جرس إنذار

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

جاءت تصريحات الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، والكشف عن بعض تفاصيل ما دار في اجتماع مجلس إدارة اتحاد اللعبة مع المدير الفني لمنتخبنا الوطني الهولندي فان مارفيك، لتسلط الضوء على حقائق ووقائع تتعلق باللعبة محلياً.
كان قرار رئيس الاتحاد منطقياً، حين أشار إلى أن التغيير في هوية الأجهزة الفنية ليس ممكناً عند خسارة كل مباراة أو عقب كل تعثر، وأننا يجب أن نستفيد من تجارب الآخرين على مستوى الاستقرار الفني والتمسك بالمدربين لحقبة من الزمن حتى تظهر بصمات عمل المدربين.
وأوضح رئيس الاتحاد، أن الكلام عن التغيير لم يكن واقعياً، وأن كل ما كان يتعلق بتحديد مصير المدرب كان رهن تطلعات بعض الجماهير، أو توقعات بأن يحذو الاتحاد على النهج الذي كان سائداً بوضع المدربين تحت مقصلة الإقالة.
وكشف رئيس الاتحاد عن بعض النقاط التي تطرق إليها المدرب خلال جلسة «التباحث والتقييم» التي عقدها مجلس الإدارة مع المدرب الهولندي وهي النقاط التي يستوجب التوقف عندها طويلاً:
ذكر المدرب أن الخيارات التي يمتلكها منتخبنا الوطني على مستوى اللاعبين «ضيقة ومحدودة»، وبأن التأخير في التغيير عائد مرات عدة إلى عدم توفر البديل النوعي على دكة البدلاء.
لعل كلام المدرب يستحق «جرس إنذار»، خاصة مع توضيح المدرب عيوب الكرة الإماراتية التي تتمثل في محدودية الخيارات بالنسبة إلى قاعدة اللاعبين المقيدين، أو حتى العناصر التي تشارك في مسابقات دوري المحترفين، وهي المشكلة التي تحتاج إلى تقييم ودراسة وتدقيق، حتى يتم تلافيها مستقبلاً، وأن يتم العمل على إنجاز الخطوات التي يمكن من خلالها تلافي المشكلة التي تحدث عنها غالبية المدربين الذين مروا على منتخبنا في السنوات الأخيرة.
ولعل المشكلة الأساس، أن غالبية المدربين يسلطون الضوء على مشاكل كرتنا، ويضعون الأصبع فوق الجرح، لكن التنفيذ والتغيير يبقى هو مشكلة اللعبة الأساسية، وفي تصريحات المدربين السابقين الكثير من الدلائل، على تكرار نفس العوائق، دون أن نعمل على تلافيها.
وقد يجمع الغالبية، على أن «الأبيض» اليوم، هو ضحية ضعف فترة الإعداد، وهو ما أشار إليه رئيس الاتحاد، مع التأكيد أن المنتخب لم يكن موفقاً في المباريات وأضاع الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تبدل المشهد، وهي من المبررات الأساسية التي ذكرها المدرب سواء في تقريره إلى لجنة المنتخبات، أو خلال الشرح لأعضاء المجلس.
ماذا بعد؟
أما وقد طويت صفحات ما سبق، وجدد الشيخ راشد بن حميد، تمسك الاتحاد بالمدير الفني الهولندي مارفيك مدرباً للأبيض فقد بات السؤال الأهم ماذا بعد؟
لا شك أن المنتخب سيحتاج في القادم من الأيام إلى عمل أكبر من المدرب ومن كادره، من أجل التخلص من العيوب التي وضحت في المباريات السابقة، وإلى زيادة التنسيق ما بين المدرب ولجنة المنتخبات ورابطة المحترفين، بما يسهم في تعزيز الفرص لمنتخبنا ولاعبينا بالحصول على فترات من التجمع والتحضير للقادم من الاستحقاقات.
أما الجانب الأهم، فقد كانت بالرسالة التي وجهها الشيخ راشد بن حميد، إلى لاعبي الأبيض وجماهيره، بأن على الجميع التكاتف والمؤازرة من أجل مصلحة منتخبنا، وبأن على اللاعبين بذل كل ما لديهم، لأن ثقة الاتحاد بهم كبيرة، وهم من عليهم تقع المسؤولية بالدفاع عن ألوان المنتخب حتى يمضي قدماً من أجل تحقيق الأهداف.
أما «الظاهرة» الغريبة التي أشار إليها رئيس الاتحاد بغياب بعض اللاعبين عن تجمع منتخبنا الأولمبي الذي يستعد لخوض التصفيات القارية المؤهلة إلى نهائيات آسيا تحت 23 سنة، فقد كشفت عن «فالق» في الرؤية ما بين مصلحة المنتخبات، ومصالح الأندية التي ستجد نفسها مجبرة على خوض 3 مباريات مضغوطة محلياً في أسبوع يتزامن مع التصفيات الأولمبية.
وإذا كانت اللوائح المحلية والدولية، تمنح الأندية الحق بعدم الاستغناء عن لاعبيها وتركهم للمنتخبات العمرية (الأولمبي أو الشباب)، فقد بات التساؤل الكبير اليوم: هل دخلنا الاحتراف الحقيقي من هذا الجانب فقط؟
وتكشف مشكلة الأولمبي اليوم، أن التواصل والتنسيق بين مسؤولي «المنتخبات» و«فنية الرابطة» كان يجب أن يكون أكثر وضوحاً، وأكثر تنسيقاً حتى يتم تجاوز تلك العقبات، خاصة أن كرة الإمارات تبحث عن ضوء نجاح في آخر النفق الأسود الذي تمر به المنتخبات في السنوات الأخيرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"