في التسامح

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

احتفل العالم يوم أمس باليوم العالمي للسلام، الذي يصادق السادس عشر من نوفمبر من كل عام، وفيه يستشعر الأفراد أهمية التسامح، هذه الصفة التي يجهلها كثيرون ويجهلون عظائم ما تجره على أصحابها الذين يتحلون بها.
للتسامح الديني مع الأديان والمذاهب والمعتقدات أثره في الفرد والمجتمع بل والعالم بأسره، فلو أن كل فرد تحلى به، لن نجد كرهاً لمختلف عنا بسبب معتقده أو دينه أو مذهبه، لن نجد حروباً بين الطوائف في المجتمعات، ولا بين الدول بسبب عقيدة أو دين ولن نجد خلافاً بين طفلين لأنهما ولدا لأبوين من هذا الدين أو ذاك المعتقد.
وللتسامح الاجتماعي أثره الكبير في الفرد قبل غيره، فحين تسامح من آذاك، فذلك يعني أنك قررت طي صفحة من حياتك لا تريد تذكرها لما تحتويه من ألم أو جرح مشاعر، وأنك قررت أن تعلم الطرف الآخر درساً أخلافياً قد يكون غائباً عنه.
أن تكون متسامحاً يعني أنك تعيش في سلام. أن تكون متسامحاً يعني أنك لا تلتفت لصغائر الأمور مما لا تدخلك إلا في دهاليز الحقد والانشغال بما لا يفيد. أن تكون متسامحاً يعني أن تكون حسن المعشر، أبيض القلب، جميل الروح.
أن تكون متسامحاً يعني أنك قررت أن تكبر، تكبر عن صغائر الأمور وتوافهها، وتكبر عن الضغينة والكره. تكبر عن كل صغير آثر أن يلحق بك أذى أو جرحك بقصد أو بدونه.
أن تكون متسامحاً يعني أن تعيش حراً طليقاً من أي قيد يجرك نحو الماضي بكل مشاعره السلبية. أن تكون متسامحاً يعني أنك قررت المضي قدماً بخطى واثقة وقلب سليم وروح ملؤها التفاؤل.
أن تكون متسامحاً يعني أنك أصبحت لبنة أولى لمجتمع قادم يتربى أبناؤه على هذه الصفة، فتقل بينهم الأحقاد والكراهية ويعيشون في سلام ومحبة، ليزدهر بينهم التعاون ويرتقي بهم مجتمعهم وتكبر بهم بلادهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"