عادي
محطة مضيئة في سجل إنجازات الدولة

«إكسبو».. بوابة العرب للعالمية بإرادة إماراتية

23:00 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: محمد الماحي

حمل «إكسبو 2020 دبي» العرب للإدلاء بدلوهم في صناعة الحضارة الإنسانية، والتأكيد على قدرتهم على إنتاج المعرفة والعلم والابتكار، واستعادة مكانتهم في بناء الحضارة الإنسانية وتقدم البشرية، ويعد محطة مضيئة في سجل إنجازات دولة الإمارات التي تقود حراكاً عربياً شاملاً لاستئناف الحضارة العربية، واستئناف الريادة والمبادرة، والاضطلاع بالدور المعرفي الفعال، الذي اتسمت به الأمة العربية حينما كانت تستشرف المستقبل الأفضل للبشرية، وتقود الأمم نحو النور.

حققت الإمارات إنجازات نوعية في مسيرتها التنموية في مختلف القطاعات الحيوية، ووضعت الخطط الاستباقية، ما جعلها تحقق إسهامات بارزة في التنمية والبناء، وضعتها نموذجاً يحتذى في مضمار التنافسية والريادة العالمية.

وأكد خبراء عرب أن الإمارات نجحت في وضع أهداف علمية رائدة رسخت مكانة العرب في خدمة البشرية عبر الشراكات الدولية، لافتين إلى أن المعرض نموذج لتمكين الإنسان العربي وتعزيز قدراته في التأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار.

1

وأضافوا أن الإمارات استطاعت أن تحرك المياه الراكدة في عالمنا العربي، وتستنهض مجدداً الإرادة العربية، وتحثها على الانطلاق في عالم لا يعترف إلا بمن يمتلك القوة والقدرة على التأثير في مسيرة التقدم الإنساني، مشيرين إلى أن «إكسبو 2020 دبي» يعد مصدراً ملهماً لكافة العرب، باعتباره برنامجاً طموحاً ومستداماً بمشاريعه ومهامه المستقبلية، وما يضمه من مستهدفات عالمية محفزة للكفاءات والكوادر العربية.

 مختبرات الحداثة

ويقول مساعد وزير الخارجية الأسبق في مصر، أشرف حربي: إن الهم السياسي الوحيد الذي يمكن ربطه بمهمة ب «إكسبو 2020 دبي» هو ما يدل عليه شعاره «تواصل العقول وصنع المستقبل» من أن الإمارات تتحول بسرعة لأن تكون بوصلة أمل لشباب العربي أولاً وللعالم، ومختبرات للحداثة والعلم، وأن تقود بالمثال والتجربة كتلة شبابية هائلة نحو الاهتمام بالعلم سبيلاً وحيداً للتقدم، مشيراً إلى أن الإمارات أدركت مبكراً أنها في سباق لا يتوقف مع العالم، وأن الفوز في هذا السباق وإحراز التقدم لا يكون إلا بالاستثمار في العلم، والكوادر الوطنية التي ستقودها إلى الأعوام الخمسين المقبلة بإنجازات تاريخية يُشار إليها بالبنان، فسخرت جميع مواردها وإمكانياتها وقدراتها لتسليحهم بشتى أنواع العلوم والمعارف، وأدوات العصر المتطورة في الذكاء الاصطناعي ومواكبة أحدث التكنولوجيات، وراهنت عليهم ووصلت بهم ومعهم إلى إكسبو.

وأضاف: «اليوم وعلى مرأى ومسمع من العالم تسمح الإمارات من خلال إكسبو للعرب بالإدلاء بدلوهم في صناعة الحضارة الإنسانية، فالإمارات، على الرغم من حداثة نشأتها وقلة عدد سكانها، ستقود الأحداث الضخمة والتحديات الصعبة بكل جدارة وريادة، وستكون بوابة العرب للعلم والثقافة، وتحمل شعلة السلام والمثابرة والاستضافة، وتظل رمزاً حياً لركب التحديات الصعبة، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «لا توجد كلمة مستحيل في قاموس دولتنا»».

 تقدم إنساني

ويتفق الدكتور زيد عيادات، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، مع ما سبق ويضيف إليه: «استطاعت الإمارات أن تحرك المياه الراكدة في عالمنا العربي، وتستنهض مجدداً الإرادة العربية، وتحثها على الانطلاق في عالم لا يعترف إلا بمن يمتلك القوة والقدرة على التأثير في مسيرة التقدم الإنساني، وعملت على تبني التطوير نهجاً في جميع القطاعات وأطلقت الاستراتيجيات والمبادرات التنموية في مختلف القطاعات الحيوية والعلوم المتقدمة».

وتابع: «تواصل دولة الإمارات مسيرتها التنموية الرائدة بخطى ثابتة، ففي الأمس القريب كان انطلاق مسبار الأمل من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن صاروخ الإطلاق «إتش 2 إيه» في رحلته التاريخية لاستكشاف المريخ، في أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر، واليوم تستضيف معرض إكسبو الذي سيحقق للأمة العربية اقتصاداً مستداماً مبنياً على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار».

مفاهيم حديثة

الأستاذة بكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، الدكتورة جنى بدران، ترى أن الإمارات قدمت مبادرات نوعية، استهدفت مساعدة الدول العربية على تبني المفاهيم الحديثة، وأسهمت في إطلاق الطاقات الكامنة لدى الشباب العربي، للمشاركة بفاعلية وإيجابية في مسيرة التنمية والبناء وصناعة المستقبل العربي خلال السنوات المقبلة، إيماناً منها بأن الدول العربية لا ينقصها أي شيء للحاق بركب الحضارة العالمي، باعتبارها صاحبة حضارة عريقة، وقادرة على استئنافها مجدداً، بما تمتلكه من موارد بشرية وإمكانات اقتصادية كبيرة.

وأوضحت إكسبو 2020 دبي يشكل تجسيداً فعلياً لما تتمتع به الإمارات من قوة ناعمة وسُمعة مرموقة على الساحة العالمية، وهو ما يتكرس بجميع تفاصيل هذا الحدث الدولي، بدءاً من الفوز في سباق التنافس على الاستضافة، وصولاً إلى الزخم الدولي غير المسبوق الذي تصنعه الإمارات بشكل متواصل لإبهار الدنيا في الحدث الأروع في العالم.

نقلة نوعية

أكد الخبير الاستراتيجي عبد الجليل الباشا مدير المركز السوداني للسلام والتنمية، أن إمكانات الإمارات وجهودها وقدراتها العلمية، مسخّرة لخدمة الأشقاء العرب، وتعزيز دورهم وريادتهم في المحافل العلمية العالمية، لافتاً إلى أن أهداف المعرض ليست اقتصادية بحته، لكن هناك أهدافاً أخرى له، فدولة الإمارات تريد تحقيق نقلة نوعية في ثقافة الشباب الإماراتي والعربي من أجل تشجيعه على الدخول في المجالات التقنية والعلمية والثقافية، وهذا حدث فعلاً». وقال: «إن دولة الإمارات أهدت إنجازها الجديد المتمثل في «إكسبو 2020 دبي» إلى شعبها والشعوب العربية والإسلامية، وللإنسانية، مؤكدة أن العرب قادرون على استعادة مكانتهم العلمية، وإحياء أمجادهم في العصور السابقة، حين كانت الحضارة العربية منارة تضيء ظلمات العالم، ومرجعاً للعلوم والمعارف، وصاحبة السبق في الاكتشافات العلمية وخدمة الإنسانية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"