علمتنا الجائحة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

تغيرنا وسنتغير. التجربة التي مر بها العالم لم تمر بلا أثر طويل الأمد، ولا الأثر خفي أو بسيط هامشي يمكن تجاهله. منذ وصول كورونا والصحة صارت في مقدمة اهتمامات العالم، الكل اكتشف أنه لم يكن جاهزاً لأي طارئ من هذا النوع، والاستنفار وضع الكرة الأرضية في حالة الطوارئ 24/24. 
الجائحة علمتنا أن الرعاية الصحية أولوية، وأن التقصير في هذا الجانب تحديداً، قد يتسبب في كوارث حقيقية. وعلمتنا أن أعداد المستشفيات والأسرّة فيها والأطقم الطبية والتمريضية غير كافية في بعض الدول، في ظل هذه الجائحة والحالة التي اجتاحت كل العالم دفعة واحدة. 
من التغييرات المهمة التي فرضتها علينا جائحة كورونا، الخدمة أونلاين و«الديليفري» الطبي، الذي يحمل العلاج إلى المريض أينما كان، والأهم أنه يقدم خدمة المعاينة عن بُعد واستشارة الطبيب من المنزل دون الحاجة إلى التنقل والتعرض للاختلاط، وسط زحمة المرضى أو انتظار الطوابير في العيادات.. حل يوفر الوقت ويمنح المريض فرصة التواصل مع الطبيب بشكل سريع ومباشر، مع سهولة تأمين الدواء والعلاج من الصيدليات وعبر خدمة التوصيل إلى المنازل أيضاً. 
الرعاية الصحية في الإمارات تفاعلت وتميزت في الخدمات الطبية في ظل الجائحة، كما طوّرت من نفسها لتمشي مع التطور الذي فرضه كوفيد  19 على العالم. والقطاع الخاص أيضاً تفاعل مع الوضع الصحي لمرحلة ما بعد كورونا، ويبشرنا بأن قطاع الرعاية الصحية يتجه نحو «التطبيب عن بعد وتقديم خدمات الاستشارات الطبية الافتراضية»، دون إغفال الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية عن الاستشارة الطبية، وهو خدمة توصيل الأدوية واللوازم الصيدلانية إلى المنازل، وهي خدمة يحتاج إليها المرضى في زمن التباعد الاجتماعي، كما يستفيد منها كثيراً كبار السن وأصحاب الهمم، لا سيما أنها تتضمن جمع العينات المخبرية من المنازل.
التطبيب عن بُعد وتوفير الخدمات المخبرية (جمع العينات والتحاليل)، يقدم خدمة مهمة للقطاع الطبي والتمريضي، حيث يخفف من الضغط والزحام على المستشفيات والعيادات، ويتيح الفرصة أمام المرضى الذين تستدعي حالتهم الذهاب إلى المستشفى والوجود في العيادة أو الطوارئ، كما يخفف من مخاطر انتقال العدوى بين المرضى أياً كان نوع الوباء والفيروس الذي يحملونه، والأمر لا يتوقف على كورونا فقط. 
الوباء لا يزال يتطلب تغييرات ومجهودات للتعامل مع المرحلة الجديدة التي نعيشها، وهو ما تعمل عليه القيادة التي تمشي دائماً على نهج التطلع إلى الغد، من منطلق التعلم من كل تجربة والاستفادة منها لتخطي أي عقبة قد تعترض القطاع الصحي، وهي تتعامل مع مرحلة ما بعد كوفيد  19 بوعي وحرص شديدين، مع الحفاظ على الضوابط وحماية الجميع سواء القطاع الطبي بكل كوادره والعاملين فيه، أو المرضى مع تقديم أفضل الخدمات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"