عادي
«رفيق بومدين» يرحل بعيداً عن السلطة والأنظار بعد استقالته إثر حراك شعبي

الجزائر تنعى بوتفليقة وتعلن تنكيس الأعلام ثلاثة أيام

01:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالعزيز بوتفليقة (أ.ب)
بوتفليقة خلال حملته الانتخابية في إبريل 1999 بتيزي وزو (أ.ف.ب)
(FILES) In this file photo taken on March 26, 2009 Algerian President Abdelaziz Bouteflika waves to his supporters during an election campaign rally in Oran, 450 km west of Algiers. - Algeria's former president Abdelaziz Bouteflika died on September 17, 2021 aged 84, public television announced, citing a statement from the presidency. (Photo by Fayez Nureldine / AFP)
بوتفليقة محاطاً بحراسه خلال إحدى حملاته الانتخابية بمدينة وهران (أ.ف.ب)

قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون،أمس السبت، تنكيس العلم الوطني، حداداً على وفاة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من أمس السبت، في كافة مناطق الدولة، وذلك بعدما نعته الرئاسة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. وقالت الرئاسة الجزائرية فجر أمس السبت، إن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة توفي عن 84 عاماً بعد أكثر من عامين على تنحيه تحت ضغط الاحتجاجات الجماهيرية والجيش.

وحكم بوتفليقة، الذي يعد من رفاق الرئيس الراحل هواري بومدين، الجزائر 20 عاماً قبل استقالته في أبريل/ نيسان 2019 بعد تظاهرات في الشوارع رفضت خطته للترشح لفترة خامسة. ونادراً ما شوهد بوتفليقة بشكل علني قبل تنحيه منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

وبعد استقالته،في محاولة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، بدأت السلطات تحقيقات غير مسبوقة في الفساد،ما أدى إلى سجن العديد من كبار المسؤولين، ومن بينهم سعيد شقيق بوتفليقة القوي ومستشاره. وحكم على سعيد بالسجن 15 عاماً بتهم من بينها التآمر على الدولة. وأصبح الرئيس السابق بوتفليقة أول وزير خارجية جزائري وشخصية مؤثرة في حركة عدم الانحياز بعد استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.

وبعدما اتفقت أطياف المجتمع الجزائري على ضرورة انتهاء عهد حكم الرئيس السابق في 22 فبراير من 2019، قسمت وفاته الشارع الجزائري، بين مطالب بجنازة رئاسية رسمية، ومعارض لها. وتجلى هذا الانقسام في تدوينات وتغريدات جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحد المراقبين أن هناك انقساماً حتى في أعلى هرم السلطة حول التدابير التي يجب اتخاذها بشأن جنازة بوتفليقة.

ومن بين شباب الحراك الذي أطاح بحكم بوتفليقة، من يحترم تاريخه الطويل، وهو الذي شغل عدة مناصب قيادية في الجزائر، بعد أن ساهم في تحريرها من فرنسا، حيث خاضت الجزائر حرباً ضروساً، ضد المستعمر الفرنسي، دامت أكثر من سبعة أعوام (1954-1962). وشبه أحد المعلقين، وهو إعلامي مصري مقيم في الجزائر، الحالة التي يعيشها الشارع الجزائري بتلك التي عايشها عندما توفي الرئيس المصري حسني مبارك.

وحتى مساء أمس، لم يعلن رسمياً عن موعد دفن بوتفليقة ومكانه. لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن الدفن سيجرى اليوم الأحد في ساحة شهداء بمقبرة العالية في شرق الجزائر العاصمة. ففي هذا المكان يرقد جميع الرؤساء السابقين، إلى جانب كبار الشخصيات وشهداء حرب الاستقلال (1954 – 1962).

وخلال حكم بوتفليقة نفسه، شهدت الجزائر وفاة كل من الرؤساء السابقين، الشاذلي بن جديد وأحمد بن بلة عام 2012، وفي المناسبتين، أُعلن الحداد الوطني.

وأمر بوتفليقة وقتها بتنظيم جنازة رسمية، حمل خلالها جثمان كل من الرئيسين على متن آليات عسكرية جابت شوارع العاصمة في طريقها إلى مقبرة العالية، التي يدفن فيها أعلام الجزائر من سياسيين ومقاومين، ورجالات علم، خدموا الوطن.

ويقول عنه كل من عرفوه عن قرب، إنه «داهية ساسة الجزائر ورؤسائها»، حكم الجزائر في أحلك ظروفها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لكن «بشروطه هو»، حينما رفض أن يكون «ربع رئيس» أو «رئيس بربع صلاحيات» كما كان يطلق آنذاك.

وباعترافات وشهادات خصومه، تمكن الرئيس الجزائري السابق من إزاحة من كانوا يوصفون ب«عُصب السلطة» أو «أجنحتها القديمة» قبل أن تطفو على السطح أنباء عن وجود صراعات داخل هرم السلطة، قبل أن يحسم الجيش بعد استقالة بوتفليقة عدم وجود صراع سلطة، بل «عصابات» استغلت مرض بوتفليقة.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"