عادي

سلوكيات مراهق

22:50 مساء
قراءة دقيقتين
مدرسة

كتب: أمير السني
قررت إدارة المدرسة استدعاء والد (ع. ح) بسبب المضايقات التي يسببها لزملائه هو وشلته وأخبرته بما يحدث في المدرسة بعد أن انضم إلى شلة من الطلاب غير الراغبين في التعليم وسجلت ضدهم عدد من الشكاوى في المدرسة، وبدأ الوالد في تغيير معاملته مع ولده بعد أن كان يعامله بلين ورفق. 
عاش (ع. ح) البالغ 15 عاماً حياة ترف ودلال، فوالداه لا يتأخران عن تنفيذ طلباته منذ أن كان صغيراً يهتمان لأمره بعد أن أدركا عدم رغبته في التعليم منذ بداية دخوله المدرسة، وحاولا تغيير سلوكه ليصبح مثل باقي إخوته الذين تمكنوا من الاستمرار في السلم التعليمي من دون صعوبة، ولم يتعب الوالدان في تربيهم ومتابعة دروسهم كثيراً، بل تفوقت الأخوات، فمنهن من وصلت إلى المرحلة الجامعية، وكان جميع الإخوة مطيعين ماعدا الابن الأوسط، ، وقدمت إدارة المدرسة عدداً من الشكاوى لولي أمره بسبب تصرفاته الطائشة. 
والتقى (ع. ح) بشلة السوء في المدرسة وكانوا يتنمرون على الطلاب ويتهجمون عليهم، بعضهم بزعم ان لا أحد يقف في طريقهم، وتحولوا إلى عصابة تخطط وتعمل للإيقاع بفرائسها من الطلاب المهذبين. 
وعندما يرجع (ع. ح) من المدرسة في الحافلة المدرسية، يحدث الشغب مع شلته داخل الحافلة، ومن بين الطلاب الموجودين في الحافلة طالب يتسم بالهدوء الشديد ولا يتكلم كثيراً ويحاول الابتعاد عن المشاكل والزحمة ويحرص على الالتزام بمواعيد المدرسة وانتظار الحافلة أمام المنزل، فقصده (ع. ح) وكان دائماً يسخر منه ويُضحك الآخرين منه، لكن الطالب الهادئ يحاول ألا يرد عليه، وكان يجلس في مقعد بعيد عنه، لكنه مع ذلك لا يسلم من الشتائم والتنمر.
وفي يوم ركب الطالب الهادئ الحافلة، وعند الذهاب إلى الجلوس اعترضه (ع. ح) ووضع قدمه في الممر ليصطدم بها الطالب، ويقع على الأرض فيضحك منه الجميع. لم يتحمل الطالب تلك الاستفزازات وطلب من (ع. ح) التوقف عن تلك الأفعال، فما كان منه إلا أن هجم عليه وضربه في أجزاء متفرقة من جسده، وركله بقدمه بمساعدة بقية الشلة.
 أبلغ سائق الباص إدارة المدرسة بالأمر، وتم تحويل الطالب إلى المستشفى لتلقي العلاج المطلوب، وأثبت تقرير الطبيب وجود عدد من الإصابات في الظهر والبطن، وصار الطفل يعاني تخوفاً في الذهاب إلى المدرسة بسبب الحادثة التي علقت في ذهنه، خاصة وإن تلك الشلة يمكن أن تقابله في فناء المدرسة مرة أخرى، وسمع العديد من الطلاب أيضاً عن تلك الحادثة وباتوا يتوجسون من الاقتراب من (ع. ح) وزملائه الذي تسببوا بالرعب في نفوس الباقين.
 حسمت إدارة المدرسة الأمر، فقامت بالتعاون مع ولي أمر الطالب المتضرر بفتح بلاغ جنائي في مواجهة (ع. ح) وشلته فألقت الشرطة القبض عليهم وتم نقلهم إلى مركز الإصلاح الأسري، وأصدرت المحكمة حكمها في مواجهتهم باستدعاء أولياء أمورهم وتوبيخهم وتحذريهم من إهمال أولادهم لأن ذلك سيعرضهم للسجن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"