دراجات وطرق

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

كافة مستخدمي الطرق في الدولة يُبدون امتعاضهم من حركة الدراجات النارية التي تستخدمها المطاعم وشركات التوصيل، والقاسم المشترك في كلام رواد الطرق، أن سائقي الدراجات يشكلون إزعاجاً لجميع المستخدمين، وخطراً على أنفسهم وعلى الآخرين، والحل هنا بالتأكيد يكمن في إنشاء مسارات خاصة بهم أو تنظيم عملية تنقلهم، لأنه من الصعب جداً الاستغناء عنهم في ظل تزايد حركة التجارة والتوصيل المنزلي التي اعتاد عليها الجميع، وزادت كثيراً مع جائحة «كورونا»، واعتاد الناس على حياة «الديلفري».
لو أحصينا عدد مستخدمي الطرق من أصحاب الدراجات في الدولة، فإنه لا يكاد يُذكر مقارنة ببقية دول العالم التي تزدحم طرقاتها بشكل كبير بالدراجات؛ إذ إنه في كوبنهاجن - الدنمارك التي تُصنف على أنها الأعلى عالمياً في استخدام الدراجات، يزيد عددها على عدد السيارات.
أما هولندا، والتي يوجد بها حسب مواقع الإحصاء أكثر من 18 مليون دراجة، فقد تغلبت على هذه المعضلة بأن أصبحت دولة صديقة للدراجات عبر إنشاء مسارات ومواقف، حتى زاد إقبال الناس عليها، وفي مدينتها الثانية أوترخت، أنشأت المدينة أكبر حديقة للدراجات في العالم تحت الأرض، فيما صممت مدينة أيندهوفن مساراً مُعلقاً في الهواء من أجل الدراجات.
وفي ظل الشكوى من دراجات الشوارع، فإن الأطباء لهم رأي آخر؛ إذ يؤكدون أن ركوب الدراجة من الوسائل الصحية والممتعة التي تساعد في الحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب والسكري وهشاشة العظام. وأصبحت هذه الرياضة من أكثر الرياضات نمواً في دول العالم، فيما توصي منظمة الصحة العالمية بركوب الدراجات كوسيلة من وسائل النقل، ووسيلة للبقاء بصحة جيدة.
واستجابة لما فرضته جائحة «كورونا»، اعتمدت مدن أوروبية وفي الأمريكتين - بما في ذلك لندن ونيويورك وباريس وبرلين وميلانو وبوغوتا – خططاً تهدف إلى إخلاء مساحة من الشارع، تهيمن عليها السيارات، للاستخدام الحصري لراكبي الدراجات والمشاة، حتى أصبح لهذه الوسيلة يوم عالمي ليس الهدف منه الاحتفال بهذه الأداة، وإنما فعل ما يمكن فعله للمحافظة على صحة الإنسان، وحماية البيئة.
وبحسب الدراسات في هذا المجال، فقد ارتفعت شعبية الدراجات الهوائية، وأصبحت حكومات عدة تبحث عن طرق لتخفيف إجراءات الإغلاق، وتوفير فرص ترفيهية لساكني المدن، وسد الفجوة التي خلّفتها محدودية وسائل النقل العام، بالاعتماد على الدراجات الهوائية.
إذاً الدراجات الهوائية وسيلة لا بد منها، وليس الحديث هنا عن الجانب الترفيهي والرياضي الذي ابتكرته - على أهميته- دول عالمية عدة، لأجل الصحة والبيئة، وإنما الحديث ينصب على سائقي الشركات والمطاعم الذين باتوا يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين، ما يحتم إيجاد مسارات خاصة بهم، وفي أسرع وقت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"