عادي
تهتم بإلقاء الضوء على المهمشين

سارة قصقص: «تحت التحت» يرصد قساوة العيش في بيروت

21:52 مساء
قراءة 3 دقائق
علي فيلم تحت التحت

بيروت: هناء توبي

سارة قصقص، مخرجة وكاتبة أفلام لبنانية تستلهم قصصها من الحياة الواقعية، توثق المدينة بناسها وأهلها، حيث تؤمن بسينما الواقع، منذ تجاربها الجامعية الأولى إلى حين احترافها الإخراج، حيث قدمت «خبز وشاي»، «تحت التحت»، و«اضطراب»، ونجدها مصرّة على ترجمة مشاعرها تجاه ما يحدث من حولها من مآس، من دون إغفالها للنهايات الحالمة. حاز فيلمها «تحت التحت» جائزة أفضل وثائقي في مهرجان القدس للسينما العربية (2021)، والجائزة الكبرى في مهرجان المتوسط السينمائي (2020) وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مالمو للسينما العربية (2019)، وتأثرت بتجاوزه الاهتمام المحلي والحدود الجغرافية التي يحاكيها، ليصل برسالته إلى العالم كله.

1
سارة قصقص

* ماذا تخبرينا عن فيلم «تحت التحت»؟

- يتناول قساوة العيش في بيروت، والمشقّات التي يواجهها سائق سيارة أجرة فلسطيني (أبو حسام)، يعيش في سيارته، وطفل سوري مشرّد (علي)، وامرأة لبنانية (ساميا) التي تعيش مع عائلتها تحت خط الفقر، ومعها والدتها المهددة بفقدان النظر.. يحكي هؤلاء مسيرتهم الحافلة بالوقائع القاسية، يجمعهم، رغم اختلاف جنسياتهم، العيش في بيروت.. يتألمون، لكنهم يبثون حس دعابة لا يعرف الإحباط، ويحدوه بصيص أمل في أحلك الأماكن.

* من أين استوحيت فكرة العمل؟

- تكونت فكرته من مشاعري الشخصية وعدم ارتياحي لما يجري حولي في بيروت. وبدأت مشواري من خلال البحث عن فكرة أترجم من خلالها مشاعري، ووصلت إلى ضرورة إلقاء الضوء على الناس المهمشين في الأحياء الفقيرة، واخترت حكايات ثلاثة أبطال تأثرت كثيرا بهم، هم أشخاص غير محترفين لكنهم أجادوا خوض حياتهم أمام الكاميرا.

* لكنك لم تستعرضي حلولاً؟

- نسق الأفلام الوثائقية أنها لا تطرح حلولاً، بل تقرع ناقوس الخطر تجاه ما يحدث من حولنا وتؤثر في المتلقي، حتى أنا تأثرت كثيراً بقصص أبطالي ومعاناتهم في المدينة نفسها التي أعيش فيها، والتي أرهقتني أزمات نفاياتها وانقطاع الماء والكهرباء والضجيج فيها.. للجميع نصيب من المأساة التي يعيشونها.

اعمالك عموماً تؤرشف الواقع الأليم.. ألا تحبين الجنوح صوب القصص الاجتماعية والعاطفية؟

- صحيح، أنا كسينمائية أنجذب لأعمال الواقع، استعرض الوقائع القاسية من دون إطلاق أحكام على من يعيشونها، والأفلام الوثائقية هي الحياة بالنسبة إلي، حيث نهاياتها لا تكون مرسومة خلال صناعة العمل.

* هل تصل رسالة العمل المحلي إلى العالم الواسع بالطريقة نفسها؟

- يختلف تفاعل الجمهور مع الأحداث بحسب اقترابه منها، أفراد جمهور فيلم «تحت التحت» المحليون صدقوا أحداثه أكثر من الذين لم يعرفوا بيروت، أو الذين عرفوها أيام العز، حتى أنني تلقيت أسئلة عن مصداقية العمل، والقصص والأبطال إثر عرضه في الخارج، لقد اعتقدوا أن العمل خيالي، أو سوريالي، وبعضهم لم يصدقوا متغيرات بيروت لأنها باقية في ذاكرتهم على غير ما رأوها في العمل.

* ماذا تعني لك الجوائز التي تحصدينها؟

- الجوائز رغم أهميتها لا تنسيني هدفي الأساسي في إتاحة أعمالي أمام الجمهور والذهاب إليه أينما كان، ولا شك في أنها تحفزني.

* فيلمك «اضطراب» يحكي فقدانك التركيز جراء الصدمة التي تعرضت لها؟

- بالفعل، كنت قريبة من موقع الانفجار، وتعرضت لصدمة وصرت أرى واسمع كل شيء بطريقة عشوائية، لم يتبين أن لدي القدرة على التركيز كأنني أعاني مشكلة نفس قدمتها في عمل ذاتي السرد وقصير، وقدمته بطريقة شخصية جداً.

* ما رأيك في الحركة السينمائية اللبنانية؟

- السينما الشبابية اللبنانية رائعة، وما أشاهده من إنتاجات يضاعف أحلامي السينمائية، أفلامنا تصل للخارج وتشارك في مهرجانات عالمية، وبمجملها هادفة ومهد لنا صناع السينما الذين سبقوناً الطريق.

* هل تحضرين لعمل جديد؟

بالتزامن مع «اضطراب» القصير كنت أحضّر فيلماً روائياً طويلاً، وانتهيت منه مؤخراً لكن لم اختر له عنواناً بعد، وسيكون نقلة نوعية في مشواري، كما أني أكتب حالياً فيلماً روائياً جديداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"