عادي

علي بن تميم: أدعو الناشرين للالتزام بخفض الأسعار

22:50 مساء
قراءة 4 دقائق
1

 حوار: نجاة الفارس 

أكد الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب تستقطب جميع الزوار وليس النخب فقط، وهي منصة تعليمية تثقيفية اجتماعية، وأوضح في حوار ل «الخليج» أن ضيف الشرف، ألمانيا، الذي تكرر لمدة عامين هو تقليد جديد فرضته ظروف الجائحة، وبيّن أن المركز يعمل على مجموعة مبادرات لتعزيز اللغة العربية لدى النشء. وشدد ابن تميم على ضرورة أن يقدم الناشر كتباً ذات جودة عالية تنال إعجاب القراء، ودعا جميع الناشرين للالتزام بخفض الأسعار، كما هو معتاد في معارض الكتب.

* كيف تنظرون إلى دور المعرض في إثراء المشهد الثقافي محلياً وعالمياً ؟ 

- الخبرة الهائلة التي اكتسبها «أبوظبي للكتاب»، وهو في دورته الثلاثين راكمت كثيراً من المبادرات التي تعنى بصناعة الكتاب، والذي تابع المعرض منذ أن انطلق، وافتتحه الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يدرك كم ساهم هذا المعرض في إثراء واقع الكتاب العربي، ودعم النشر على نحو عام، ومن المبادرات المهمة تلك الشراكة التي عقدها المعرض مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، و التي كانت غرساً نوعياً قبل عقد من الزمان، ليس في الإمارات فقط وإنما في العالم العربي. لم يكن المعرض يعنى بعرض الكتاب فقط، ولكن أصبح عبارة عن مظلة للبرامج الثقافية، ولإثراء المعرفة، واهتم بتلك البرامج التي تستقطب جميع الزوار ليس النخب فقط، فأصبح منصة تعليمية تثقيفية، اجتماعية بحيث ينغرس الكتاب ويصبح في صلب المجتمع ويعزز القراءة وينميها، من هذا المنطلق أعتقد أن المعرض أسهم في هذا الزخم المطلوب، لقد تحول من كونه مكاناً لعرض الكتب إلى فضاء واسع للبرامج الثقافية.

أيضاً أسهم المعرض منذ تلك الشراكة في أمر مهم جداً وهو التأكيد على حقوق الملكية الفكرية، وأعتقد أن «أبوظبي للكتاب» و«الشارقة للكتاب» عززا تنامي النشر المحلي. ولا شك أن الترجمة كانت عنصراً مهماً أيضاً في معرض أبوظبي للكتاب، فبرنامج أضواء على حقوق النشر دعم المئات من الكتب، وفي هذا العام يدعم 300 منحة، كما نجد أن البرنامج انفتح على الكتب الصوتية والرقمية بالإضافة إلى الكتاب الورقي. 

تحديات

* لماذا تم اختيار ألمانيا ضيف شرف لعامين متتاليين في المعرض ؟

- هذا ما عملت به الكثير من معارض الكتب الدولية في مسألة ضيف الشرف، خاصة في عام واجهت فيه المعارض تحديات كبيرة جداً بسبب الجائحة، فنجد أن ثمة معارض تأجلت ومعارض أعلنت التوقف عن الاستمرار مستقبلا.

وبما أنه تم توسيع فكرة تقاليد ضيف الشرف، ما يقتضي حضوره بشكل واسع بفعاليات متنوعة إلى المعرض المضيف، وحيث أن عموم الفعاليات تقوم على فكرة الفعاليات الهجينة، واقعية وافتراضية، ما يقلل من فرص استعراض وتحليل وتقديم الثقافة الأخرى التي تأتي كضيف شرف في المعرض بثقافتها وتراثها، وجهودها في مسألة الكتاب.

إن تكرار استضافة ضيف الشرف لعامين متتاليين في معارض الكتب، أصبح تقليدا عالميا نشأ مع الجائحة، لأن ضيف الشرف ينبغي تسليط الضوء عليه أكثر، وبما أن المشاركة في ظل هذه الظروف الصعبة ضعيفة، وبالتالي تم استضافة ألمانيا لمدة عامين، وفي هذا العام ستعلن ألمانيا عن بعض المبادرات وستسهم في عدة فعاليات، لكن في العام المقبل ستتزايد مشاركتها.

هناك أيضا جانب آخر، فشراكة ألمانيا مع معرض أبوظبي مضاعفة، فهناك استراتيجية للتعاون مع معرض فرانكفورت،، والذي يستحق أن نتوقف عنده كثيراً، فهو يعد أقدم معرض في العالم وتاريخه يمتد لأكثر من 300 عام.

لغة حيوية

* كيف تنظرون إلى دور مركز أبوظبي للغة العربية، في إحياء لغة الضاد خاصة لدى جيل الناشئة، وهل من برامج تعزز مكانة اللغة خلال فعاليات المعرض ؟

- نحن نربط كثيراً بين اللغة والقراءة، وبين اللغة والكتاب تحديداً، ولا شك أن اللغة الحيوية هي التي تنتج في العلوم والمعارف المختلفة.

ولو اطلعنا على تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، الذي نشر قبل أشهر سنجد أن أحد مؤشرات ازدهار اللغة يركز على معدلات القراءة بها، وإلى حجم النشر وجودة التأليف وحقوق الملكية الفكرية في هذه اللغة، ومعرض الكتاب مناسبة مهمة جدا، ينتقل فيها المركز من تخصصه في التشريعات النظرية في العربية إلى كونه يعنى بالممارسات من أنشطة و فعاليات، وأعتقد أن المركز من هذا المنطلق يكتسب خصوصيته، حيث آثر أن يعزز حضور اللغة العربية من خلال الأنشطة.

كما أن التركيز على الناشئة مهم جداً، فالأطفال هم مستقبل العربية، والمؤشرات تظهر أنه في عام 2050 وما بعده، سنشهد زيادة هائلة في التحدث باللغة العربية، ما يعني أنه ينبغي أن ندعم فرص هذه اللغة سواء كانت في التكنولوجيا أو عبر الترجمة.

يتوجه المركز للنشء والمختصين والنخب والبسطاء، وهو لا يكتفي بتعزيز القوانين والتشريعات والتنظير، فالعالم العربي لديه حزمة من التشريعات الكافية لتعزيز العربية، لكن تنقصنا السياسات الاستراتيجية التي تقارب اللغة، فنحن نعمل على مجموعة مبادرات تعتمد على التكنولوجيا، كونها إحدى الآليات المهمة التي يتعاطى معها النشء.

- خلال الدورات السابقة من المعرض كانت هناك ملاحظات من الزواربخصوص ارتفاع أسعار كتب الأطفال والروايات، هل هناك أي إجراءات تم اتخاذها لضبط ومراقبة الأسعار؟

نحرص على التزام دور النشر بالخصم المتفق عليه، لكن قد تخالف بعض هذه الدور هذا الالتزام، فالمعرض بالنسبة إليهم ربما يكون الفرصة الوحيدة لكي يصلوا إلى القراء.

 وأحب أن أتوجه برسالة إلى جميع الناشرين المشاركين في المعرض، فهناك دعم كبير لهم، وبناء عليه ينبغي الحرص على تقديم كتب ذات جودة عالية تنال إعجاب القراء، وتجذب القارئ، مع ضرورة الالتزام بخفض الأسعار كما هو معتاد في معارض الكتب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"