كاماندا سيوور... شاعر الرؤى

إعداد: علاء الدين محمود

سيتعرف زوار جناح جمهورية الكونغو الديموقراطية، إلى شعب ذلك البلد الإفريقي العريق المبدع والمبتكر والمفعم بالحيوية، والانغماس في الطبيعة الجميلة، والرقص على إيقاع موسيقى الكونغو، وسيكون في انتظار الزوار جناح مستوحى من تل النمل الأبيض، الذي يجسد الروح الجماعية في المجتمع الكنغولي، كما سيستمتعون بتجربة لعبة الرقص التقليدي «نزانغو»، وعرض الأزياء.

الثقافة في جمهورية الكونغو تعكس ذلك التنوع العرقي لمئات المجموعات الإثنية التي تختلف في أساليب حياتها في أرجاء البلاد، ورغم المتغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة، حافظت التقاليد والثقافات في الكونغو على تفردها، ويشتهر ذلك البلد الإفريقي بالموسيقى، التي أثرت في موسيقى الرومبا الكوبية، وتنتج أمم إفريقية أخرى أنواعاً موسيقية مشتقة من «السوكوس» الكونغولي.

الحس الوطني

الأدب في الكونغو يكتسب أهمية كبرى حيث يستخدمه الكتاب هناك كوسيلة لتطوير الحس الوطني للشعب الكونغولي، بحيث تبرز الإبداعات الفردية كبديل للثقافة التي أجبروا عليها من قبل المستعمر البلجيكي، وبدأ الأدب الحديث هنالك في الظهور في أواخر خمسينات القرن العشرين، وبعد استقلال الكونغو عن بلجيكا في الستينات، استلهم كتاب حديثون منهم «جاي منجا» و«جان بيير» و«ماكوتوا مبوكو» الكتابات القديمة لمؤلفين مثل «جان مالونجا» واستعملوا تلك الكتابات ليجذبوا الانتباه إلى مشكلات جديدة في الكونغو، وفي خلال السبعينات، برزت مشاركة المرأة الكونغولية في العملية الإبداعية وبالتالي بدأ التنوع في الأدبي الكونغولي يكتسب ميزات مضافة، وهناك العديد من الأسماء التي لمعت في سماء الإبداع في مجالات الرواية والشعر مثل: «فردريك كامبمبا ياموزانجي»، صاحب رواية «الدائرة الكاملة»، أما «راييس نيزا بونيزا»، فقد قام بتأليف روايات وقصائد تدعم التعبيرات الفنية كطريقة للتعامل مع النزاعات، وهناك أيضاً «آلان مابانكو»، صاحب رواية «الزجاج المكسور»، وغيرهم من المبدعين الكونغوليين.

يعتبر «كاماندا كاما سيوور»، المولود في عام 1952، واحداً من أبرز الأصوات الإبداعية والشعرية، وقد حصل على العديد من الجوائز، وهو مؤلف متعدد المواهب، فإلى جانب الشعر، كتب في مجالات الرواية والقصة والمسرح.

وصف من قبل النقاد والمختصين بأنه من أشهر الأدباء الأفارقة، وعرف بقوة كتاباته الشعرية التي توصف ب«الاستفزازية»، وبالجودة الأدبية، وقد أثارت أعماله الشعرية إعجاب القراء في مختلف أنحاء العالم.