ابتعد عن الغضب.. تبتعد الأخطاء

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

الوقوع في الخطأ أمر حتمي، ولا يمكن أن تتوقع أن تعمل وتفعل وتتحرك دون أن يقع منك أي خطأ، البعض يعتبرونه طريقة من طرق التعليم، لكن المشكلة في الأخطاء هي تكرارها، ثم التعود عليها، ثم التقليل من وقعها وأثرها، هنا يكون الخطأ الفادح الذي دون شك يقودك نحو الإخفاق التام بكل ما تعني الكلمة.
 يقول الشاعر والكاتب وليم شكسبير: «أستطيع مسامحتك على عشرة أخطاء مختلفة، ولكن لن أسامحك على نفس الخطأ مرتين». الخطأ في مجمله ليس عيباً ولا يفترض أن يحمل أي دلالة، لأنه متوقع، لكن تكرار الخطأ نفسه يكون دلالة على الإهمال أو الاستهتار أو عدم الإتقان، وهذا يعود إلى أن من يكرر الخطأ يوجه رسالة مفادها أنه لم يستفد من الخطأ الأول ولم يتعلم منه، لذا يقال بأن الأخطاء خير مدرسة يمكن التعلم منها. عندما ترتكب الخطأ ثم تتلافاه تكون قد حفظت الدرس واستوعبت تماماً المطلوب، ودون شك أن هذا سيقود نحو النجاح. 
الجانب الآخر في هذا السياق الخطأ نفسه عندما يقع، ما سببه؟ إن كنت قد قمت بكل ما هو ممكن من دقة، وقدمت كل ما تستطيع من قدرات، ثم كانت النتيجة سلبية، فهذا لا يفترض اللوم أو العتاب، فلا يلام مجتهد بعد اجتهاده كما يقال، ولكن اللوم يقع دائماً على من هو مهمل ومستهتر، لأن هذا النوع لن يستوعب الدرس ويتوقع منه أن يكرر الخطأ عدة مرات. وهذا لا يعني أن الخطأ ملازم أو حتمي، ولا فكاك من وقوعه، بل الذي نعنيه أنه عندما يقع الخطأ لأول مرة فقد يكون سببه الخبرة أو عدم العمل أو الحاجة للمهارة، من هنا يأتي الكلام الذي يحث على التمهل وعدم محاكمة المخطئ وإنما منحه فرصة أخرى للتعويض وتصحيح الخطأ. 
في المجمل الأخطاء لا تقع دون سبب، مهما كانت، قد نعرف هذه الأسباب وقد نجهلها، لكنها تقع نتيجة لأسباب، المفترض أن نتعلم تجنب هذه الأسباب، ونكتشفها ونعرفها. لعل من أهم أسباب الأخطاء في العادة الغضب، لأن الغضب يعمي البصيرة، بل يغطي تماماً على قدرات العقل ويحد من نشاطه، وكما يقول الكاتب والشاعر التشيلي روبر تو بولانيو: «إذا ابتعدت عن الغضب، ابتعدت عن الخطأ». 
تعلم من أخطائك واسع إلى معرفة الأسباب.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"