مكسب مهم للميدان

00:08 صباحا
قراءة 3 دقائق

أعتقد أن أكاديمية الشارقة للتعليم تعتبر واحدة من أهم المكاسب للمجتمع التعليمي، ليس في إمارة الشارقة فحسب بل على مستوى الدولة، وذلك لأكثر من سبب. وأول هذه الأسباب أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الراعي الأول لقضايا التعليم والثقافة، هو من وجه بإنشائها، أما ثاني الأسباب فيأتي أيضاً في سياق ما ذكره صاحب السمو، بوصفها صرحاً جاء في إطار دعم جهود المؤسسات التعليمية.
إذاً فالأكاديمية جاءت لدعم جهود المؤسسات التعليمية، أما كيف ذلك، فالإجابة ليست صعبة أو مستغربة على إمارة تمتلك تجربة طويلة في مجال العمل التعليمي، وخبرة واسعة في قضايا الابتكار النوعي في ما يتعلق بأدوات المنظومة التربوية، فضلاً عن امتلاكها المرافق والمؤسسات والهيئات المتخصصة والعاملة في المجتمع التعليمي. ومع ذلك فإن الطريقة التي سترفد بها الأكاديمية منظومة التعليم، ترتكز على عامل رئيسي ومهم جداً، ألا وهو الارتقاء بأساليب وقدرات الكوادر التدريسية والإدارية والقيادية المعنية بواقع التعليم، وبالنظر إلى هذا الهدف نجد أنه سيفضي بالمنظومة التعليمية إلى تحقيق قفزات نوعية في ما يتعلق بالمخرجات الأكاديمية.
وهنا يبرز سؤال آخر حول الكيفية التي ستعزز فيها تطوير الكوادر التعليمية المخرجات الأكاديمية، والإجابة تكمن في أن صلاح الجسد من صلاح الرأس، وبما أن المعلم هو رأس العمل التعليمي في داخل الفصول المدرسية، فإن تعزيز مهاراته، وتجويد قدراته، وتمكينه من اكتساب مهارات تعليمية مبتكرة تنعكس بالضرورة على الطلبة، وبالتالي على نتائجهم النهائية التي تقودهم إلى الدخول في تخصصات علمية يحتاجها المجتمع. وبكل تأكيد فإن مباشرة الأكاديمية أعمالها تعني أن العديد من البرامج والمبادرات ستنطلق لتنفيذ خططها واستراتيجياتها، بغية تحقيق الهدف السامي الذي أُنشئت من أجله عبر تمكين الكوادر المهنية والقيادات التربوية في مجال التعليم، وتوفير الفرصة لهم من أجل الحصول على مستويات لا نظير لها من التطوير المهني.
إن المتتبع لمسار التطور التعليمي في إمارة الشارقة، يكتشف النسق التصاعدي الذي تسير وفقه المنظومة التعليمية، وهذا النسق يأتي من خلال هذه التوجهات التي تضيف إلى المجتمع التعليمي في كل يوم إضافة جديدة. وهناك مسألة في غاية الأهمية تتعلق بالكفاءات، حيث إن إنشاء الهيئات والمؤسسات والأكاديميات لا يتوقف عند هذا الحد، إذ تحتاج هذه الصروح إلى من يقود مسيرتها نحو تحقيق الأهداف، وهنا يبرز صاحب السمو حاكم الشارقة مرة أخرى بقرار حكيم يضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
أعتقد أن القرار الذي أصدره سموه بشأن تعيين الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيساً لأكاديمية الشارقة للتعليم، ورئيساً لمجلس أمنائها، قرار حكيم وفي مكانه الصحيح، نظراً لحاجة الأكاديمية إلى شخصية قيادية تتمتع بالخبرة الواسعة، والقدرة على تعزيز بيئة العمل والانتقال بها نقلة نوعية، من خلال تحفيز ثقافة التحسين والتطوير، وتسخير الجهود نحو تطبيق أفضل الممارسات من خلال الاطلاع على التجارب الأخرى ونقلها إلى واقع التعليم لدينا. 
في الخلاصة فإن أكاديمية الشارقة للتعليم تعتبر واحدة من المكاسب الكبيرة للمجتمع التعليمي، ليس في الإمارة فحسب، بل على مستوى الدولة، كما أن تعيين الدكتورة محدثة الهاشمي رئيساً لأكاديمية الشارقة للتعليم، ورئيساً لمجلس أمنائها، يعتبر مكسباً للأكاديمية وللمنظومة التعليمية، نظراً لكفاءتها وخبرتها الواسعة على صعيد العمل التربوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"