دبي: أحمد البشير
سيكون تقرير الوظائف الشهري من بين أبرز الأحداث الاقتصادية هذا الأسبوع، مع دخول الأسواق في النصف الثاني من العام. ويتوقع الاقتصاديون إضافة 700 ألف وظيفة، وهو أفضل من ال 559 ألف وظيفة التي شهدها شهر مايو/ أيار، ولكنها لا تزال أقل من التوقعات السابقة التي تكهنت بإضافة ما لا يقل عن مليون وظيفة.
ويعد التقرير قراءة رئيسية لسوق العمل، الذي يعاني من نمو ضعيف للوظائف وسط شكوى الشركات من نقص العمال وصعوبة في الحصول على المساعدة. كما ينظر إليه على أنه مقياس لمدى ثبات الارتفاع الحالي في التضخم، في حين أن زيادة الأجور هي أيضاً من العوامل التي يجب مراقبتها إلى جانب ندرة العمالة، حيث يمكن أن تؤدي إلى زيادة كلفة السلع والخدمات.
شهدت أسواق الأسهم تذبذباً خلال شهر يونيو/ حزيران حتى الآن. وارتفع مؤشر «إس أند بي 500» بنسبة 1.8% يوم الجمعة الماضي، محققاً نمواً بنسبة 7.7% في الربع الثاني، ومكاسب بلغت 15.6% منذ بداية العام حتى تاريخيه. وارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 4.4% في يونيو/ حزيران وبزيادة 8.4% في الربع الثاني. وفي غضون ذلك، تراجع مؤشر «داو جونز» في يونيو/ حزيران مع انخفاض متواضع قدره 0.3%، إلا أنه ارتفع بنسبة 4.4% على أساس ربع سنوي حتى الآن.
وأنهى مؤشر «ستاندرد أند بورز» تداولات، يوم الجمعة، عند 4280 نقطة، حيث ارتفع بالفعل فوق 4276 نقطة، وهو متوسط توقعات المحللين الاستراتيجيين في وول ستريت لنمو السهم حتى نهاية العام.
مسار الصعود
ويتوقع الاستراتيجيون أن يستمر السوق في مساره الصعودي في النصف الثاني من العام، وإن كان بوتيرة أبطأ. وقال البعض أيضاً إن النصف الثاني سيشهد توقف موجة الانتعاش قبل أن ينهي السوق العام التداولات على ارتفاع.
وقال جيم بولسن، كبير المحللين الاستراتيجيين في مجموعة «ليوثولد جروب»: «أعتقد أن توقف الارتفاع الطويل في أسعار الفائدة كان مفيداً بالنسبة لأسواق الأسهم خلال الربع الأول، ما أدى إلى تخفيف الضغط على الأسواق».
وأضاف: «في غضون ذلك، استمرت الأرباح في الصعود. وإذا فكرت في الأمر مليّاً، فإن الأغلبية العظمى من الأسهم حافظ على قيمتها خلال الربع الثاني». ويتوقع بولسن أن يتخطى مؤشر «إس أند بي 500» حاجز ال4500 نقطة، قبل أن يتراجع في وقت لاحق من العام، لينهي مسيرته عند 4100 نقطة.
وأنهت الأسهم التداولات على ارتفاع في الأسبوع الماضي، على الرغم من الاضطرابات التي حدثت في الأسبوع السابق بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يونيو/ حزيران. ووضع الاحتياطي الفيدرالي الأساس لإنهاء استراتيجياته المتعلقة بسياساته المالية المتساهلة، حيث قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن المسؤولين يفكرون في تقليص مشترياتهم من الرهون العقارية وسندات الخزانة.
وفي حال أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه سيقلص مشترياته من السندات في الأشهر المقبلة، فمن المتوقع أن ينتظر لفترة قبل أن يبدأ العملية. وبعد ذلك، قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تصل قيمة المشتريات الشهرية البالغة 120 مليار دولار إلى الصفر. وتعتبر هذه السياسة أمراً مهماً بشكل خاص، لأنها قد تكون مقدمة لرفع الاحتياطي لأسعار الفائدة.
أسهم التكنولوجيا
وارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 2.4% الأسبوع الماضي و9.4% للربع الثاني حتى الآن، بعد أن تراجعت عندما كانت عائدات السندات تتحرك صعوداً في مارس/ آذار.
وقال بولسون من مجموعة «ليوثولد جروب»: «كانت التوقعات تشير إلى أن عواد السندات لأجل 10 سنوات ستصل إلى 2%. ولكن بدلاً من الارتفاع، انخفضت المعدلات، ونتيجة لذلك، تفوق النمو على القيمة، وحققت شركات التكنولوجيا نتائج مالية أعلى من المتوقع».
ويعد تقرير كشوفات التوظيف في صباح يوم الجمعة المقبل، أكبر حدث اقتصادي لهذا الأسبوع.
وقال الاقتصاديون في بنك أوف أمريكا، في تقرير: «نتوقع أن يظهر تقرير التوظيف لشهر يونيو/ حزيران نمواً في الوظائف غير الزراعية لتصل إلى 800 ألف وظيفية، الأمر الذي يقلص معدل البطالة إلى 5.5%، نزولاً من 5.8%. إلا أن الطلب القوي والعرض الضعيف في سوق الوظائف سيؤدي إلى زيادة معدلات الأجور».
ووفقاً ل «داو جونز»، يتوقع الاقتصاديون إضافة 683 ألف وظيف في يونيو، وانخفاض معدل البطالة إلى 5.7%، نزولاً من 5.8%، إلا أن السوق يتطلع أيضاً إلى معرفة ما إذا كانت البيانات تكشف عن أي شيء جديد حول التضخم، وما إذا كان يمكن أن يكون مؤقتاً، كما صرح مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقد تكون بيانات الأجور جيدة، مع تقدير «داو جونز» بارتفاع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 3.7% على أساس سنوي، صعوداً من 1.98% في مايو/ أيار الماضي.
وإلى جانب بيانات التوظيف، يتطلع السوق إلى بيانات التصنيع ومبيعات السيارات الشهرية، يوم الخميس المقبل.
