مسار للمتفوقين

01:05 صباحا
قراءة دقيقتين

في ثاني عام تتخرج دفعات من طلبة الثانوية العامة، خلال الأزمة العالمية المتمثلة في جائحة كورونا، وللعام الثاني على التوالي تتوالى الإنجازات الداحرة لكل العقبات باختلاف صعوبتها، ونبارك لجميع من شارك في هذا الإنجاز من طلبة وأولياء أمور ومعلمين وطاقم إداري وتربوي في المدارس، ونبارك للمتفوقين ولجميع الخريجين إنجازهم لهذا العام، ونبارك لكل من حظي منهم بالمنح الجامعية، ونبارك بالإقامة الذهبية الدائمة للطلبة المقيمين المتفوقين ولذويهم.
 هكذا هي دولتنا وقيادتنا تحتضن المبدعين والمجتهدين وهم على مقاعد الدراسة، والإقامة الذهبية للمتفوقين رسالة لكل من اتجه نحو التميز، وارتقى بعلمه، ليرتقي به المجتمع بأسره قيادة وشعباً، فالجميع استقبل القرار بالتهاني، وأثنى على القرار الذي يبجل العلم وأصحابه، مُرحباً بهم أفراداً فاعلين، وطلبة مجتهدين بتخصصات تميزهم بسعيهم واجتهادهم، وبالأخص التخصصات النوعية التي تخدم دولتنا في المجالات كافة، وفي كل عام ترفد الجامعات بأعداد كبيرة من المتفوقين والناجحين ويبرز أعداد مختلفة منهم بالنتائج الجامعية، ولا نعلم أين يكون نتاجهم في أي قطاع أو مجال، حتى ينغمسوا بالأعمال الإدارية والفنية في مختلف الجهات، وعدد قليل منهم من يحافظ على تميزه وتفوقه، وهذا الحاصل في كل مكان. 
نريد أن يختلف الأمر في دولتنا، ويا حبذا لو اتجهت جهة حكومية لحصر أعداد هؤلاء المتفوقين ومتابعة إنجازاتهم على امتداد رحلة دراستهم الجامعية إلى أن يخطوا الخطوات الأولى نحو الوظيفة والعمل والاجتهاد، فإنتاجهم «العملي» قد لا يختلف عن درجاتهم الدراسية، من حيث التميز، فقط يحتاجون إلى مراعاة خاصة وإلى من يصقل مهاراتهم بالخبرات التي يقدمها على طبق من ذهب كي لا يتم عرقلتهم في الإنتاج النوعي الذي سيقدمونه، نحتاج لتلك الجهة لاسيما ونحن على أعتاب الاحتفال بالعام الخمسين، نحتاج إلى الدماء الجديدة التي تحمل أفكاراً نضجت مع مرورها بالأزمة العالمية، وظروف حتمت على الجميع مسايرتها والانغماس بمشاغلها، إلا أنهم تميزوا بها رغم عن كل التحديات، والناجحون من يستغلون تلك الظروف لصالحهم في مختلف الأوقات، وهم من يشار إليهم بالبنان دائماً بتفوقهم واجتيازهم لكل تلك العقبات، فمرحباً بمؤسسات وجهات تحمل فكر«متفوقيها وموظفيها الجدد». 
والمسار العلمي والعملي للمتفوقين لابد أن يرسم ويحدد من الآن إلى متوسط ثماني سنوات، بالاعتماد على المعطيات والمؤشرات التي بحوزتنا حالياً من حيث أعدادهم ومجالات دراستهم، وبعدها تخصصاتهم الجامعية، إلى أن يخطوا أولى سنواتهم بالأعمال المخطط لهم أن يندرجوا فيها، لنرى أثرهم الحقيقي في مجتمعنا الذي يعلي من قدر المتفوقين بشرط المحافظة على تفوقهم وإنتاجهم الفكري والعملي على مدار تلك السنوات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"