مستودع الأسرار

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يعد جهاز الهاتف الذي بين أيدينا اليوم وسيلة اتصال فحسب كما هو الحال مع الأجهزة القديمة التي كانت تعمل بهذه الميزة فقط دون سواها، لأن الأمور قد تغيرت وتحول هذا الجهاز السحري الذكي إلى مستودع أسرار وأموال وصور وتفاصيل حياة شخصية غاية في الأهمية والخطورة يمكن أن تسبب نكسة كبيرة لمن يسرف في التخزين فيها دون أن يتخذ إجراءات حماية مشددة أو يضع نظاماً لما يمكن أن يحتفظ به من أمور قد تضره في حال انكشافها.
كثيرون للأسف منا لا يعطون الموضوع حقه من الاهتمام، ولا يراعون ما يصورون أو ما يحفظون من وثائق أو محادثات قد يشكل انكشافها جريمة وإحراجاً لا يوصف لأنهم يحمّلون هذا الجهاز فوق طاقته فيكون ضياعه أو اختراقه أو كشف محتواه مشكلة كبيرة ومأزقاً لم يكن في الحسبان.
قصص ومواقف كثيرة سمعنا عنها تعرض أصحاب الأجهزة فيها لمحاولات ابتزاز بسبب محتويات هواتفهم؛ منهن فتيات وثقن بمحال تصليح للأجهزة؛ فقام بعض العاملين فيها بنسخ الصور والمحتوى والشروع في مساومتهن عليه وهو ما يشير إلى تراخي كبير في التعامل مع تلك الأجهزة وعدم تقدير لخطورتها في حال وصول محتواها إلى آخرين عبر الكثير من الطرق والأساليب، وهو الأمر الذي يعيدنا إلى النقطة الأولى وهي حاسمة وهامة تتعلق بتعاملنا مع جهاز الهاتف الذكي والإسراف في تحميله بأسرار شخصية ينبغي أن لا يراها غيرنا، لكنها للأسف عرضة للاختراق عبر كثير من الطرق أبسطها ضياع الهاتف مثلاً.
هناك سبل كثيرة وحلول تقنية متنوعة للتعامل مع هذه التحديات، لكن للأسف الكثير منا يعاني الأمية التقنية في التعامل معها ومعرفة تفاصيلها إضافة إلى عدم متابعة التطورات المتعلقة باختراق حسابات التواصل الاجتماعي والأخرى المتصلة بالبنوك، وغيرها من أمور هامة ينشط فيها أفراد عصابات من وراء البحار يتفننون كل يوم في ابتداع طرق وحيل جديدة وأساليب متمرسة في الخداع، تلاحقها الأجهزة الشرطية وتسعى إلى تحذير أفراد المجتمع منها وتوعية الأفراد حتى لا يقعوا في براثنها، مما يتطلب منهم التعاون لدرء أسباب المشكلة من الأساس والتعاطي بحذر شديد مع المحتوى الموجود في الأجهزة والذي يجب أن لا يكون حساساً أو ضاراً في حال وصول الغرباء إليه.
يجب علينا جميعاً أن نعي أن الأمور قد تغيرت والظروف تبدلت، وبتنا اليوم سكان قرية صغيرة متطورة تقنياً، تمتد إليك الأيادي من مختلف قارات العالم وأنت في متناولها بسبب هذا الجهاز المتصل بالعالم؛ فلا تجعله مصدر أذى لك ولأسرتك والآخرين ولا تصنع منه كنزاً للعابثين .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"