عادي
ذاكرة رمضانية

هيفاء العلي: أحيي الطقوس الموروثة مع أطفالي

00:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

حوار: مها عادل
شهر رمضان يحمل في طياته عبق الماضي وسحره، ويمثل للكثيرين منا ذكريات ذات طابع خاص، ولا تتشابه طقوسه وملامحه مع أي شهر آخر من شهور العام، فالطابع الروحاني والعادات الاجتماعية الأصيلة من أهم ما يميزه ويجعل أيامه لا تمحى ملامحها من ذاكرتنا أبداً.
تحدثنا الفنانة هيفاء العلي عن أهم ذكرياتها في رمضان بمرحلة الطفولة، وتقول: «رمضان بالنسبة لي في الطفولة كان شديد الاختلاف عن الزمن الحالي، خاصة أننا كنا أسرة ممتدة نفطر سوياً على مائدة واحدة، وهذا الأمر كان يضفي أجواءً من الحميمية والمودة والبهجة علي البيت والتي كانت تجمع كل أفراد الأسرة من مختلف الأجيال. أما حالياً فقد انتقلت العائلات لبيوت منفصلة وقلت التجمعات، وفي ظل جائحة «كورونا» زاد التباعد الاجتماعي من وطأة البعد وافتقاد اللمة والدفء العائلي، ولا يوجد أسرة لم تتأثر بسبب تداعيات «كورونا» خاصة في موسم التجمع الأسري والعائلي في رمضان.
وتضيف العلي: لم يغب عن ذاكرتي أبداً بعض المسلسلات التي تعودت على متابعتها برمضان منذ الطفولة مثل مسلسل «جوارح» و«شحفان ونحفان» على قناة عجمان والتي كانت تحصل على نصيب الأسد من مشاهداتنا حينها، وكنا ننتظر مواعيد برامج المسابقات والفوازير مثل «تاج السر» و«فوازير شيريهان»، وكنت أحرص على مشاهدة برامج التليفزيون بشغف مع إخواني، خاصة أنني كنت ضعيفة بدنياً لا أحتمل اللعب الذي يحتاج إلى مجهود بدني في رمضان.
وتطلعنا العلي عن أهم العادات الرمضانية التي لا تزال تحرص على إحيائها حتى الآن وتقول: أحرص على عدم التخلص من بقايا الطعام أو إهداره في رمضان، فقد تربيت على الاهتمام بتوزيع ما يفيض عن موائد الإفطار التي تكون عادة عامرة بكل أنواع الطعام، فكنا نقسم ما يفيض عن الإفطار قسمين الأول يتم حفظه لوجبة السحور والثاني يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين، ولازلت أحرص على تطبيق هذه العادات الطيبة التي تحمل في طياتها التراحم والمودة ولا زلت أحرص على توزيع أطباق على الجيران؛ لإحياء روح المودة والتعاون والتواصل وأشارك أطفالي في هذه العادات حتى لا تندثر، وأقوم بتوزيع جزء خاص من مستلزمات البيت ومشتريات رمضان وأشتري كميات كبيرة من الحبوب والبقول وغيرها وأوزعها في أكياس من باب المحبة على جيراني إلى جانب توزيع الحلوى على أطفال الجيران. وكلما رأيت أطفالاً يضحكون أتذكر طفولتي فأنا أعتقد أن طفولتنا كانت أكثر بهجة وسعادة وبراءة من الطفولة التي يعيشها أبناؤنا حالياً؛ لذلك أحرص على إحياء بعض الطقوس الرمضانية الموروثة مع أطفالي، كما أحرص أن نشاهد بعض برامج ومسلسلات رمضان سوياً؛ لإحياء أجواء البهجة القديمة عندما كان رمضان يجمع كل أفراد الأسرة حول الشاشات.
وعن المواقف الطريفة التي تتذكرها هيفاء في طفولتها تقول: «أتذكر بعض المقالب التي كنت أقوم بها مع إخواتي خاصة في فترة الصوم بأيام المدرسة؛ حيث كنا نشعر بالتعب والإرهاق وكنا نجلس أنا وإخواتي بالبيت في انتظار أذان المغرب بشغف من بعد صلاة العصر، وأحياناً كنت أقف بمكان بعيد عنهم وأقلد صوت الأذان وكنت أضحك عندما أجد أحدهم يهم بكسر صيامه أو يشرب قبل أن ينبهه الآخرون إلى الخدعة. وكانت البراءة هي عنوان طفولتنا وتمثل أهم مصادر البهجة في شهر رمضان.
وعن أجواء العمل خلال الشهر الكريم تقول العلي: مهنة التمثيل مهنة شاقة وتتطلب الكثير من الوقت والجهد؛ لذلك أذكر أنني قبل انتشار «كورونا» كنا نستعد في رمضان لتقديم مسرحية كوميدية في العيد وكان الأمر يتطلب أن أقوم بإعداد إفطار خفيف أتناوله مع أطفالي بالبيت ثم أصطحب معي طعاماً أتناوله بالمسرح مع زملائي خلال فترة البروفات التي كانت تمتد حتى وقت السحور.
وتضيف: لن أنسى تجربتي قبل ممارسة مهنة التمثيل؛ حيث كنت أعمل عسكرية بالشرطة بأمن المطارات بدبي وكانت ظروف العمل تقتضي في أحيان كثيرة أن أتناول وجبة الإفطار في الدوام بالمطار، وكانت تجربة شاقة فكنت وزملائي نتناوب على الذهاب للفطور في 10 دقائق فقط ثم نعود لممارسة واجباتنا في العمل؛ لذلك أحيي كل أفراد الشرطة والعسكريين وكل من تتطلب ظروف عمله أن يفطر خارج بيته بعيداً عن أسرته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"