المسرح نافذة الآخر علينا

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

بفرح غامر تلقيت نبأ إصدار الترجمة الفرنسية لأحد عشر نصاً من نصوص مسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ إذ تأتي هذه الترجمات لتسهم في سد ثغرة التواصل مع الآخر، فالنص العربي المسرحي بحاجة لأن يترجم لعديد من اللغات؛ ليكون نافذة يطل منها الآخر على ثقافتنا، وهذه النوافذ حين تشرع فإن مساحات من الجهل والمجهول تُمحى ويحل محلها مساحات مشتركة للحوار والمعرفة، مما يُسهم في تقريب الشعوب وحضاراتها، كما يُسهم في توازن العلاقات بينها.
أحد عشر كوكباً مسرحياً صدرت بالإسبانية والآن تصدر بالفرنسية، لتشعّ على قراء اللغة الإسبانية واللغة الفرنسية في العالم؛ حيث يبلغ عدد الناطقين باللغة الإسبانية مثلاً أكثر من أربعمئة مليون شخص، وهي ثالثة اللغات انتشاراً في العالم، مما يمنح هذه الترجمة أهمية مضافة إلى أهمية أساسية تكمن في التاريخ المشترك الذي يجمع العرب والمسلمين والإسبان؛ حيث حكم العرب المسلمون إسبانيا من القرن السابع إلى القرن الرابع عشر، وحالياً يشكل المسلمون الإسبان الذين يبلغ عددهم حوالي المليونين 5% من السكان في إسبانيا وحدها، بينما تعدّ اللغة الفرنسية اللغة الثانية في العالم، تتحدث بها شعوب إفريقية وعربية ولاتينية أمريكية، وهي لغة العلوم والآداب والفنون، لغة المسرح الأميز عالمياً.. مما يفسح المجال للمسرح العربي ليجد تقديره المفقود أوروبياً، وهكذا ستسهم هذه النصوص في تقوية التفاهم والتسامح بين الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الناطقة بالفرنسية؛ إذ تتميز مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة بتوثيقها للحدث التاريخي الذي يعتبره سموه كمؤلف حجر الزاوية وهدف الإبلاغ والإنصاف، فمن عودة هولاكو إلى شمشون الجبار وطورغوت والحجر الأسود وداعش والغبراء وكتاب الله والواقع صورة طبق الأصل والإسكندر الأكبر والنمرود، إلى القضية التي يتناول فيها أوضاع الدولة الإسلامية في الأندلس وغروب شمسها، كلها أعمال يمكن أن تُسهم في معرفة جديدة لقراء الفرنسية عن عديد الجوانب من مكوننا الحضاري، بل إنني أعتبر الترجمة الفرنسية لنصوص سموه رسائل حضارية في خدمة الإنسانية، وذات أهمية في وقتنا الحاضر.
إن هذا الإصدار الجديد يضاف إلى رصيد المشروع التنويري الذي يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الإمارات والوطن العربي والعالم، فلقد حقق خلال العقود الأربعة الماضية ترسيخ السياسة الثقافية بصفتها أساساً لبناء إنسان متفاعل ، كما رسخ قيم الجمال كحاضنة لجوانب عديدة من الحياة، تلك الحياة التي يقدم من أجلها الرؤى الاجتماعية  التي تكفل كرامة الجميع، رؤى تضمن أعلى نسب من مساهمة الفرد في بناء الغد الأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب