عادي

سرطان الدم اللمفاوي المزمن يهاجم كبار السن

23:28 مساء
قراءة 5 دقائق

يعد مرض سرطان الدم اللمفاوي المزمن أحد أنواع سرطان الدم والنخاع، والذي يتقدم ببطء في العادة، وفيه تصبح الخلايا اللمفاوية التي تبدو ناضجة سرطانية، وبالتالي تحل بشكل تدريجي مكان الخلايا الطبيعية في العقد اللمفية.

تعرف هذه الحالة أيضا بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، وتعني الكلمة الأخيرة أنه يتطور بشكل أبطأ، بالمقارنة بأنواع سرطان الدم الأخرى.

تساعد اللمفاويات، أو خلايا الدم البيضاء الجسم على مكافحة العدوى، ومن الممكن ألا يشعر المصاب بهذا النوع بأي عرض، وربما عانى بعض الأعراض العامة كالإجهاد والتعب.

يصيب هذا النوع من سرطان الدم كبار السن، أكبر من 60 سنة، كما يصيب الرجال أكثر من النساء بنحو 3 مرات، وتتوافر عدد من خيارات العلاج بهدف السيطرة على المرض.

المراحل التالية

يشير الأطباء إلى أن أغلب المصابين بسرطان الدم اللمفاوي المزمن لا يعانون من أعراض في المراحل الأولى من هذا المرض.

يمكن أن تظهر الأعراض في مراحل تالية، وتشمل تضخم الغدد الليمفاوية من غير الإحساس بألم، والإرهاق والحمى.

يشكو المصاب من ألم في الجزء العلوي الأيسر من البطن، وربما يعود هذا إلى تضخم الطحال، كما يشكو من التعرق الليلي، وفقد الوزن وحالات العدوى المتكررة.

يتسبب هذا المرض في بعض المضاعفات، ومن ذلك تكرار الإصابة بالعدوى، وفي أغلب الحالات فإنه تصيب الجزء العلوي والسفلي من الجهاز التنفسي، وأحيانا يمكن أن تتطور لحالات أكثر خطورة.

أشكال أخرى

يمكن أن يتطور سرطان الدم اللمفاوي المزمن إلى أشكال أخرى من السرطان أكثر عدوانية، والتي تعرف باسم لمفوة الخلايا البائية الكبيرة.

يعاني كذلك المصاب بهذا النوع من زيادة خطر إصابته بأنواع أخرى من السرطان، كسرطان الجلد والرئة والجهاز الهضمي.

يتطور سرطان الدم اللمفاوي المزمن في عدد قليل من المصابين إلى مشكلة في جهاز المناعة، والتي تؤدي إلى أن تهاجم خلايا مكافحة المرض خلايا الدم الحمراء أو الصفائح الدموية على سبيل الخطأ.

خلايا غير طبيعية

ترجع الإصابة بسرطان الدم اللمفاوي المزمن إلى حدوث طفرة جينية في الحمض النووي للخلايا التي تنتج الدم، وهذه الطفرة تتسبب في إنتاج خلايا الدم لخلايا لمفاوية غير طبيعية وغير فعالة.

تستمر هذه اللمفاويات المعيبة في البقاء وتتكاثر، في الوقت الذي تموت اللمفاويات الطبيعية، وتتراكم الأولى في الدم وبعض الأعضاء، مسببة بحدوث مضاعفات.

يمكن أن تفوق هذه الخلايا المعيبة نظيرتها السليمة عدداً وحجماً، وبالتالي تطردها خارج نخاع العظام، وتتعارض مع إنتاج خلايا الدم الطبيعية.

يجهل الأطباء والباحثون الآلية التي تسبب في هذه الطفرة، والتي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم اللمفاوي المزمن.

عوامل خطر

يمكن أن تؤدي بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، ومنها العمر، فهذه الحالة تصيب في الغالب كبار السن، ويكون متوسط أعمار المصابين بهذا المرض في السبيعنات من العمر.

يزيد خطر الإصابة لدى بعض الأجناس، كما أن وجود تاريخ عائلي لهذا المرض، أو سرطانات الدم الأخرى ونخاع العظام يعد من عوامل الخطر. يؤدي التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية في زيادة خطر الإصابة بسرطان الدم اللمفاوي المزمن.

اختبارات للدم

تشمل إجراءات تشخيص سرطان الدم اللمفاوي المزمن إجراء اختبارات للدم، والتي يكون الهدف منها معرفة تعداد الخلايا في العينة.

يمكن عمل هذا التعداد بحساب عدد الخلايا اللمفاوية، وربما يشير عدد الخلايا البائية الكبير، وهو من ضمن أنواع الخلايا اللمفاوية، إلى الإصابة بهذا السرطان.

يساعد كذلك اختبار تعدد الخلايا بالجريان - أو ما يعرف بالنمط المناعي - في معرفة هل تزايد عدد الخلايا اللمفاوية بسبب سرطان الدم اللمفاوي؟، أم بسبب مرض آخر، أو بسبب رد فعل للجسم على عملية أخرى، ومنها الإصابة بأحد أنواع العدوى.

التنبؤ بعدوانيتها

يمكن أن يساعد هذا التعداد أيضا في تحليل خلايا سرطان الدم من أجل معرفة خصائص تساعد في التنبؤ بمدى عدوانيتها وشراستها.

يتم فحص الكروموسومات داخل الخلايا اللمفاوية الشاذة، من خلال اختبار التهجين الموضعي المتألق، ومن خلاله نبحث عن التشوهات في الخلايا. كما أن الطبيب المعالج يستفيد من هذه المعلومات في تحديد توقعات سير المرض وتحديد أمثل أسلوب لخطة العلاج.

تحديد المرحلة

يطلب الطبيب في بعض الأحيان بعض الاختبارات الأخرى، والتي تساعد على تشخيص الحالة، ومنها اختبار خلايا سرطان الدم، وذلك بحثا عن خصائص يمكنها التأثير على التكهن بمآل الحالة، كما يجري خزعة للعظم، ويجري بعض صور الأشعة ومنها الأشعة المقطعية.

يبدأ الطبيب عقب تأكيد تشخيص الإصابة بسرطان الدم اللمفاوي المزمن في تحديد مرحلة المرض، والذي يقوم بها مستخدماً نظامين مختلفين.

يعين كلا النظامين مرحلة المرض، مبكرة ومتوسطة ومتقدمة، ومن خلال هذا الإجراء يبدأ في تحديد خيارات العلاج المتاحة.

يعد المصابين في المرحلة المبكرة بغير حاجة لتلقي علاج فوري، ويمكن إعطاء خيار بدء العلاج فورا بالنسبة لمن يعانون من مراحل المرض المتوسطة أو المتقدمة.

الانتظار المترقب

يحدد الطبيب خيارات علاج سرطان الدم اللمفاوي المزمن بحسب مجموعة من العوامل، كمرحلة الإصابة وهل يعاني المصاب من أي أعراض؟، والحالة الصحية العامة.

يمكن ألا يحتاج المصاب في المراحل الأولى من المرض لتلقي علاج، وإنما يكتفي الطبيب برصد الحالة بشكل دقيق، وتسمى هذه المرحلة بالانتظار المترقب، وحفظ العلاج حتى تتطور الحالة، وذلك بهدف تجنب الآثار الجانبية ومضاعفات العلاج.

تشمل الخيارات للمرحلتين المتوسطة والمتقدمة العلاج الكيميائي، ويكون بأدوية تقتل الخلايا السرطانية، ولهذا العلاج أسلوبان إما على شكل حبوب أو بالوريد، وذلك بحسب حالة المريض، ومن الممكن أن يكون هذا العلاج واحداً أو مجموعة من الأدوية. يتم تصميم أدوية موجهة، فيما يعرف بالعلاج الدوائي الموجه، تستفيد من نقاط ضعف محددة توجد في الخلايا السرطانية.

الخيارات الأخرى

تتضمن الخيارات الأخرى كذلك زراعة خلايا جذعية لنخاع العظم، ولابد من استخدام أدوية كيمياوية قوية تقتل الخلايا الجذعية التي تخلق اللمفاويات المريضة. يتم بعد ذلك غرس الخلايا الجذعية من بالغين أصحاء في دماء المريض، والتي تنتقل مع الدورة الدموية إلى نخاع العظم، وتبدأ في صناعة خلايا دم سليمة.

يكون هذا الخيار مطروحاً بالنسبة للحالات التي لا تجدي معها علاجات أخرى، وكذلك التي تعاني من أشكال عنيفة لهذا النوع من السرطان.

يجتمع الطبيب بمريضه بشكل منتظم لمراقبة أي مضاعفات من الممكن أن يواجهها، وربما ساعدت تدابير الرعاية الداعمة على منع أو تخفيف حدة الأعراض.

فحص سنوي

يقوم الطبيب بوضع بعض التدابير الأخرى، ومنها إجراء فحص لأنواع من السرطان المختلفة، وعلى سبيل المثال فإنه وارد إجراء المصاب لفحص سنوي على الجلد للبحث عن علامات على سرطان الجلد.

يمكن أن يوصي الطبيب بتناول المصاب لتطعيمات معينة، وذلك حتى تحد من خطر العدوى، ومنها الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، كما ربما يشير إلى إجراء فحوص منتظمة تراقب الصحة العامة للمصاب خلال تلقيه العلاج وبعد الانتهاء منه، لمعرفة المضاعفات التي حدثت ومن ثم علاجها.

الطب البديل

يشير الباحثون إلى إمكانية توفر بعض علاجات الطب البديل، والتي تعطي شيئاً من التكيف مع أعراض مرض سرطان الدم اللمفاوي المزمن، والتي تشمل التمارين والتدليك والتأمل، وأساليب الاسترخاء واليوجا.

تظهر بعض الدراسات الحديثة نتائج مبشرة على مركب مستخلص من الشاي الأخضر، له القدرة على معالجة سرطان الدم اللمفاوي المزمن، ويقتل هذا المستخلص خلايا السرطان.

أجريت التجارب على بعض المصابين في المرحلة المبكرة، والذين تناولوا المستخلص على شكل حبوب، وبالفعل تراجعت حدة علامات المرض.

لاحظ المصابون على سبيل المثال أن حجم العقد اللمفاوية المتضخمة قل، كما أظهرت اختبارات الدم أن عدد خلايا السرطان تناقص في دم المشاركين في التجربة. كما يتوافر ما يطلق عليه الرعاية التلطيفية، والتي يكون تركيزها على تخفيف الألم والأعراض الأخرى، ويعمل الفريق القائم بها مع المصاب وأفراد العائلة، ويشعر المصاب باستخدام هذا الأسلوب بالإضافة للعلاجات المناسبة الأخرى بتحسن كبير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"