أيام التمدرس

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها إلى تحقيق نهضة شاملة في الخدمات التعليمية، واتجهت بخطوات ثابتة واثقة متسارعة لتحقيق رؤية قيادتها الرشيدة في مستقبل عنوانه اقتصاد قوي، عماده قدرات بشرية إماراتية شابة تقود البلاد نحو مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب.
إن النجاح الذي حققته منظومة التعليم الإماراتية لاسيما في ظل جائحة كورونا، كان نتاج جهد جهيد بذله القائمون على التعليم، ويعكس التخطيط الجيد والمنظم لوزارة التربية والتعليم.
ففي سبتمبر 2020، اعتمد المجلس الوزاري للتنمية، التقويم المدرسي للمدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة للأعوام الثلاثة المقبلة 2020  2022، في إطار تعزيز تكامل جهود منظومة التعليم في الدولة، وحدد التقويم الدراسي عدد أيام التمدرس للمدارس الحكومية والخاصة التي تتبع منهاج وزارة التربية والتعليم في كل عام دراسي لتكون 188 يوماً للعام الدراسي 2020 2021، بمجموع 186 يوماً للعام الدراسي 2021  2022، وللعام الدراسي 2022  2023 بإجمالي 188 يوماً، إلى جانب إلزام جميع المدارس الخاصة التي لا تتبع منهاج وزارة التربية والتعليم، بالحد الأدنى لعدد أيام التمدرس المحددة بمجموع 182 يوماً.
ومع تطورات الأحوال الصحية في البلاد الناتجة عن جائحة كورونا، اعتمدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي خطتها لبقية أيام التمدرس للعام الأكاديمي 2020 2021 الذي ينتهي في 30 يونيو الجاري، حيث يواصل طلبة المدارس الالتزام بالدوام المدرسي عن بعد، بعد انتهاء فترة الامتحانات في 17 يونيو من هذا الشهر. وبينت المؤسسة أن انتهاء الطلبة من امتحانات الفصل الدراسي الثالث يعتبر دلالة على انتهائهم من المنهج الدراسي وليس انتهاء العام الدراسي؛ إذ حدد القرار أيام التمدرس وفقاً للتقويم المشار إليه، وهو ما يعني استمرارية الدوام المدرسي عقب الامتحانات للتركيز على صقل بعض مهارات الطلبة ضمن بيئة تعليمية تفاعلية.
وحددت المؤسسة محاور مخصصة للطلبة من الصفوف 4 إلى 11، بحيث سيتم العمل على تطوير مهاراتهم في مجالات البرمجة واللغات والرياضيات خلال الفترة المتبقية من أيام التمدرس.
لكن لابد لنا من وقفة تأملية مع هذا القرار والمحفزات التي قدمتها المؤسسة لضمان التطبيق الذي يؤتي ثماره، ويحقق فائدة فعلية للطالب الإماراتي.
نحن نعلم جيداً أنه بانتهاء الامتحانات الفصلية يكون العام الدراسي قد انتهى بالنسبة للطالب وولي الأمر، وأن ما يحدث بعدها يخرج عن نطاق التحصيل العلمي للطالب؛ بل إنه يمكننا أن نجزم أن طلابنا لا يحبذون الفكرة ولا يفضلونها.
كذلك لابد لنا من حملة توعوية لأولياء الأمور توضح لهم أن الأنشطة اللامنهجية التي يقدّمها التعلم بعد الامتحانات.
إن أيام التمدرس التي نسعى إلى تحقيقها ليست معادلة رقمية أو حتى مجرد رقم في ذاكرة السنوات الدراسية؛ بل هي فرصة لتنمية مهارات الطلاب وصقل كفاياتهم العلمية.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"