي.

وفي تصريحاته التي أدلى بها في أعقاب محادثات أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي زار بغداد مؤخراً، لفت الوزير العراقي إلى ضرورة إيجاد «آليات حوار بين الدول المؤثرة» في الوضع السوري، لتحقيق الاستقرار في هذا البلد العربي، الذي لا يستطيع أحد إنكار أهميته للأمن القومي العربي، ودوره كأحد مؤسسي جامعة الدول العربية.

وبحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين جملة من الملفات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، بصورة عامة، وخصوصاً مع دول الجوار؛ أي تركيا وإيران، حيث أكد الوزير العراقي أنه «تمت مناقشة بعض القضايا المتعلقة بعمل جامعة الدول العربية، وأن جزءاً من النقاش تمحور حول الوضع في سوريا»، مؤكداً أن الوضع غير المستقر في سوريا يؤثر سلباً في الوضع العراقي؛ لذلك فمن الضروري العمل معاً لإيجاد سبل لكيفية بناء آليات الحوار مع مختلف الدول التي لها تأثير في الوضع السوري، من دون تسمية هذه الدول.

تصريحات الوزير العراقي سبقتها تصريحات مماثلة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أكد خلالها تأييد بغداد لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلى جانب تشجيعه للحوار الداخلي السوري، لافتاً إلى أن بغداد تدعم أيضاً، مبادرات إنهاء الصراع في اليمن، وتدعم لبنان لتجاوز ظروفه الصعبة.

وأشار الكاظمي إلى أنه «أمام الجامعة العربية دور مهم تضطلع به في تعزيز التقارب البنّاء وتجاوز الخلافات، وتعضيد جهود التهدئة بين الدول الإقليمية الفاعلة التي ترتبط بعلاقات تاريخية تتجاوز الأزمات الراهنة».

وفي بداية الشهر الماضي أكد وزير الخارجية الإماراتي، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ضرورة التعاون الإقليمي لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها، قائلاً، إن هذا الأمر لا بد منه، مؤكداً أنه يتعلق بالمصلحة العامة؛ أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، مضيفاً أن هناك «منغصات» بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.

وأشار وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الروسي سيرجي لافروف في أبوظبي، إلى أن التحدي الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا، هو «قانون قيصر»، قائلاً، إن بقاء القانون يجعل المسار في غاية الصعوبة.

وبالتأكيد لو تابعنا تطورات الأزمة السورية ولا سيما في الآونة الأخيرة، نلاحظ أن هناك تزايداً للمطالبة بعودة سوريا إلى محيطها العربي، وبلسمة جراحها انطلاقاً ليس من المصلحة السورية فحسب، وإنما من المصلحة العربية بشكل عام؛ لأن إبقاء الجرح السوري نازفاً من شأنه أن يحمل مخاطر جمة على المنطقة كلها، وينذر بتدحرج هذه الأزمة إلى مناطق أخرى وهو ما نبه إليه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، صراحة، بقوله، إن الوضع غير المستقر في سوريا يؤثر سلباً في الوضع العراقي.

من هنا وإزاء كل هذه التطورات وفي ظل هذه الدعوات لعودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في المنظومة العربية، تبدو الحاجة ملحة إلى مساعدة هذا البلد العربي في الخروج من أزماته المستعصية، وترجمة هذه الدعوات بشكل قوي على الأرض، وإلا ستبقى أزمة سوريا تدور في حلقة مفرغة، حاملة معها كثيراً من المخاطر التي لا يمكن التنبؤ بآثارها على المنطقة كلها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"