السعي وراء السعادة

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين

قال: «تأكد أنك أنت من تدعو للاجتماع وليس من يحضره.. أنك أنت من تضع الأجندة وليس من يتلقّاها»- كريس غاردنر.
الشغف في المكان، والترقب والشوق، والكل ينتظر جواباً لسؤال يطرح في قلبه وعقله وروحه، ما السبيل للسعادة وأين تشترى..؟ هل هي وصفة أم كتاب أم تجارب وقصص نسمعها فنعيد تطبيقها؟ هل هي طيف يعود مراراً وتكراراً فنتصيده، أم أنها شخص يملك الوصفة السحرية التي تجعل كل الصعاب تتلاشي، والتحديات تتبخر، وسحب الفرح تمطر، وطرق البهجة تتعبد، ومسارات الخيارات الأفضل تفتح، وحالات الأرق تنتهي، ومراحل الحزن تتماهى حتى تصبح لا شيء..؟.
نظن ذلك ولكن.. لا تأتى الحياة على طبق السهولة والراحة، ولا يأكل من ولائم الغنى والبحبوحة متكاسل، ولا يصعد القمة متهاون عن الوقت والدرس واللهث وراء كل شيء دونما انتظار، والتراخي حين يتوجب عليك أن تركض، فهل تدرك ما هو أصعب أنواع الركض؟ أصعبها هو الركض لأن تعيل أسرتك، أن تسعدها، أن تجري كل يوم وراء حلمك الذي يكاد يتبخر حتى تمسك بخيوط رقيقة جداً تعطيك أملاً، حين تكون أباً أو أماً ويبكي طفلك جوعاً، حين لا يدري أين سينام الليلة وغداً في أي مكان سيترك..؟
في قراءة لحديث «كريس غاردنر»- ضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب ال 40، وصاحب كتاب «السعي وراء السعادة»، قال: «لم يكن هناك أصعب من أنك تجري كل يوم لأن لديك طفلاً وعدته بألّا تخذله؛ لأنك تدرك أن أول من يراه هو أنت، وتريد أن تكون آخر من يراك، فلا تخيّب ظنه، إنك وإن بكيت وتألمت سيبقى أمامك أن تكون قوياً من أجلهم، حتى تسعده». 
وقال: «من كان يدري أن رحلة عام من الإفلاس، والإحساس بالتعب ولربما الإهانة ستنتهي بأن تتغير نظرته لكل ما عمل في الماضي، ويفتح باباً كان يدير ظهره له.. في لقاء عفوي قبلها بأيام، تحدثت معه بصفة شخصية في بيت القنصل الأمريكي، وكان حديثاً عابراً عن قراءة الكتب، فقال: طموحي اليوم أن أؤثر في الجيل الجديد، وأن أخبره ألّا يتنازل عن حلمه». 
هذا هو هدف حياته الآن، إنارة حياة الآخرين، وتعزيز الطموح لديهم، فالسعادة لا تُهدى ولا تكتب، بل يسعى المرء لها ولا يتخلى عنها مهما مرّت به من ظروف. وكما نصحنا: قف يومياً أمام المرآة وأنت تفرش أسنانك، وقل لنفسك من أنت وماذا تريد؟، واحلم به، ولا تخبر أحداً غير نفسك.
للشارقة تحيّتي، ولمعرض الكتاب امتناني، فهناك كان لي كتاب وكان كتابي بحق «السعي وراء السعادة»، وكاتبه أصبح اليوم صديقاً في رحلة الطموح، والتغيير. كل عام ولنا معرض وكل كتاب سيعيد تشكيلنا يترقبنا..!
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"