الصحة أولوية علمية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

منذ تأسيس دولة الخير والعطاء، قبل خمسين عاماً على يد الوالد الراحل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه، رحمهم الله جميعاً، وصحة الإنسان، من الأولويات، مع أن كل ما يتعلّق بالإنسان أولوية، لدى قيادتنا الرشيدة، لكن وعبر هذه المسيرة المباركة، تطورت الرعاية الصحية بشكل لافت، بحيث لم يكن يمرّ عام أو عامان، إلّا ونشهد إنجازاً جديداً، بإنشاء مراكز صحية أو مستشفيات، أو منشآت رعاية متطوّرة، سواء حكومية، أو خاصة، شهد القطاع عبرها قفزات عدة؛ ففي أوائل السبعينات، اقتصرت الخدمات الصحية على سبعة مستشفيات و12 مركزاً صحياً، بسعة نحو 700 سرير فقط. ثم تتالت الإنجازات حتى نالت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة لأربعة أعوام متتالية بوجود أكثر من 220 مستشفى ومركزاً طبياً ومرفقاً صحياً.
 هذا التطور رتّب مسؤولية كبيرة تضمن عمل هذه المنشآت، بتنظيم محكم بقوانين وأسس تجعل الجميع آمنين. وفي هذا الإطار التطويري لمنظومة العمل الحكومي في دبي، جاء قرار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، والأهلية القانونية اللازمة لمباشرة الأعمال والتصرفات التي تكفل تحقيق أهدافها المتمثّلة بالارتقاء بالخدمات الصحية عبر منظومة أكاديمية تضمن التكامل بين الرعاية الصحية والتعليم الطبي والبحث العلمي، لرفع مستوى كفاءة الخدمات الصحية المُقدّمة وسهولة الوصول إليها، لخدمة جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
تضم الأكاديمية عدداً من المؤسسات لتوفير البيئة الداعمة للقيام بالأبحاث العلمية والسريرية للنهوض بالمخرجات الصحية للأفراد والمجتمع، وهي مؤسسة دبي للرعاية الصحية بالهيئة والمستشفيات، بالإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ومستشفى دبي للأسنان، ومؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، ما يعني رفع جاهزية دبي الصحية وتنافسيتها، ووسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة وفقاً لأحدث النُّظُم، ما ينعكس على تعزيز مكانة الإمارة مركزاً طبياً وصحياً عالمياً، ومقصداً للسياحة الصحية والعلاجية ووجهة رائدة في مجال التعليم الطبي والبحث والابتكار العلمي. 
الأمر المهم أن هذه المؤسسة ستدعم اقتصاد المعرفة، بتعزيز الأبحاث والابتكار واستقطاب الاستثمارات في الصحة والتكنولوجيا الحيوية، لتأهيل المنشآت الصحية التابعة لها والخدمات والبرامج التي تُقدِّمها، للحصول على الاعتمادات الدولية، وإعداد الدراسات لتطوير مُنشآت صحية وبرامج جديدة، أو التوسع في تقديم الخدمات والبرامج الصحية المختلفة، ما يعني أننا مقبلون على تصنيف جديد بالتأكيد، يزيد عدد المنشآت المعتمدة، ويعزّز الثقة بالنظام الصحّي، لتكون دبي والإمارات عموماً من الوجهات المميّزة للسياحة العلاجية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"