أسرة تصنع الإعلام والثقافة

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

هل صارت وسائط التواصل الاجتماعي، الإيجابية منها تحديداً، تلعب الأدوار الرائدة الغائبة عن الكثير من الفضائيات؟ على القنوات أن تدرك جيّداً أن الحاضر، قبل المستقبل، فيه ما فيه من المفاجآت التي لا تسرّها إذا لم تقتنع بأن الزمن لم يعد كأيام زمان القحط البرامجي. هي ذي الحقائق.
في عصر بحار الوسائط المتعددة، لا حاجة بعدُ إلى الشكوى جرّاء ضعف مستوى الإعداد والتقديم شكلاً ومضموناً. في إمكان الأسرة اليوم أن تنتقي البرامج التي تريدها، باللغة أو اللغات التي تفضلها. أوّل مرّة في التاريخ، لم تعد أيّ قناة تملك من الموسيقى، الأفلام، المسرحيات، الأشرطة الوثائقية في العلوم والمعارف، المحاضرات المتخصصة، الإنتاج الترفيهي... أكثر ممّا يملكه ساكن كوخ في قرية نائية. يكفي أن يكون له حاسوب واتصال بالشبكة.
ترتيب البرامج على الأسرة. في الإمكان اختبار المهارات في الفواصل بين المواد. كل المطلوب لإيجاد «جو»، هاتف جوّال وميكروفون. بتقنيات عاديّة يمسي مجلس البيت كأنه استوديو. اكتساب الأساليب التقنيّة الفنيّة، فرصة رائعة لإطلاق مشروع «الأسرة الثقافية». من المستحسن إعداد جدول أسبوعي، تتوزع فيه البدائع المنتقاة على أيّام الأسبوع. لِمَ لا يشمل تعلّم لغة جديدة؟ جميل تجاوز موانع الرحلات والأسفار في «كورونا»، بزيارة البلدان افتراضيّاً عبر أشرطة عالية الجودة.
على طريقة: قطرة، قطرة ينساب النهر، تستطيع الأسرة أن تخصص ساعة يوميّاً للمطالعة الجماعية. الكتب المصوّرة تعدّ بعشرات الآلاف، فإذا أرادت الاستمتاع بالكتب الصوتية، فمنها الكثير. بالقراءة المتأنّية تأخذ الصفحة ثلاث دقائق، فعشرون صفحة في الساعة.
هذا المقدار القليل عظيم، إنه 7200 صفحة في السنة، أي 72 كتاباً من مئة صفحة. في عشر سنوات 720 كتاباً. مكتبة، لكنّ من يقع في غرام القراءة، لن يكتفي على الأرجح حتى بضعف ذلك.
علوم الأرض والكون، الموسيقى السيمفونية وروائعها، موسيقى الشعوب وبدائعها: هل سبق أن أصغيت إلى موسيقى المغول؟ الهنود الحمر؟ السكان الأصليين في أستراليا؟ ألوان الموسيقى الصوفية في القارات الخمس؟ أهمّ شيء لمستقبل أطفال الأسرة: هل ثمة ما هو أثمن من أن يأخذوا أفكاراً جاذبة أخّاذة عن العلوم التي ستقود مستقبل الإنسانية؟ عشرون دقيقة يومياً تكفي، فإذا استزاد الصغار فعلى الآباء القول: «ولدينا مزيد».
لزوم ما يلزم: النتيجة الفضائية: إذا لم تظفر الأسرة في الفضائيات بمرادها، فعليها ابتكار الفضاءات لتحليق أفرادها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"