عادي

السكري.. سلاح ذو حدين وسط «كورونا»

23:21 مساء
قراءة 5 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

وسط جائحة فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات بمرض كوفيد-19 الناجم عنها، لوحظ أن فئات معينة معرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بأعراض أقوى. تشمل تلك الفئات كبار السن، ومن يعانون نقص المناعة، ومن يعانون بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والسمنة ومشاكل القلب.

بالرغم من خروج بعض الدراسات بنتائج قد تسبب القلق وسط مرضى تلك الحالات، ومرضى السكري بصفة خاصة، إلا أن بعضها أظهر أن العقاقير المستخدمة لعلاج السكري قد شكل حماية للمرضى من الأعراض الشديدة عند إصابتهم بكوفيد-19؛ وهو ما يجعل من ذلك المرض سلاحاً ذا حدين.

ارتفاع السكر

يعد مرض السكري إحدى الحالات التي تم ربطها بزيادة خطر الوفاة المرتبطة بكوفيد-19، وهي حالة ترتفع فيها مستويات الجلوكوز في الجسم. وجد الباحثون في الجامعة الطبية العسكرية الرابعة-الصين، أن مرض السكري ومستويات الجلوكوز المرتفعة عند الدخول للمستشفى بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 ربما تزيد من خطر الوفاة.

بصرف النظر عن كوفيد-19 فإن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهابات أخرى. أظهرت الدراسات السابقة أن مستويات الجلوكوز مرتبطة بزيادة خطر دخول المستشفى بسبب الالتهابات بشكل عام بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي.

يقول الباحثون إن المصابين بداء السكري قد يكون لديهم تشخيص سيئ وهو ما اتضح من حقيقة أن أعدادهم كانت أعلى بدرجة كبيرة في وحدة العناية المركزة والحالات الشديدة.

أهمية السيطرة

تضاف دراسة نُشرت في مجلة «أيض الخلية» إلى الأدلة على أن الأشخاص المصابين بداء السكري النوع2 معرضون بشكل أكبر للأعراض الشديدة إذا أصيبوا بفيروس كورونا.

ولكن هناك بعض الأخبار السارة؛ فالمرضى الذين تتم لديهم السيطرة على نسبة السكر في الدم بشكل جيد تكون حالتهم أفضل بكثير ممن لا تتم السيطرة على مستويات السكر لديهم بدرجة جيدة.

توصلوا لتلك النتائج بعد أن أجروا دراسة طويلة بأثر رجعي متعددة المراكز بما في ذلك 7337 حالة مؤكدة من كوفيد-19 مسجلة في 19 مستشفى في مقاطعة هوبي، الصين.

من بين هؤلاء كان 952 شخصًا مصابًا بداء السكري النوع2، و6385 من غير المصابين بداء السكري.

من بين المصابين بداء السكري كان لدى 282 منهم مستوى جيد من الجلوكوز في الدم و528 غير ذلك.

أشارت النتائج إلى أن التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم قد يكون بمثابة نهج مساعد فعال لتحسين حالة مرضى كوفيد-19 المصابين بداء السكري منذ وقت سابق.

الأطفال

على الرغم من أنه يبدو أن معظم الأطفال والمراهقين قد نجوا من جائحة كورونا الحالية، حيث يشكلون أقل فئة معرضة للإصابة بمرض كوفيد-19 الناجمة عنه، فقد ربطت دراسة جديدة بين إصابة الطفل به وبين زيادة احتمالية إصابته بداء السكري النوع 1. أشارت مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن مرض المناعة الذاتية قد يتطور جنبًا إلى جنب مع الفيروس.

وجد فريق من الباحثين من كلية امبريال كوليج بلندن، بالتعاون مع آخرين، وجود تلك الصلة من خلال الدراسة التي قاموا بها ونشرتها مجلة «رعاية مرضى السكري».

ظهر من تحليل البيانات أن خلال ذروة الوباء كان عدد الحالات الجديدة من مرض السكري النوع1 للأطفال مرتفعًا بشكل غير عادي في اثنين من المستشفيات، مقارنة بالسنوات السابقة.

بعد إجراء المزيد من البحث والتحقق وجدوا أن بعض الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بالسكري يعانون من عدوى فيروس كورونا النشطة أو لديهم أجسام مضادة تظهر أنهم أصيبوا في الماضي.

