عادي

العدسات اللاصقة تُعالج العيوب الانكسارية بشروط

22:15 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق- راندا جرجس
يُقدر عدد مستخدمي العدسات اللاصقة في العالم حوالي 125 مليون شخص، بهدف تحقيق مجال أفضل للرؤية الواضحة ومتابعة الحركة من جميع الجوانب بدون تشويش، وخاصة في حالات الأخطاء البصرية الانكسارية والدرجات العالية من قصر أو طول النظر والاستجماتزم، وللعدسات مزايا متعددة أخرى، ولكنها تحتاج للاهتمام والنظافة الدقيقة والمستمرة، حتى لا تتسبب في مضاعفات تتراوح شدتها من بسيطة إلى مزمنة وفقدان النظر في بعض الحالات، كما أكدت الدراسات أن استخدام العدسات على المدى الطويل لما يزيد على 5 سنوات يُظهر تقليل سماكة القرنية بأكملها وزيادة انحنائها وعدم انتظام السطح، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون في طب العيون عن هذا الموضوع تفصيلاً.

يقول الدكتور محمد عماد عليلو أخصائي طب وجراحة العيون إن العدسات اللاصقة تم ابتكارها لتكون وسيلة بصرية مساعدة وتُغني عن النظارات الطبية عند الأشخاص الذين يجدون حرجاً في ارتدائها، إلا أنها سرعان ما تطورت وصار لها استخدامات أخرى كالعدسات الملونة التجميلية، أو الابتكارات الطبية الحديثة التي تستخدم في متابعة سكر الدم وغيره، ويمكن أيضاً الدمج بين العدسات الطبية والتجميلية لتصليح البصر عند نفس الشخص.

مضاعفات متعددة

يذكر د.محمد عماد أن العدسات اللاصقة هي بمثابة جهاز طبي دقيق يجب استعماله بحذر وعن معرفة كافية، وإلا فإنه يؤدي إلى مضاعفات متعددة، يبدو بعضها بسيطاً، ولكن البعض الآخر يكون خطيراً وينجم عنه فقدان البصر جزئياً أو كلياً، كالآتي:-

* التخريش المزمن الذي يظهر على شكل حكة، احمرار، تحسس وحرقة، وإزعاج يمكن أن يمنع الشخص من ممارسة الأنشطة اليومية براحة وسهوله.

* جفاف الدمع المزمن الذي ينجم عن الاستعمال المتكرر للعدسات على مدى شهور وسنوات، عندما تتأذى الخلايا الدقيقة الموجودة على سطح العين والتي تساهم في إفراز الدمع.

* التهابات الملتحمة بأنواعها المختلفة سواء التحسسية أو الجرثومية إلا أن أكثرها إزعاجاً هو التهاب الملتحمة الحليمي، حيث يؤدي الاحتكاك المزمن بين بطانة الأجفان وحافة العدسة إلى تطور حليمات في سطح الجفن الداخلي، ولا سيما الجفن العلوي، ويتسبب في الشعور بألم ويصاحبه تورم الأجفان واحمرار مزمن في العين.

مخاطر متنوعة

يلفت د.محمد عماد إلى أن الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة ومزمنة، ومنها:-

* ارتخاء الأجفان أو ما يطلق عليه (الإطراق)، حيث تتميز العدسة اللاصقة بأنها تتحرك مع حركة العين طوال الوقت، وأثناء ذلك يمكن أن تتسبب الحافة العلوية للعدسة برض ميكانيكي للألياف الدقيقة للعضلة الرافعة للجفن، لا سيما التي ترتكز على الحافة العلوية للجفن ما يسبب ضعفاً في عمل العضلة الرافعة، ومع الوقت يحدث ارتخاء مبكر للجفن العلوي، ما يؤدي إلى صغر الفرجة الجفنية وأحياناً عدم التناظر بين العينين كمشكلة جمالية ووظيفية.

* تقرحات القرنية من الاختلاطات المهمة التي تكون بسيطة في بعض الحالات ويسهل علاجها، ولكنها تتطور عند فئة من المرضى، وخاصة إذا أصيبت التقرحات بغزو جرثومي قوي، ما يؤدي إلى قرحات قرنية شديدة الفوعة وتتطور سريعاً، وربما يصعب السيطرة عليها لتنتهي باختلاطات شديدة مثل كثافات القرنية الدائمة أو انثقاب العين، ما يتطلب إجراء جراحة زرع القرنية لاستعادة البصر.

تدابير وقائية

يلفت د.محمد عماد إلى أن هناك بعض الأساليب المثلى للعناية بالعدسات اللاصقة التي يجب أن يلتزم بها الشخص عند الاستخدام، وهي كالآتي:-

* غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل التعامل مع العدسات اللاصقة منعاً لوصول الجراثيم إليها.

