عادي

اللقاحات صامدة أمام «أوميكرون»

20:33 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير
أعطى طرح اللقاحات السريع، الأمل في أن جائحة «كوفيد19» قد تصبح تحت السيطرة قريباً، وبالفعل خفت حدتها في العديد من البلدان بعد ارتفاع نسبة التطعيم فيها، كما تراجعت بها الحالات التي تتطلب الحجز بالمستشفيات والوفيات الناجمة عن المرض.
مع ظهور المتحور الجديد من فيروس كورونا B.1.1.529، والمعروف بالاسم الشائع «أوميكرون»، كثرت التساؤلات حول مدى قابلتيه للانتشار، وما مدى سوء الأعراض المرتبطة به، والأهم من ذلك هل تحمي اللقاحات منه؟ أظهرت آراء الخبراء تفاؤلاً كبيراً بأن اللقاحات المتوافرة حالياً سوف تصمد أمام هذه الطفرة التي أثارت القلق بدرجة لا تقل عن المتغير دلتا؛ لأنها على الأقل توفر بعض الحماية للجسم حتى إن لم تكن تتصدى للفيروس بالكامل.

مصدر القلق

هذا المتغير الجديد المثير للقلق تم اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا على الرغم من أنه قد يكون نشأ في أوروبا وفقاً لبيانات من هولندا، وهو ينتشر الآن في العديد من البلدان. تشير دراسة أجريت في جنوب إفريقيا حديثاً إلى أنه يمكن أن يتهرب من الدفاعات المناعية، مما يؤدي إلى أنه يصيب مرة أخرى الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19. تُضاف هذه النتائج إلى المخاوف من أن اللقاحات المتوافرة حالياً قد لا تكون فاعلة ضده.

فاعلية اللقاحات

يبدو أن مصنعي اللقاحات يشعرون بالتفاؤل ولكن بحذر. صرّحت جامعة أكسفورد التي طورت لقاحاً مع استرازينيكا بأنه على الرغم من ظهور متغيرات جديدة خلال العام الماضي، استمرت اللقاحات في توفير مستويات عالية من الحماية ضد الأعراض الشديدة، ولا يوجد دليل حتى الآن على أن أوميكرون يختلف؛ ويطمئنون بأن الأدوات والعمليات اللازمة للتطوير السريع للقاح محدث إذا لزم الأمر.

سعت شركة فايزر أيضاً إلى تهدئة المخاوف في بيان تقول فيه إن شركتي فايزر وبيونتيك سوف تظلان يقظتين، وتقومان باستمرار بجهود تركز على مراقبة المتغيرات الناشئة التي يحتمل أن تتهرب من المناعة التي يوفرها اللقاح، ولقد بدأوا في إجراء اختبارات تحييد على متغير أوميكرون، ويتوقعون الحصول على بيانات أولية قريباً. وأضاف المتحدث باسم شركة فايزر قائلاً في بيان إنه في حالة ظهور متغير بهذه الصفة فهم قادرون على تطوير وإنتاج لقاح مخصص ضد هذا النوع في غضون 100 يوم تقريباً، بحسب الموافقة التنظيمية.

يرى علماء من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة بأن اللقاحات الحالية ستوفر بعض الحماية ضد أوميكرون، وأن هذه الحماية سوف تستمر في تقليل الأعراض والوفيات وسط المصابين.

تغييرات هيكلية

مصدر القلق الرئيسي هو أن المتغير أوميكرون به أكثر من 50 طفرة؛ 30 منها في البروتين الناتئ الموجود على سطحه والذي يُعد هدفاً أساسياً للقاحات. أعرب الخبراء عن قلقهم من أن الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم لن تتطابق مع هذه البروتينات بأوميكرون مما يقلل من مستويات المناعة التي يوفرها اللقاح. مع ذلك يبدو أن المستويات العالية من الأجسام المضادة المعادلة التي يتم إنتاجها بعد 3 جرعات من اللقاح، توفر الحماية من الأعراض الشديدة بعد الإصابة بهذا المتغير.

