أهل الصافرة و«اللقاح»

21:30 مساء
قراءة دقيقتين

علي نجم

** نال حكام مباريات دوري الخليج العربي «جرعات» كبيرة من الانتقادات، وسيلاً من الاعتراضات بعد منافسات الجولات الأخيرة التي تشهد ارتفاعاً ملموساً في حدة التنافس، سواء على مستوى الصراع من أجل انتزاع اللقب، أو في إطار البحث عن الهروب من دائرة خطر الهبوط.

ويتفق العديد من المراقبين على أن الأخطاء موجودة، ولا يمكن للشمس أن تغطى بغربال، وأن بعض القرارات كان لها تأثير سلبي في مسار أو نتائج بعض المباريات التي لعبت، ما أسهم في ارتفاع صرخات الألم التي تعانيها الأندية، لا سيما التي تمر في مراحل من الانحدار على مستوى النتائج، أو تسعى لتغطية سوء وضعية فرقها، برمي كل سهام المسؤولية على شماعة التحكيم.

ولا يبدو ما يحصل على الساحة الكروية في الوقت الراهن «حدثاً جديداً»، أو ظاهرة غريبة، بل إن تلك التصريحات الغاضبة والاعتراضات هي سمة أساسية في دورينا في كل المواسم، سواء في زمن الهواية، أو حتى في عصر الاحتراف، وقد كانت سابقاً، وتتواجد حالياً، وستستمر مستقبلاً.

ولا يغفل «أهل الصافرة» أنهم يتحملون مسؤولية ما يحدث، ولو بنسب متفاوتة، ذلك أن بعض القرارات الخاطئة تسهم في منح البعض فرصة التصويب على الحكام، أو ضد لجنة الحكام، بينما تبقى بعض القرارات الأخرى رهن رؤية وتفسير وتقدير كل حكم، ما يزيد نسبة التعارض الكبير في صحة القرارات، وهذا ما بدا واضحاً حتى على شاشات التلفزة من تفاوت في تقدير الحالات بين «خبراء التحكيم».

ومع كل مراحل من التصعيد ضد قرارات الحكام، يعود البعض ليفتح نافذة التوجه نحو الخارج، والعزف على وتيرة الاستعانة ب«حكام أجانب»، لعل تلك الخطوة تساعد على تقليص نسبة الأخطاء، وتقليص حجم الضغوط على الحكام، خاصة بعد التفاوت في الرؤية والتفسير لبعض القرارات خاصة عند العودة إلى تقنية «الفار».

** يبتسم، أحد الحكام الدوليين السابقين من «المتقاعدين» حالياً، عند النقاش معه حول تلك المسألة، ليرد، وهو يحتسي كوباً من الشاي: «هذه أزمة عابرة وستمر، والأهم أننا حصلنا منذ سنوات على لقاح ضد وباء الاستعانة بالحكام الأجانب».

أما ما قد يثير «الريبة»، فهو أن تكون هناك نية لدى البعض في زيادة «الضغوط والاعتراضات» على الحكام وقطاع التحكيم بشكل عام، من أجل الوصول إلى «الهدف».

Twitter: @alinajem11

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"