الإمارات.. رحلة إنسانية

00:48 صباحا
قراءة دقيقتين

نقول: في الوقت الذي يختلي فيه العالم بنفسه، ولا يزال يتقوقع في ظلال تبعات الجائحة التي ندرك تماماً مدى تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والسياسي، فإن الإمارات تتخطى الحدود لتبدأ رحلة الزيارة التفقدية لعلاقاتها العالمية، وتعزيز رسائلها ومتابعة أبنائها.
جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي التقى خلالها بقادة ومسؤولي دول، هي صورة حضارية إنسانية لما كانت  وستظل  الدولة مبنية عليه، وهو التقبل والتسامح والتعايش وحسن الجيرة والعلاقات العالمية التي تنبني على الثقة والمصالح المشتركة، والرؤية الصادقة لخير الإنسان؛ هذه الجولة التي يدعو فيها سموه العالم لتخطي ما مررنا به بسبب الجائحة، والعودة تدريجياً إلى الحياة واستقبال أكبر حدث في العالم (إكسبو 2020 دبي) بفرح.
الإمارات تفتح بوابات الحياة من خلال الكثير من الفعاليات التي ستحدث خلال الربع الأخير من 2021: إكسبو 2020 دبي، والقرية العالمية، ومعرض الطيران الجوي، والاحتفال بعام الخمسين، ويوبيل الدولة الفضي، الشاهد على 50 عاماً الماضية التي كانت إصراراً على التأسيس القوي والبناء المتين، والإنسان المستعد المؤهل لأن يقود الوطن ويستمر في رحلة التفرد والتميز.
في إكسبو ستجدون قادتنا هناك يرسمون معنا مستقبل الحلم؛ مستقبل أبنائهم ومستقبل كل من يقطن هذه الأرض.. مستقبل البشرية الذي سيتجدد واضحاً في الطب، والعلوم والاستدامة في كل أشكالها ومناهجها، في إدراك تام أن الإنسان محور هذا الكوكب، ويجب الحفاظ عليه، فقد علمتنا الجائحة أن الأمور العظيمة تكون في الوحدة والألفة والتماسك والاحترام والمساندة؛ أن ننظر لمن يعيش على هذا الكوكب على أنه يستحق الحياة، ويستحق أن يصل إليه العلم، وأن يكون معززاً مكرماً، يلقى قوت يومه ويعيش ويشعر بالأمن والأمان، وندعو الله أن تستمر الإمارات شامخة، جسراً لكل خير وازدهار واتصال وتواصل، وحاضنة للعلم وأهله، ومستقراً للثقافات، وحلقة للوصل بين الشرق والغرب. 
ننتظر الإنسان وهو بخير وصحة وعافية في أرض الإمارات، وفي سماء الإنجازات وعالم لا ينتهي من الطموحات.
بو خالد: الوالد الذي لم يلتق به أحد إلا وكانت الفرحة كبيرة؛ تلك الابتسامة وتلك الروح الأبوية التي تنتقل من مرآة زايد للإنسان من خلاله، الحب الذي ينتقل من زيارة رسمية، إلى زيارات أبوية لتفقد أبنائه، والسؤال عن أحوالهم لإدراكه التام بأن المسؤولية كبيرة في صورة الامتنان واعتناق «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
المسؤوليات الجسام التي يحملها لم تجعله يتوانى عن تفقد الطلبة، ولا عن زيارة المرضى وأسرهم وبث طاقة الحب والاهتمام فيهم، حتى يعودوا للوطن ويكونوا جزءاً من الفرح والسعادة وبناء العقول وتواصلها. كانت الرحلة الرسمية صورة، وانتهت بأجمل صور الأب والإنسانية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"