رسالة إلى أولياء الأمور

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

مع عودة الطلبة إلى مقاعدهم المدرسية ضمن منظومة التعليم الحضوري، يتوجب علينا جميعاً الحرص على الالتزام بمختلف التدابير الاحترازية، وعدم الارتكان إلى تجاوز الجائحة، لأن الفيروس ما يزال يعيش بيننا، ويسعى إلى إعاقة العودة إلى الحياة الطبيعية، ومن هنا يغدو الالتزام بمختلف الإجراءات الوقائية ضرورة حتمية، تشمل جميع أطراف المنظومة التعليمية، كما يصبح خرقها جريمة بحق النفس وبحق الآخرين.
وبما أنني أعلم حق العلم التزام الكوادر الإدارية، والتدريسية، والفنية في المؤسسات التعليمية، يتبقى لدينا طرفان مهمان جداً هما أولياء الأمور والطلبة، ومن هنا فإن حديثي سيتطرق إلى أهمية دور أولياء الأمور بالدرجة الأولى في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت من خلال تراجع عدد حالات الإصابة.
مما لا شك فيه أن السواد الأعظم من أولياء الأمور يعملون في وظائف مختلفة تتطلب حضورهم، وهذا قد يقود ولي الأمر إلى اعتبار أي عرض من أعراض المرض التي قد تظهر على الأبناء، لا سيما أعراض الرشح والإنفلونزا أو غيرها من الأمراض الشائعة، التي تنتشر في فصل الشتاء، ما هي إلا حالة من تلك الحالات، فيغامر بل ويخاطر بحياة ابنه وحياة الآخرين من الطلبة، إذا كان الطالب مصاباً بفيروس كورونا، والأخطر من ذلك إحضاره إلى المدرسة رغم علمه بأنه مخالط لمريض بالفيروس.
هنا يأتي دور الوعي الأسري بضرورة أخذ الأمور على محمل الجد، وأن العمل ليس بأهم من حياة أفراد الأسرة، وأن الاستهانة بالأمور ليست من مصلحة أحد.
إن المزيد من الوعي بأدبيات تعامل أولياء الأمور والطلبة مع فيروس كورونا هو ما يتطلبه الوضع الوبائي الذي يمر به العالم، وذلك لتحقيق غايتين مهمتين، الأولى الحفاظ على المنجز بتقليل عدد الإصابات وبالتالي القضاء على المرض، أما الثاني فهو ضمان استمرارية التعليم الحضوري، وهذا هو المقصد وتلك هي الغاية.
لا شك أن تحقيق هاتين الغايتين يتطلب تعاوناً كبيراً من قبل أولياء الأمور من خلال الحرص على إجراء الفحوص الدورية لأنفسهم ولأسرهم، وتعريف أبنائهم وتوعيتهم بأدوات التعامل مع الواقع المرضي الذي فرض نفسه، والارتقاء بالثقافة الصحية لديهم حول أبرز أساليب حماية أنفسهم من العدوى.
ولم أكن لأتطرق إلى هذا الموضوع لولا عدد من المشاهدات التي تناقلها البعض، حول تهاون البعض بالواقع الحالي، من خلال عدم الالتزام بالكمامات، وعدم تعقيم اليدين وفوضى التقارب الجسدي، ناهيك عن إحضار بعض أولياء الأمور أبناءهم ممن يشتكون أعراضاً قد لا تمت ل«كورونا» بصلة إلى المدارس.
وحتى لو كان ما تم تناقله غير صحيح، إلا أنه من الأولى أن نحتاط ونذكر وننصح وفقاً للحكمة التي تقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، وعليه فإنني أتوجه إلى جميع أولياء الأمور بضرورة الحذر والالتزام بمختلف التدابير المتبعة.
ودعوني أختتم مقالتي بتذكيركم أن الأصل في منظومتنا التعليمية، أن تكون مؤسساتها وأولياء الأمور يداً واحدة في التصدي للجائحة، لتحقيق غاية التعليم الحضوري وحسر انتشارها، دون أن ننسى أن العودة إلى نظام الدوام الحضوري، كانت مشروطة بتطبيق ما تنص عليه البروتوكولات الصحية، ولذلك فلنكن يداً واحدة في الوقوف أمام هذا الفيروس، ولنكن على قدر المسؤولية المناطة بنا جميعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"