مكتبات المدارس

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

«إن تربية الأبناء تربية سليمة يجب اعتمادها وتنميتها في إطار الإيمان بالوحدة العربية، والتأكيد على دور الشباب في التنمية الفكرية، ما يحتم على دور النشر القيام بدورها الطليعي في خدمة هذه المبادئ السامية».
بهذه الكلمات افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب التي انطلقت عام 1982.
وبالنظر إلى هذا الكلمات وتمحيصها نجد وعياً ناضجاً، وحرصاً مبكراً، واستشرافاً للمستقبل من قبل سموه بأهمية رعاية ودعم «أجيال المستقبل»، وهو شعار إحدى دورات المعرض، نظراً لكونهم «فرس الرهان» وهذا أيضاً كان شعار إحداها، لأن الحق الطبيعي هو ذلك الشعار الذي تبنته دورة عام 2019 «القراءة للصغار».
إذاً فإن ملامح الطريق أصبحت واضحة؛ بل إن صاحب السمو حاكم الشارقة، رسم خريطة لا تخطئها العين، عندما أطلق أولى دورات هذه التظاهرة الثقافية، وخص الأطفال بكلمته التي ألقاها آنذاك، وتابع خلال مسيرته الطويلة من العمل على دعم الصغار، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة، كونهم قادة المستقبل، وعناصره المساهمة في رفعة الأوطان وازدهارها.
ولست هنا لأتناول المكانة التي وصل إليها المعرض، إنما أردت التطرق إلى جانب مهم جداً، ألا وهو كيفية توظيف المدارس لهذا الحدث الثقافي الكبير، وكيفية الاستفادة منه، والمضي على طريق تلك الخارطة التي رسمها سموه وحدد ملامحها، وأفصح عن أهدافها ومخرجاتها المستقبلية للمجتمعات.
برأيي أن المدارس خطت خطوات جيدة تجاه المعرض من خلال الرحلات المدرسية التي تنظمها، لكنني أرى أن هناك ما هو أكثر من ذلك مما يمكن القيام به؛ بل ويدخل ضمن مسؤولياتها وأمانتها التعليمية تجاه أبنائنا الطلبة، باعتبارها شريكاً محورياً في واقع الثقافة ومجتمع التعليم ومؤتمن على تلامذتنا.
فما أراه أن على المدارس استباق هذا العرس الثقافي، بمعرفة ميول الطلبة الأدبي، من خلال معلميها الذين يكتبون تقاريرهم الدورية؛ بل وعليهم أيضاً إفراد بعض الحصص للحديث عما تحمله بطون الكتب من صنوف الأدب والعلوم وغيرها، لاستكشاف مواهب الطلبة وتوجهاتهم الفكرية، وذلك لأسباب عدة.
أما السبب الأول، فإن انتهاج هذه الخطوة يتيح للمعلم نصح تلاميذه بنوعية العناوين التي يمكنهم اختيارها، وبالتالي يسهم في تعزيز مواهبهم، ويرتقي بتوجههم الفكري، أما السبب الثاني وهو سبب في غاية الأهمية، فهو أن معرفة توجهات الطلبة الفكرية، يتيح للمدارس انتقاء الكتب التي يجب تزويد المكتبات المدرسية بها، بهدف القراءة والاستفادة، لا من أجل صف الكتب على أرفف المكتبات للاستعراض؛ بل للقراءة التي تتطلب وتستوجب متابعة من المعلمين حول آخر الكتب التي قرأها طلابهم.
برأيي أن هذا المعرض يعتبر ثروة فكرية وثقافية، تحتم؛ بل وتوجب على المدارس الاستفادة منها إلى أقصى الحدود، فمن غير المعقول عدم الاستفادة من معرض يحتوي في نسخته ال 40 أكثر من مليون كتاب و110 عناوين جديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"