روعة الجمال على صهوة الإبداع

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

الأشياء الجميلة تُبهرنا لطبيعتنا البشرية، فقد فُطرنا على حب الجميل والحسن شكلاً، أو فعلاً، أو إحساساً؛ لذا تنجذب النفس إلى كل جميل يسرّ ويبهج النظر، أو السمع، أو الشعور. ولأنها متميزة عن باقي الموجودات المادية أو المعنوية لخصائصها المتفردة، فإنها تحتل مكانة مرموقة في ذاكرتنا، وقد تعتلي عرش أولوياتنا الحياتية لدرجة التعلّق.
وأي ممارسة حياتية متقنة ودقيقة في قالب منظم ومتناسق ومبدع هي من باقة الأفعال الجميلة التي تتميز عن الممارسات الاعتيادية المفتقدة للصفات السابقة، ومن هنا يبرز دور التميز الحكومي وتشجيعه ونشره في جهاتنا الحكومية ومؤسساتنا، ومن هنا أيضاً يمكننا استيعاب الربط بين الجمال والتميز من جانب، وبين إلهام الجمال للمبدعين والمتميزين من جانب آخر.
فمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «الجمال هو مصدر للإلهام سواء في قصائدي أو حياتي بشكل عام»، هي مقولة ذهبية نابعة من رجل أنتجت رؤيته الثاقبة الكثير من الجمال والجماليات، فمن ينظر إلى روعة إنجازات دولة الإمارات يعي أن الملهم لكل تلك الإبداعات الفاتنة، هو متذوِّق للجمال، وباحث عنه في كل الممارسات الحكومية.
فهو من يعتلي صهوة الإبداع، ليقود المبدعين في سباق التميز والريادة، سالكاً بهم دروب التحدي، ومحرزاً معهم أرقاماً قياسية وتصنيفات عالمية، حتى بات الرقم واحد ليس برقم، وإنما هو شعار ترتديه الحكومة الاتحادية بمختلف جهاتها.
وما كانت جوائز التميز الحكومي إلا أعيناً راصدة لجمال ما أبدعه موظف مُجدّ ومجتهد ومبدع، أو مؤسسة رسمت الإبداع وتميزت به؛ لذا استحقوا جميعاً التحفيز والتكريم، في سبيل المزيد من العطاء المنتج والمؤدي إلى اكتمال لوحة جميلة من الأداء الخلاق، تلك اللوحة التي رُسمت كرؤية لدى القيادة فتفننت المؤسسات في إبرازها بأحلى صورة للعيان، بألوان شتى من الجودة والإتقان، تبهج النفس، وتضفي عليها رغبة ملحّة في التنافس بين الموظفين، أو المؤسسات.
أما الجانب الأهم من الجمال فهو مرتبط بنظرتنا نحن كأفراد ومؤسسات، «فالجمال ليس خاصية في ذات الأشياء أو الأفعال، وإنما في العقل الذي يتأملها»، فالنظرة الجميلة والإيجابية للأدوات المتوفرة لدينا كفيلة بصنع كثير من الأفكار الإيجابية المؤدية إلى إنجازات مبهرة، لم يتوقعها أصحاب النظرة السلبية على الرغم من امتلاكهم الأدوات نفسها، فقد وضعوا متاريس من المعوقات والتحديات أمام أي فكرة حاولت الخروج للنور، وهذا عكس ما فعله أصحاب الفكر الإيجابي حين وثقوا بقدراتهم، وأطلقوا العنان أمام الإبداع والابتكار.
والسر في ذلك الصوت الإيجابي الذي ينبع من داخلنا، كي يصوّر لنا مستقبلاً رائعاً وجميلاً، ولكي يدفعنا نحو تحقيقه بمعطيات الحاضر وإمكاناته، مستعينين بما وهبنا الله من تفكير سليم وعقل راشد، ومستفيدين من تجارب من سبقونا في مجالات الإبداع والتميز، ومتسلّحين بعلوم شتى كفيلة بانتصارنا على التحديات، ومبصّرة لنا في أحلك مراحل المسير نحو الهدف المنشود.
وخلاصة القول إن جمال الإنجاز كان نتيجة لنظرة متفائلة ورؤية واضحة، لقائد فذّ استلهم من الجمال جمالاً في شعره وفعله، ورسّخ دستوراً لنشر جمال الإبداع والتميز بين المؤسسات، حتى باتت منارات رائعة تزيِّن عملنا الحكومي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"