عادي
غايات وطموحات تتنقل من عام لآخر

حماس البدايات على قائمة السنوات الطويلة

23:51 مساء
قراءة 3 دقائق

البداية هي الموعد الأنسب للتغيير، نقطة الصفر التي نتطلع إلى الانطلاق منها كل مرة، محملين بقائمة طويلة من الأهداف والطموحات والتطلعات التي نعد أنفسنا بالعمل على تحقيقها، مزودين بأفضل الخطط والبرامج لبلوغ أمنياتنا، إلا أن القائمة تستمر في التنقل معنا من عام إلى آخر، كما نقرأ هنا.

وتعتبر بداية العام الجديد موسماً حافلاً بالنسبة لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ومدربي التنمية البشرية تحديداً؛ إذ يحرصون على نشر المحتوى المعتاد حول أهمية التخطيط للحياة، وطرق تنظيم الوقت ووضع الأهداف، وغيرها من المواضيع التي تدور في هذا الفلك. وبالطبع يهتم الكثيرون بالبحث عن هذا المحتوى في هذه الفترة الملائمة لتغيير العادات وبدء صفحة جديدة مع الذات، إلا أن هذه الظاهرة ذاتها تحولت إلى عادة حسب حسن جعفر، طالب جامعي، ويقول: «تختلف الأهداف الموضوعة بين شخص وآخر حسب المعطيات الخاصة بكل شخص، إلا أن الأهداف لدى نفس الشخص عادة لا تتغير كثيراً من عام إلى آخر، وتتحول إلى قائمة من الأمنيات المؤجلة من عام لآخر، بدل أن تكون قائمة أهداف».

وتوافقه الرأي رؤى صابر، موظفة مبيعات، مؤكدة أنها إذا عادت إلى «دفاترها القديمة» فستجد أن الأهداف التي سجلتها لنفسها قبل 10 أعوام، لم تتغير كثيراً، وتقول: «ربما تخلصت من بعض الأهداف بحكم تغير الظروف والرؤى بمرور الزمن، إلا أن الأهداف الثابتة التي يتبناها معظم الناس هي ذاتها، وأهمها الاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة، والاستيقاظ باكراً، وتنظيم الوقت، والانتقال إلى عملي الخاص، وغيرها من الأشياء التي يسعى الجميع للحصول عليها وتحقيقها في حياتهم.

وترى وصال حربلية، معلمة، أن الأمر أصبح أشبه بلعبة نفسية ممتعة بالنسبة لكثير من الناس أكثر من كونه ممارسة جدية لتغيير الحياة، فالتغيير عادة ما يأتي بشكل طبيعي بعيداً عن تأويلات التنمية البشرية، وتقول: «لكل إنسان طبيعته الخاصة وقدراته وتفضيلاته، ولأن الإعلام أسهم في نشر نماذج معينة للأشخاص الناجحين أصبح الجميع يتطلعون إلى بلوغ هذه النماذج بغض النظر عن اختلافاتهم الشخصية وقدراتهم، ولأن هذا الأمر ليس منطقياً على أرض الواقع، فمن الطبيعي ألا يثمر في حياة معظم البشر».

أما علاء صباغ، مدير محل مبيعات، فيعتبر أن الأمر برمته يتعلق بالالتزام والإرادة، مشيراً إلى القدرة على تغيير العادات وتحقيق الأهداف الشخصية أياً كانت، ويقول: «لا يمكن لشخص أن ينجح وينجز أي عمل على أرض الواقع دون التزام، فنحن اليوم في عصر الانفتاح، الجميع يعرفون ما يريدون وغالباً يعرفون أفضل الطرق التي توصلهم إلى أهدافهم أو على الأقل، قادرون على اكتشافها ببساطة أكثر من أي وقت مضى، إلا أننا ابتلينا بالكسل والتشتت وعدم القدرة على الالتزام، وهذا بسبب الحياة السريعة والمزدحمة التي نعيشها اليوم».

1

التقييم أولاً

وقبل وضع الأهداف للعام الجديد، على كل شخص أن يقيّم نفسه في العام الماضي أولاً، ومن ثم يبدأ بوضع أهدافه للعام الجديد بعد أن يقف على العوائق التي حالت دون تحقيق أهداف العام الماضي، حسب د. شافع النيادي، مدرب التنمية البشرية وأخصائي العلاقات الأسرية. ويقول: «يبدأ الكثير من الناس العام بحماس متأثرين بمحاضرة شاهدوها أو مقطع فيديو في التنمية البشرية حضروه مؤخراً، ما يجعل الأمور سهلة وبسيطة بالنسبة لهم من الجانب النظري. أما عند التطبيق فغالباً ما يصيبهم الإحباط والملل أو الكسل والتسويف، وهذه آفات يجب علاجها والتعاطي معها بجدية».

أما عن أسباب عدم قدرة الكثير من الناس على الاستمرار في العمل لتحقيق أهدافهم، فيوضح النيادي أن شكل الهدف قد يكون هو السبب، فلكي نحيا حياة متوازنة علينا أن نراعي مجالات وجوانب الحياة السبعة عند وضع أهدافنا، وهي: المجال الروحاني والاجتماعي والأسري والمالي، والمهني والصحي والشخصي، ويكمل: «عادة ما يضع الناس أهدافاً تركز على جانب معين وتهمل الجوانب الأخرى، وهذا يعتبر من أهم أسباب عدم قدرتهم على الاستمرار، فهذه المجالات تكمل بعضها بعضاً وينبغي مراعاة الانسجام في تطوير كافة مجالات الحياة معاً، لتحقيق التوازن والقدرة على الاستمرار».

ويضيف النيادي بعض الأسباب الأخرى لعدم الالتزام والقدرة على الاستمرار، مثل: عدم الجدية، وسوء التخطيط، والمقارنة، والأشخاص السلبيين، والافتقار إلى ذكاء التكيف، وغياب الرغبة الصادقة في تحقيق الأهداف، وضعف الإرادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"