على الرغم من وجود تغييرات كبيرة في بنية البروتين السطحي بين أوميكرون والفيروس المستخدم في تصميم اللقاح فإن الكثير منه يظل كما هو، ويجب أن تثير هذه المناطق المشتركة استجابات مناعية ضد أوميكرون. تعمل اللقاحات أيضاً على تحفيز أجزاء أخرى من الاستجابة المناعية، تؤدي إلى إنتاج الخلايا التائية التي تؤدي دوراً مهماً في السيطرة على الفيروس.

ضرورة التطعيم

شدد الخبراء على أن التطعيم هو أفضل طريقة، لتجنب الإصابة بالأعراض الشديدة لكوفيد-19 بغض النظر عن المتغير. تشير دراسات بعضها من المملكة المتحدة إلى أن حملات الجرعات المعززة تقلل من تكاثر الفيروس وما يتبعه من حاجة إلى دخول المستشفى. يجب أن تؤدي زيادة التطعيم إلى إبطاء الوباء حتى في ظل المتغير الجديد.

الخبراء متفائلون بشأن المناعة الناتجة من اللقاحات الحالية، ويعتقدون أن الأمر عندما يتعلق بأوميكرون فإن بعض المناعة أفضل من عدم وجودها على الإطلاق، وهي بالتأكيد سوف تسهم في خفض الحالات الشديدة والوفيات الناجمة عن المرض.

اللقاح لا يمنع فقط شدة الأعراض والوفاة فالأدلة من دلتا تشير إلى أن اللقاح يساعد في منع الإصابة بكوفيد-19 لفترة طويلة، ويعتقد الخبراء بأن هذا سيكون الحال مع أوميكرون أيضاً. لا تزال اللقاحات هي أفضل رهان ضد أوميكرون ويجب نشر التطعيم على نطاق واسع مع تأكيد أخذ الجرعة المعززة.

تأكيد الفاعلية

تؤكد دراسة جديدة أن المعلومات حول فاعلية اللقاحات، خاصة فايزر. قارن الباحثون الاستجابات المناعة لدى 6 أشخاص ممن تلقوا اللقاح مع تلك لدى من أُصيبوا بكوفيد-19 قبل تلقيهم اللقاح. أظهرت النتائج أنه بصورة عامة هنالك تراجع بنحو 41 ضعفاً في الأجسام المضادة المعادلة ضد أوميكرون، ولكن حافظ المصابون بالمرض على ارتفاع نسبي في مستوياتها ضده.

على الرغم من أن الدراسة تشير إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض قبل هذا اللقاح من المرجح أن يتمتعوا بحماية أفضل، فإن الباحثين يتوقعون بأن تكون هذه هي الحال لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعة معززة.

على الرغم من أن النتائج مثيرة للقلق إلى حد ما فإن العلماء يشيرون إلى أن النظر فقط إلى الأجسام المضادة يرسم صورة غير كاملة لاستجابة الجسم المناعية ضد الفيروس خاصة فيما يتعلق بدخول المستشفى أو الوفاة.
الجرعة المعززة

جرعات لقاح إضافية بهدف توفير مناعة إضافية ضد كوفيد-19؛ حيث قد يتلاشى مفعول بعض اللقاحات بمرور الوقت؛ ومن الشائع استخدام جرعة معززة في العديد من الالتهابات الفيروسية بما في ذلك الإنفلونزا التي تتطلب جرعة معززة كل عام، وأيضاً مرض الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي والتي يلزم تعزيزها كل 10 سنوات. بالنسبة لبعض اللقاحات يكون تلقي جرعات أصغر في كثير من الأحيان أكثر فاعلية من الحصول على جرعة واحدة كبيرة منها؛ فهذا النهج يسمح لجهاز المناعة ببناء استجابته المناعية بشكل مستدام، لأن جهاز المناعة عندما يتذكر بعض المستضدات التي قامت بتحفيزه سابقاً، يمكنه الاستجابة بشكل أسرع في المرة التالية التي يواجهها فيها. على الرغم من تطابق العديد من الجرعات المعززة مع الجرعات السابقة لها يتم تعديل بعضها لتقوية الفاعلية؛ كلقاح الإنفلونزا على سبيل المثال يتغير كل عام للاستجابة بشكل أكثر للطفرات الجديدة لفيروس الإنفلونزا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"