«إشارة خضراء» أمام الدراما المصرية على طريق العالمية

القاهرة: محمد فتحي

بعد أن نالت الفنانة المصرية منة شلبي أول ترشيح دولي في مهرجان جوائز«الإيمي» العالمية للأعمال التلفزيونية من خلال مسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة»، أكدت آراء متعددة أن الفن المصري والعربي أصبح لديه الفرصة للانطلاق إلى العالمية بالأعمال المحلية، ويجب أن نغتنم الفرصة للوصول إلى العالمية.

وحقق مسلسل الجريمة القصير «في كل أسبوع يوم جمعة» نجاحاً كبيراً فور عرضه على إحدى المنصات الرقمية، وهو مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، وشارك في بطولته آسر ياسين وسوسن بدر وأحمد خالد صالح، وهو من إخراج محمد شاكر.

ينافس شلبي على جائزة إيمي الدولية أفضل ممثلة في أعمال تلفزيونية ثلاث نجمات، هن الممثلة البريطانية هايلى سكوايرز، بدورها في مسلسل «مواد الكبار»، والممثلة الإسبانية آني جابارين بمسلسل «باتريا»، والممثلة الأرجنتينية فاليريا بيتوتشيلي في مسلسل «El Cuaderno de Tomy».

من جانبه، يقول السيناريست محمد هشام عبية، أحد كتاب المسلسل: المحتوى والاهتمام والتدقيق في كل التفاصيل الخاصة بالعمل الدرامي، وصولاً إلى الأداء التمثيلي المذهل، هي المعادلة القادرة على أن تصل بالعمل الدرامي إلى العالمية، وهذا ما حدث مع المسلسل، وهي تجربة أعتز جداً بالمشاركة فيها، واستطاع المخرج محمد شاكر خضير التعبير بصرياً بمهارة فائقة عن الحالة النفسية لأبطال المسلسل وأجوائه التشويقية، والترشيح لجائزة إيمي يعود في رأيي إلى الاهتمام والتدقيق في كل التفاصيل الخاصة بالعمل، ونحن لدينا القدرة بالفعل على الانطلاق للعالمية بالأعمال المحلية إذا قدمنا أعمالاً جيدة، واهتممنا بالمحتوى والتفاصيل الكاملة للعمل الدرامي، والاهتمام بصناعة الدراما بشكل عام.

أما السيناريست تامر حبيب فيقول: ترشيح شلبي للجائزة أمر مهم جداً بالتأكيد، فقد أدت الفنانة الدور بشكل رائع، وشيء مشرف جداً، وهذا بالتأكيد يدل على أن هناك العديد من الأعمال المصرية التي ترتقي إلى العالمية، ويجب استغلال ذلك وتوصيل أعمالنا للخارج، وأن يشاهدوا أعمالنا الدرامية والسينمائية بشكل أكبر، فنحن متميزون جداً، ولدينا الكثير من الأعمال الجيدة بجانب المواهب التي لديها القدرة على أن تقود الأعمال المحلية للانطلاق إلى العالمية، فمهم جداً الاهتمام بالمحتوى الجيد والتدقيق في اختيار أعمالنا، والعمل على استغلال الإمكانات التي تمكننا من الوصول إلى العالمية.

تكتيك فني

يؤكد الكاتب الكبير بشير الديك: أبواب العالمية مفتوحة على مصراعيها لمن يقدم عملاً جاداً وجيداً، وفيه تكتيك فني عال قادر على المنافسة‏، ونحن لدينا في مصر جميع هذه المقومات، فالدراما قادرة علي أن تضعنا في مكانة ملائمة وسط العالم‏، ولدينا الفرصة التي يجب أن نحسن استغلالها، وهذا يتطلب البُعد عن الاستسهال والتكرار، والانسياق وراء النمط الاستهلاكي، ولكن لدينا بعض التجارب المميزة والتي أراها جديرة بأن تصل إلى العالمية، ومن المهم أن يكون لدينا تخطيط جيد، من أجل تقديم محتوى نستطيع تسويقه عالمياً، وهذا يحتاج إلى الارتقاء بالمنتج الفني في الدراما.

ويقول المخرج محمد فاضل: قبل الانطلاق إلى العالمية نحتاج إلى الاهتمام بالمحتوى الدرامي المحلي، فإذا كان لدينا عمل جيد يحتوي على مقومات العمل الناجح من إنتاج وتأليف وإخراج وفريق عمل، سوف يكون لدينا المنتج الذي يراه العالم، بجانب أهمية نقل الدراما لصورة المجتمع، فمعظم الأعمال الدرامية الحالية لا تعرض صورة المجتمع بشكل صحيح، بالرغم من أن الدراما الاجتماعية هي أساس الدراما التلفزيونية، فيجب الاهتمام بالعمل قبل النجم أو البطل، لأن الدراما ليس فيها بطل مطلق، فيجب أن نعود إلى أسس صناعة العمل الدرامي التي تعتمد على مؤلف ومخرج ومنتج، وطرح الموضوعات التي تمس حياة المواطنين، واحترام عقلية المشاهد، ونبتعد عن تصدير مشاهد العنف في المسلسلات، ويكون هناك تجديد في الموضوعات التي تطرحها الدراما، خصوصاً أننا لدينا كفاءات ومواهب جيدة يمكن أن تساعدنا على تقديم محتوى درامي راق.

أما الناقد الفني طارق الشناوي فيقول: تستحق منة شلبي هذا الترشيح والمنافسة على جائزة أفضل ممثلة، وهي فنانة مجتهدة، كما أن مسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة» من أفضل الأعمال التي قدمت في الفترة الأخيرة، وكان خارجاً عن المألوف، وبالتأكيد هذا الترشيح سيجعل الأنظار تتوجه نحو الأعمال الدرامية المصرية والعربية، ولذلك يجب الاهتمام بالأعمال التي تقدم خلال الفترة المقبلة، فنحن نستطيع الوصول إلى العالمية بتقديم أعمال جيدة تنافس الدراما التي تقدمها الدول الأخرى، واستطاعت تحقيق انتشار عالمياً، ويكون هناك تجديد وابتكار، ومن أسباب ترشيح شلبي للجائزة عرض المسلسلات على المنصات الإلكترونية، التي تتيح إمكانية ترجمة الحوار إلى لغات أخرى، ونحن لدينا إمكانات كبيرة، ونحتاج إلى جرأة في الخيال الدرامي.