علاوة على ذلك كشف الفريق أن 70٪ من الأطفال المصابين بمرض السكري النوع1 الذي تم تشخيصه حديثًا في الدراسة أظهروا الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة خطرة تحدث لدى مرضى السكري إذا كانت مستويات الإنسولين في الدم منخفضة بدرجة كبيرة.

يحدث ذلك عندما يبدأ الجسم في تكسير الدهون بمعدل سريع جدًا وبالتالي تتحول الدهون إلى كيتونات، مما يؤدي إلى تحمض الدم.

فائدة العقاقير

يتعرض الأشخاص المصابون بداء السكري لخطر متزايد للإصابة بأعراض شديدة من كوفيد-19 مقارنة بالأشخاص غير المصابين بداء السكري. السؤال الذي يجب الإجابة عليه هو ما إذا كان جميع مرضى السكري لديهم مخاطر متزايدة من ذلك النوع، أو ما إذا كان يمكن أيضًا تحديد عوامل خطر معينة ضمن هذه المجموعة.

ركزت دراسة جديدة تحديدًا على هذا السؤال ووجدت دلائل ذات صلة، حيث قام باحثون من المركز الألماني للسكري، بالتعاون مع آخرين، بمراجعة منهجية لدراسة خطر النمط الظاهري لداء السكري ومدى ارتباطه بشدة أعراض كوفيد-19.

جمع الباحثون نتائج 22 دراسة منشورة، بحيث تم تضمين ما مجموعه أكثر من 17500 شخص مصاب بمرض السكري ولديه إصابة مؤكدة بفيروس كورونا. بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري وكورونا معاً أظهرت النتائج أن الذكور، وكبر السن (أكبر من 65 عامًا)، وارتفاع مستويات السكر في الدم (في وقت دخول المستشفى)، والعلاج المزمن بالإنسولين، والأمراض المصاحبة الموجودة (مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكلى) تشكل عوامل خطر لشدة كوفيد-19. من ناحية أخرى أظهرت النتائج أن استخدام عقار الميتفورمين منذ فترة طويلة كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بشدة الأعراض.

مرشح الهواء المحمول ينقي الغرفة من فيروس كورونا

يعتبر الوقت المطلوب لإزالة الهباء بنسبة 90% أو أكثر، معلمة مهمة في ظل الجائحة الحالية. قارن الباحثون العديد من منظفات الهواء المحمولة المتوفرة بشكل شائع مع أنظمة التكييف لاستكشاف فاعليتها في تقليل عدد جزيئات الهباء الجوي.

أظهرت دراسة جديدة نشرها خادم ما قبل الطباعة للعلوم الصحية «medrxiv» أن مرشحات الهواء المحمولة، والتي تعتبر زهيدة الثمن، قد تعزز إزالة الهباء الجوي المحتوي على فيروس كورونا وتنقية الهواء في الأماكن الداخلية بما يصل إلى 3 أضعاف مقارنة بأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء التقليدية.

يعمل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء على جلب الهواء النقي إلى الغرفة بعد الترشيح، وتدويره في جميع أنحاء الغرفة ثم دفعه للخارج عبر فتحة تهوية، إلى جانب الهباء الجوي والملوثات الغازية الموجودة. على العكس من ذلك يقوم منظف الهواء بتصفية الهواء من الغرفة وإعادته نظيفًا مع كون دوران الهواء نتيجة ثانوية لهذه العملية.

استخدم الباحثون في الدراسة الحالية منظفات الهواء المحمولة المزودة بمرشحات لإزالة جزيئات الهباء الجوي الموجودة داخل غرفة بالقرب من الشخص المصاب. داخل غرفة تجريبية صغيرة للتحكم، ومعدلات تدفق عالية، تم تحقيق إزالة الهباء الجوي بسرعة 4-5 مرات مع مجموعة الأجهزة مقارنةً بنظام التكييف وحده. كان هناك تخليص كامل بمقدار 12 دقيقة.

تهدف تلك الأجهزة إلى تصفية الغبار والهباء الجوي والملوثات الأخرى من هواء الغرفة وليس إزالته من الغرفة تمامًا؛ وبالتالي فإن الجمع بين هذين النظامين سوف يؤدي إلى تحكم أفضل في العدوى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"