* استعمال المحاليل الخاصة بالعدسات اللاصقة أثناء عملية الغسل والتنظيف اليومي وليس الماء العادي أو أي سائل آخر.

* ينصح بإزالة البروتينات الملتصقة بسطح العدسة بأساليب خاصة يتم شرحها من قبل طبيب العيون أو أخصائي البصريات لمن يستخدمون العدسات طويلة الأجل، وتتضمن استعمال حبوب خاصة لإزاله البروتين بطريقة معينة أو أجهزة خاصة تعتمد على الأمواج فوق الصوتية.

* تبديل المحافظ البلاستيكية الحافظة للعدسات بشكل دوري حتى لا تصبح مصدراً لوصول الجراثيم إلى العدسات.

* من المفيد استخدام العدسات ذات الاستعمال مرة واحدة لتقليل احتمال الإصابة بالتهابات العين المختلفة.

* يتطلب إزالة فورية للعدسة مع الاحتفاظ بها ومراجعة الطبيب المختص عند ظهور احمرار شديد أو ألم أو تشويش للرؤية في العين، لتلقي العلاج المناسب في أسرع وقت، ومنعاً لتطور الاختلاطات.

أنواع واستخدامات

ومن جهتها توضح الدكتورة ريام راشد أخصائية طب وجراحة العيون أن العدسات اللاصقة والنظارات تستخدم لتصحيح الأخطاء الانكسارية الشائعة التي تؤثر في العين مثل قصر أو طول النظر والاستجماتزم الذي يتطلب العدسات اللاصقة الحيدية وقصر النظر الشيخوخي الذي يُعالج بعدسات لاصقة متعددة البؤر، وهناك أنواع أخرى طبية مثل: العدسات اللاصقة اللينة، العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغازات، العدسات اللاصقة للفترات الطويلة.

فئة عمرية

تبين د.ريام أن العدسات اللاصقة يمكن استخدامها لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الأخطاء الانكسارية البصرية الشائعة، بداية من أي عمر بشرط أن يلتزم بتدابير الاهتمام بنظافة العدسات، كما يجب أن يكون لديه القدرة على ارتدائها وإزالتها بنفسه، ولذلك فإنها تعد من الإجراءات غير الملائمة للأطفال وخاصة أولئك الذين هم في سن ما قبل المدرسة، ويمكن استعمال النظارات الطبية حتى يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه، ولا ينصح بها أيضاً لمرضى المشكلات الذهنية والتخلف العقلي.

تلف العدسة

توضح الدكتورة أرشانا سود أخصائية طب وجراحة العيون أن تلف العدسات اللاصقة يجعلها غير قابلة للاستخدام، وتتسبب في حدوث العديد من المشكلات المرضية في العين، وعادة ما يكون التلف ناجماً عن الاستعمال الخشن وخاصة أثناء الإدخال والإخراج، والتخزين بشكل جاف بدون محلول، وعدم تنظيف الرواسب التي تتراكم بمرور الوقت، أو وضع الستيرويد المضاد الحيوي والقطرات الدوائية فوقها بعد ارتدائها وأثناء وجودها في العين، ويُسمح فقط بقطرات العين المزلقة، ويفضل بدون مواد حافظة مع العدسة اللاصقة.

مزايا وعيوب

تشير د.أرشانا أن العدسات اللاصقة تتسم بالعديد من المميزات التي تفيد مرضى العيوب البصرية الانكسارية، كالرؤية الواضحة والمركزة، ولا يوجد تشوه طرفي كما يحدث مع النظارات الطبية العادية، كما يتم تحييد الحد الأدنى من الاستجماتزم بحيث تكون الرؤية واضحة حتى بدون تصحيح اللابؤرية، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يعاني بعض المرضى من بعض المشكلات التي تؤثر سلباً في جودة النظر، وربما يعاني البعض من الرؤية غير الواضحة بشكل عابر، وعادة ما تكون بسبب سقي العيون وتتضح في حوالي 60 ثانية، أما في حال استمرار التشويش البصري، فإن قوة العدسة غير صحيحة لأن هناك مشكلة في العين ويجب استشارة الطبيب المختص.
دواعي التبديل

تختلف فترة استخدام العدسات اللاصقة من نوع لآخر، فهناك نوع يُستعمل مرة واحدة فقط، أو يعاد وضعها لمرات عديدة خلال شهر، أو لسنة أو أكثر كأنواع عدسات القرنية المخروطية الصلبة، وينصح الخبراء بتوقف الاستعمال على الفور وتبديلها عند حدوث تلف أو ترسب على العدسات أو احمرار أو آلام أو تشوش الرؤية، وضرورة الالتزام بالمدة المحددة، حيث إن العدسات تتعرض للتفكك وتحلل المواد المصنوعة منها، بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بالتهابات العين أو تفاقم الحالة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"