المخرجات التعليمية

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن التجربة التعليمية في إمارة الشارقة، تعتبر واحدة من التجارب المتميزة، التي عززت من مكانة الإمارة لا سيما أنها انطلقت مبكراً، لتكون باكورة للعديد من الإنجازات في هذا الحقل التربوي الحيوي، باعتباره القاطرة التي تقود الأمم نحو النمو والتطور والازدهار.
ولقد اخترت أن أنطلق في مقالتي هذه من نجاح التجربة التعليمية في الإمارة، لأتناول السبب الحقيقي الذي جعل منها واحدة من أكثر التجارب نجاحاً وتميزاً، والذي يتمحور (أي السبب) في وجود قيادة حكيمة ذات رؤى مستقبلية ثاقبة، وكوادر مؤهلة وذات خبرة، وبكل تأكيد فإن الله تعالى قد أنعم علينا بتلك القيادة الفذة، وبالكوادر الوطنية المؤهلة والحريصة على مصلحة الوطن عموماً.
وما قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتعديل نظام الدوام الجديد، وإقرار العطلة الأسبوعية بثلاثة أيام، إلا أحد تلك القرارات المصيرية، التي أسهمت وستسهم في إحداث قفزات نوعية في مختلف القطاعات وفي مقدمتها الميدان التعليمي.
ومما لا شك فيه أن هذا القرار سيعود بنتائج مذهلة على مسيرة تطوير المنظومة التعليمية، التي توليها إمارة الشارقة أولوية قصوى، والتي تسخر من أجل دعمها وتعزيز مكانتها كل الإمكانات والأدوات اللازمة، للوصول بها إلى مستوى قياسي من الجودة والقدرة على تخريج أجيال مؤهلة أكاديمياً ومعرفياً ورياضياً.
وبرأيي الشخصي فإن القرار ينسجم تماماً مع مسار الميدان التعليمي الساعي إلى توفير بيئة مثالية، حيث سيقود هذا القرار إلى تحقيق مخرجات مذهلة، نظراً لتعدد الأطراف المستفيدة، حيث سيكون المعلم قادراً على التجهيز التام لمنهجه التدريسي، كما أن الطالب سيحظى بالوقت الكافي للتحضير لدروسه واختباراته، كما سيكون بمقدور أولياء الأمور التقرب أكثر إلى واقع أبنائهم التعليمي، دون أن نغفل الأهم الذي في هذا القرار، ألا وهو تعزيز أواصر الأسرة، ما يرسخ ويمتّن النسيج الاجتماعي عموماً.
كما أن المؤسسات التعليمية ستكون واحدة من الأطراف البارزة المستفيدة من هذا القرار، ولكن لا بد لها من المباشرة بتغيير الخطط والاستراتيجيات بما ينسجم مع القرار الجديد، وذلك من خلال تغيير مواعيد الدوام وإعادة جدولة الحصص اليومية، بما لا يرهق كاهل الطلبة، أو أولياء الأمور، إلى جانب إعادة النظر في مواعيد الإجازات المعتمدة.
وفي المحصلة، إن زيادة العطلة الأسبوعية إلى ثلاثة أيام، سيكون لها مردود إيجابي كبير على نفسية الطلبة وأولياء الأمور والكوادر التعليمية، إذ إنها تتيح وقتاً إضافياً لممارسة مختلف الأنشطة المتعلقة بدراستهم، بالإضافة إلى زيادة رصيدهم الثقافي، والمباشرة إلى انتهاج السلوكيات الرياضية التي تنعكس على الصحة عموماً، فضلاً عن النشاطات الترفيهية مع الأسرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"