خمسون من عز وفخار

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

إن الاحتفاء بمناسبة الذكرى الخمسين لتولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في الإمارة، ليس مجرد احتفاء وتهنئة من مواطن تغير مسار حياته من مسحة كريمة على رأسه وهو طفل في التاسعة من يد هذا الرجل، فتحول من طفل إلى حلم لا يتوقف عن اتباع نور الإبداع الذي يشيعه سلطان القلوب.. إنه احتفاء بالحياة التي صنعها هذا المتفرد بعقله ورؤاه ونبله وحبه الغامر وقلبه العامر الذي اتسع لكل البشرية، فلم نعرف يوماً خصومة لقلبه وشخصه؛ بل عشنا في كنفه خمسين عاماً من نثر حبِ الحب وحصاد ريحان السلام. فهل نتحدث عنك؟، هل نخاطب الكون عنك، أم أخاطبك أنت مباشرة. ولعمري إنني أشعر بأنه لا بد أن أقول هذا الكلام بين يديك؛ يديك اللتين لا زالتا تمسدان على رؤوس أطفالنا، وتمسحان تعب المتعبين وتطمئنان أفئدة تعاني، وتعيد للإنسان بهجة العيش وجدوى الحياة.
خمسونك يا سيدي خمسون عز وفخار.
خمسون عاماً أكرمنا الله بها في ظلك، خمسون عاماً وأنت تربي فينا الحق والجمال، خمسون عاماً وأنت تبني الأفضل للأجيال، خمسون عاماً وأن تثبّت في الأرض رواسي الخير ورايات المعرفة، وأبواب الطموح، وتشرع نوافذ الفكر وتنظر للصغير فتراه بعين الأب مستقبلاً لا بد أن يكون مثمراً، وتنظر للكبير فتكرم أيامه بخير الجزاء على ما قدمه.
خمسون عاماً وأنت تمنحنا من قلبك وروحك واسمك «صارياً» نواجه به الرياح عندما تضرب سفن الإنسانية، ومرساة تمنحنا الثبات، وبوصلة تشير لشاطئ النجاة، ففي شارقة سلطان كل الناس سواء في الطمأنينة والأمان.
وأما المسرح يا سيدي، ذلك الذي كبرتما معاً ما فارقك ولا فارقته على مدار السنين، وأنت الذي وقفت على أرفع منابره، وقلت: «نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة». فلقد أنرت خشباته وأعليت جنباته، وأكرمت محبيه وعامليه، وأعليت صوته، ورفعت شأنه، وزرعت في كل أرض عربية مواسم تمنح الناس طيب الفنون، وما ينفع البنون، فها هو المسرح المدرسي يسير باسمك، فبك يحمل التلميذ في حقيبته كتاب المسرح في إمارات تريدها مهوى لأفئدة البشر، وها هي المسابقات في البحث والتأليف يعمرها فكرك، وها هم المسرحيون يلوّحون بأفئدتهم يحيون ما نثره كفك، فهناك ملتقى وتدريب وهناك مهرجان، وهنا في شارقتك بيت المسرحيين جميعاً، الهيئة العربية للمسرح. فالمسرح معك صار له سلطان وقلم وبيان، صار مدرسة للأخلاق والحرية.
فمن مثلنا على وجه البسيطة لأنك فينا، ولأننا مريدوك وأبناؤك. سلطان الذي ما وهن حين حارت العقول واضطربت الأفئدة. سلطان! ويكفينا أننا عشناك، فعهدك لا يعد بالسنين.. إنه في كل لحظة حياة وعهد.
ندعو بكل جوارحنا العلي القدير أن يحميك، وأن يمتّعك بالصحة والعمر السعيد المديد، وأن يقدّرنا على أن نكون بررة بكل ما منحتنا، وأن تظل منارتنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب