عادي
تطور مستمر يواكب السباق الإعلامي بالدولة

«الشرقية من كلباء».. نافذة على أصالة الماضي وحكايات التراث

19:25 مساء
قراءة 4 دقائق

على امتداد سبع سنوات، شكّلت قناة «الشرقية من كلباء» التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، نموذجاً يحتذى به على صعيد العمل الإعلامي، نظراً لما قدمته من جهود عكست حرصها على التطوير المستمر، وحافظت من خلالها على مرونة استثنائية جعلتها تواكب السباق الإعلامي الراهن الذي تعيشه الإمارات، لتحجز لنفسها مكانة مميزة على صعيد البث المرئي الذي يظهر قيمة التراث، وأصالة الماضي، وأهم التفاصيل المتعلقة بالهوية المجتمعية لأبناء المنطقة الشرقية في إمارة الشارقة، والدولة على وجه العموم.

وبرؤية واضحة، انطلقت رحلة القناة عبر الفضاء المرئي من خلال البرامج المسجّلة التي كانت تخضع لعمليات فنية متتابعة تشمل التحرير وضبط الصوت ومعايير الإضاءة وغيرها، لكنها سرعان ما بدأت في البث المباشر بشكل تدريجي، فكانت الإطلالة ببرنامج «ضحاوي» الصباحي الذي كان يسجل وتحوّل لاحقاً ليتخذ اسم «صباح الشرقية» الذي يبث مباشرة، وهو الآن أحد البرامج الرئيسية الذي يعتبر قهوة الصباح لمشاهدي القناة.

وتوالت المنجزات التي حققتها القناة بانتقالها إلى بث جميع برامجها الصباحية والمسائية عبر الهواء مباشرة، فالتقت جمهورها الذي تفاعل معها بشكل كبير، وواكبت مختلف الفعاليات والاحتفالات التي تنظّم في المنطقة الشرقية، لتعرّف مشاهديها بخصوصية المكان وأهله، وتروي حكاية التراث وأهم العادات والتقاليد الخاصة به.

ومع تطور آلية العمل ارتأت القناة أن تضاعف من وتيرة جهودها؛ حيث دعّمت طاقم العمل لديها بخبرات متطورة وباتت لديها كوادر بأعداد وخبرات أكبر وفي مختلف الأقسام والقطاعات؛ حيث امتلكت القناة نخبة من المنتجين، والمراسلين، والمذيعين، إلى جانب التغييرات الكبيرة التي حصلت على الفرق التنظيمية التي باتت تعمل كفريق واحد بالتنسيق مع مختلف إدارات العمليات والأقسام الأخرى.

وانعكست كل تلك التطورات على وتيرة الأعمال التي تقدمها القناة؛ إذ حرصت «الشرقية من كلباء» على أن تطوّر من أيقونتها الصباحية «صباح الشرقية» لتقدم للمشاهدين كل ما هو متنوع وجديد على صعيد الطرح الثقافي والاجتماعي والتراثي، فبات البرنامج يستقطب نخبة من أبرز الضيوف سواء من أبناء المنطقة أو أصحاب الخبرة في العديد من المجالات، استحدث فقرات متنوعة ترصد مختلف مستجدات المنطقة وأبرزها.

ولم تقف القناة عند هذا الحد؛ بل واصلت العمل على تقديم كل ما يثري ذائقة الجمهور ويعزز من مخزونهم المعرفي والفكري والثقافي؛ حيث عملت على تطوير برنامج «حديث المساء» وهو برنامج يطل على مشاهديه طوال أيام الأسبوع، ويرصد لهم أبرز الأحداث والفعاليات التي تنظّم في المنطقة الشرقية وإمارة الشارقة، إلى جانب مجموعة كبيرة من المواضيع القيمة التي يتطرّق إليها.

وللأدب نصيب كبير مما تطرحه القناة؛ حيث عملت وبشكل ملحوظ على برنامج «رواق»، أحد أبرز الأعمال التي تقدم معلومات ومعارف قيّمة بما يتعلق بالأدب والشعر العربي والعالمي في جزئه الأول، فيما تنتقل بالجزء الثاني لتستضيف أدباء وكتّاباً إماراتيين وضعوا بصمة متميزة على صعيد العمل الأدبي ليتحدثوا عن أعمالهم وإصداراتهم التي أثرت المكتبات العربية وألهمت القرّاء والدارسين.

وسلّطت القناة، الضوء على البرامج البيئية التي تعكس المكونات الغنية للبيئات الثلاث للمنطقة الشرقية وهي الزراعية والبحرية والجبلية؛ حيث تمت تغطيتها عن طريق برنامج «رواسي» الذي يعنى بالحديث عن بيئة الجبل التي كانت ملاذاً للأجداد، ويعرّف بكيفية التعايش معها في الماضي.

في الوقت ذاته عرّفت القناة بخصوصية وجماليات البيئة البحرية من خلال برنامج «على السيفة» الذي تم تطويره لأكثر من موسم ليأخذ مشاهديه نحو خصوصية هذه البيئة وجمالياتها ويستضيف نخبة من الشخصيات التي تروي سيرة الحياة التي عايشها الأجداد ويقدم ذاكرة صناعة السفن، والعيش، والانتقال وغيرها.

ومن البرامج التي ركّزت عليها القناة، وضمن اهتماماتها في التعريف بالبيئة البحرية برنامج «طلعة غوص» الذي يعتبر رحلة تعبر بالمشاهد ساحل المنطقة الشرقية، يستعرض جمالياته، وألقه، وما يتميّز به من شعاب مرجانية وكائنات بحرية، إلى جانب برنامجي «رحلة صيد» و«طلعة بحر» اللذان يركزان على طرق صيد السمك التي تشتهر بها المنطقة وأماكن الصيد ومواسمها، في طواف ثري يقدّم للمشاهدين واحدة من أهم مكونات الهوية المجتمعية للمنطقة.

أما برامج البيئة الزراعية فلم تكن بمعزل عن عملية التطوير التي قدمتها القناة؛ حيث ركّزت من خلال برنامج «الضاحية» على المزارع المنتشرة في المنطقة وعرّفت بمحاصيلها الموسمية وطرق الرّي القديمة والحديثة، وسلّطت الضوء على ذاكرة أصحابها المملوءة بالمشاهد والحكايات التي تروي سيرة متجذّرة وأصيلة.

نجحت القناة في فتح المجال أمام المشاهدين للتعرّف إلى خصوصية فريدة للمجتمع الإماراتي تتجلى بالتلاحم والتمسك بالعادات والتقاليد الفريدة، كما استطاعت من خلال برنامج «وتبقى الذكريات» أن تؤطّر هذه العلاقات، وتروي الذاكرة الجمعية التي ربطت أبناء المكان وتفاصيل عيشهم في كل من مدن كلباء وخورفكان ودبا الحصن، إلى جانب ذلك روّجت للعديد من مناطقها السياحية المهمة، وبثت برامج متخصصة لها، فكانت سفيرة المكان وأهله، وخير من يُبلغ المشاهد عن جماليات وعراقة المنطقة الشرقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"