الإمارات والبحرين.. أخوة راسخة

العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات ومملكة البحرين تتّخذ من الإرث التاريخي والثقافي أساساً راسخاً تنطلق منه لتحقق المزيد من الرخاء والتقدم للشعبين. هذه العلاقات الوثيقة والرؤى الموحدة في مختلف القضايا، كانت دافعاً لسعي قيادتي البلدين لتعزيز علاقات التعاون، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.
الإمارات تنظر إلى مملكة البحرين نظرة خاصة، حيث كانت المملكة ولا تزال قلب الخليج العربي، وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال إن «البحرين قلب الخليج العربي هوية وتاريخاً وجغرافيا، وستبقى بإذن الله، وشعب البحرين وأبناؤه هم أهلنا وأبناؤنا، كانوا كذلك، وسيبقون بإذن الله». وتدل هذه المشاعر الإماراتية الجياشة بالحب تجاه البحرين، ليس على عمق العلاقات التاريخية المتميِّزة بينهما ومتانتها فحسب، بل تجسد قوة هذه العلاقات بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين، والمستوى المتطور الذي وصل إليه تعاونهما؛ فهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ، وتنمو وتتطور باستمرار.
الروابط الأخوية التي تجمع الإمارات البحرين تزداد رسوخاً بفضل حرص قيادتيهما المشترك على تنميتها على مختلف المستويات.. وجاءت زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، للبحرين الشقيقة، لترسّخ تلك الروابط التي تعدّ من أهم مرتكزات التعاون والعمل المشترك الخليجي والعربي، وتستمد قوتها وخصوصيتها من الثوابت والرؤى المشتركة للبلدين تجاه الكثير من المواقف والقضايا في المنطقة.
وهذا ما أكده سموّه بالحرص المتبادل على مواصلة التنسيق والتشاور الأخوي مع البحرين لما فيه الخير لشعبي البلدين وشعوب المنطقة.
وكذلك بيّن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عمق تلك العلاقات، وما تستند إليه من تاريخ ممتد بين البلدين والشعبين الشقيقين.. سيراً على نهج الآباء المؤسسين وما جمعهما من تاريخ من المحطات المضيئة والعلاقات الثنائية والمواقف المشتركة الثابتة التي وضعت اللبنات الأولى لهذا النهج الذي يحرص على الحفاظ عليه أبناء البلدين الشقيقين.
يمثل الشيخ محمد بن زايد، والملك حمد بن عيسى، صورة إيجابية لنجاح قيادتي البلدين في إدارة شؤون هذه المنطقة الملأى بالتحدّيات، فكلاهما عسكريّ مثقّف يتميّز بالواقعية والتواضع، واستخدام المنطق في تحليل الأمور. وكل منهما اكتسب من والده القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين والإحساس بحاجاتهم.
[email protected]