عادي

وزراء وخبراء: مجتمعات المستقبل الذكية ثمرة توظيف التكنولوجيا

22:51 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»

أكد وزراء ومسؤولون وخبراء في اليوم الأول من القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2021 أن مجتمعات المستقبل التي توفر حياة سعيدة لجميع أفرادها وفئاتها ستكون ثمرة التخطيط الواعي والتركيز على الإنسان في توظيف التكنولوجيا.

جاء ذلك ضمن جلسة حوارية رئيسية بعنوان «مجتمعات المستقبل: بناء مجتمعات ذكية وسعيدة»، والتي شارك فيها كل من سارة بنت يوسف الأميري، وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، وعمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، ومطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وباتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «تاليس» الفرنسية، والدكتور بيتر جراسمان القيادي العالمي في مجال الاستراتيجية، ومارتن ويزوفسكي، كبير المستقبليين لدى شركة «أس أيه بي جلوبال».

الثورة الصناعية الرابعة

واعتبر المتحدثون في الجلسة أن الحلول التقنية والرقمية التي توظف التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة ستلعب دوراً أساسياً في بناء مجتمعات المستقبل الذكية التي تتكامل فيها الخدمات، ويستفاد فيها من ثروة البيانات في استشراف الاحتياجات المستقبلية للأفراد والمؤسسات، وتحقيق وصول أسرع وأكثر كفاءة لفرص التنقل الذكي والعمل المرن والتعليم والاستشفاء والابتكار وغيرها من جوانب الحياة الذكية التي تتطلع إليها دول العالم وحكوماته.

وقالت سارة الأميري إن دولة الإمارات تعمل لتعزيز الفرص المتاحة بين التكنولوجيا والصناعة من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة في القطاعات الصناعية، مؤكدة أن أهمية استفادة مجتمعات المستقبل العالمية من توظيف التكنولوجيا بشكل يعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع وفئاته.

وأكدت أهمية تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات، لافتة إلى أن لكلا القطاعين العام والخاص دور لتحقيق تقدم الثورة الصناعية الرابعة والتمهيد لثورة صناعية خامسة.

وقالت إن دمج التكنولوجيا التي تعزز واقعنا كمجتمعات وأفراد تسهم في جعل التحول في مجتمعات المستقبل إيجابياً وغنياً بالفرص من خلال توفير المعارف والخبرات والمهارات بشكل مفتوح، مؤكدة أن العمل المشترك يحقق بالتأكيد نتائج أفضل.

الوصول إلى التكنولوجيا

من جهته دعا عمرو طلعت إلى زيادة قدرة المجتمعات الأقل دخلاً على الوصول إلى حلول التكنولوجيا، مؤكداً أن التوظيف الأخلاقي للتكنولوجيا في استخدام البيانات حاجة ملحّة لتصميم مجتمعات المستقبل، مشدداً على أهمية تحقيق التوازن بين الاستفادة من البيانات وصون خصوصية الأفراد. وأكد معاليه أن التكنولوجيا ستوفر وصولاً أسرع للفرص في مجتمعات الغد في ميادين العمل والتعليم والرعاية الصحية والنقل وغيرها من المجالات الحيوية.

التنقل الذكي

بدوره أكد مطر الطاير، في كلمة عرض فيها مستقبل التنقل الذكي في دبي، أن العالم تغير بعد العام 2020 لكن ذلك كان فرصة لتحدي النظم السائدة واستكشاف الرؤى الجديدة لما سيكون عليه المستقبل، مبيناً أن الجيل الجديد من مجتمعات المستقبل محوره الإنسان.

وأشار إلى أن الهيئة تعمل حالياً على خطة لعشرين عاماً قادمة لتتكامل مع خطة دبي الحضرية 2040 تماشياً مع رؤية قيادة الدولة بتطوير حلول التنقل كممكن للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وهو ما تحققه من خلال البنى التحتية، ودعم النماذج الجديدة، وتطوير التشريعات والقوانين الناظمة الداعمة لحلول التنقل الجديدة والمستقبلية.

وعرض الطاير لمنصة البيانات المتكاملة للنقل والمواصلات التي تعزز مكانة هيئة الطرق والمواصلات ودبي الرائدة إقليمياً في حلول التنقل الذكي وبناه التحتية، وتوظف تكنولوجيا الجيل الخامس.

وأكد على أهمية الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص في ابتكار وتطوير وتطبيق حلول تنقل ذكية في مجتمعات المستقبل، لافتاً إلى تطبيق الهيئة منظومة بحوث وتطوير وفرت حتى الآن 30 مليون دولار (أكثر من 100 مليون درهم)، ووقعت 11 شراكة مع مؤسسات بحثية وأكاديمية، أنتجت أكثر من 400 ورقة بحثية حول حلول التنقل الذكي خلال السنوات القليلة الماضية.

وحدد 6 عوامل لتحقيق النجاح في استراتيجية التنقل الذكي، وهي القيادة ذات الرؤية، والهيكليات التنظيمية المرنة، وحيوية النظم، ونماذج الشراكة المبتكرة، والبيئة عالمية المستوى، والمخاطرة المحسوبة.

الشفافية والثقة

من جهته، قال باتريس كين إن التكنولوجيا قادرة على تحسين جوانب حيوية في مجتمعات المستقبل مثل مكافحة الفقر ومواجهة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة التي تشمل مختلف الفئات، وعلينا أن نراعي الجانب الأخلاقي والشفافية والثقة في تبنينا للتكنولوجيا.

وأشار الدكتور بيتر جراسمان إلى أن الفرص واعدة مستقبلاً لتطوير المهارات والمواهب لافتاً إلى أن مجتمعات الجيل الخامس مستقبلاً يجب أن تكون شاملة للجميع كما هو العمل على تحقيق تحول طاقة شامل وعادل عالمياً، والأهم هو ضرورة تمكين الأفراد والناس العاديين حتى يشعروا بأهمية التكنولوجيا لهم ولحياتهم المستقبلية.

العلاقات الإنسانية

وقال مارتن ويزوفسكي إن ما يجمع الناس ليس التعاملات التجارية إنما العلاقات الإنسانية، وهي التي تصنع مجتمعات المستقبل المتماسكة والمتضامنة، فالبيانات هي معلومات مخزنة، لكن التفاعل الإنساني يحولها إلى معرفة بشرية.

وأكد أن التكنولوجيا المنشودة في مجتمعات المستقبل هي التي تحقق دمج المجتمعات المهمشة واشراكها في مسارات التنمية وصولاً إلى علاقات شاملة عابرة للحدود، وذلك بدلاً من أن يكون الأفراد مجرد مستخدمين للتكنولوجيا، بل جزءاً من مجتمعها الرقمي المتقبل للجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"