عادي

ال «راب».. لون موسيقي يثير الجدل في مصر

00:18 صباحا
قراءة 4 دقائق

القاهرة: محمد فتحي

بعد هوجة مطربي المهرجانات، انتشرت في الفترة الأخيرة موضة جديدة، لمن يطلقون على أنفسهم «مطربي الراب»، لتشتد المنافسة بين الموضتين، ليس في مصر فقط، لكن أيضاً في المغرب والجزائر، ما جعل البعض يؤكد أن الراب في طريقه لسحب البساط من أغاني المهرجانات، وخصوصاً مع إثارة الجدل الذي حدث من بعضهم، ولكنهم استطاعوا استقطاب جمهور كبير لحضور حفلاتهم، وتقاسموا الصدارة على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب أن أغانيهم تتعدى مشاهداتها على اليوتيوب بالملايين.

«بيكاسو المراهقين»

من مطربي الراب الذين انتشروا في الفترة الأخيرة مروان بابلو، والذي يطلقون عليه لقب «بيكاسو المراهقين»، حيث استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يكوّن قاعدة كبيرة بين جمهور المراهقين والشباب بأغانيه، وبالرغم من أن بدايته كانت في 2014 إلا أنه خلال العامين الماضيين حقق انتشاراً كبيراً، ويؤكد دائماً أنه يكتب كلمات سهلة لجذب شريحة جديدة من الشباب إلى الراب، وأشهر أغانيه «غابة»، وهناك أبيوسف، الذي كان يعمل في الإعلانات، وعازف «درامز»، ومروان موسى، وهو أول مطرب يطلق ألبوماً غنائياً، ومن أشهر أغانيه «شيراتون» والتي حققت أكثر من 13 مليون مشاهدة، وهناك أيضاً أحمد ناصر ولقبه الجوكر، والذي لديه عشرات أغاني الراب، ويقدم بعض الأغاني التي تهتم بالمشاكل الاجتماعية، ومنها أغنية «آية» والتي تتناول قضية أطفال الشوارع.

أمّا ويجز فبدأ مشواره مع الراب في 2017، وطرح الكثير من الأغاني، ومنها أغنية «دورك جاي» والتي حققت أكثر من 76 مليون مشاهدة، وهناك أيضاً أحمد شاهين، ولقبه شاهين العبقري، والذي لاقت أغانيه نسب مشاهدة عالية، ومن أشهرها «جامد هيك» و«إكسلانس».

الراب له أصوله

يقول الملحن المصري حلمي بكر: هؤلاء ليس لهم أي علاقة بموسيقى الراب، فالراب له أصوله، وهو عبارة عن فن الإلقاء ومناقشة قضية معينة من خلال الارتجال، ولكن ما يقدمه هؤلاء لا يمت بصلة للراب، فليس كل ما يغنى بهذه الطريقة نقول عنه إنه راب، وما نسمعه من البعض حالياً ما هو إلا جهل نابع من عشوائيين، وهؤلاء جزء من حالة التردي التي نعيشها في الفن، سواء من يطلقون على أنفسهم مطربي الراب أو المهرجانات، وليس لهم علاقة بالغناء ولا يمتلكون أصواتاً جيدة، ويتسببون في إفساد الذوق العام، ومنهم من قام بتحريف ابتهال ديني، دون مراعاة لأي شيء، ومن يدفع الثمن هم شبابنا وأطفالنا الذين يشاهدون تلك النماذج السيئة على الساحة الفنية، والواقع يؤكد أن الفن ينحدر بسبب هؤلاء الأشخاص الدخلاء على المهنة، الذين لا يمتلكون أي مقومات للغناء تؤهلهم للوقوف على خشبة المسرح وتقديم أغان للجمهور.

ويقول محمد أبو اليزيد، وكيل نقابة المهن الموسيقية: كل مطربي الراب في مصر منتسبون لنقابة المهن الموسيقية، وليسوا أعضاء عاملين وتتراوح تصاريحهم ما بين تصريح الحفلة الواحدة والتصريح السنوي، ونتعامل معهم مثل التعامل مع مطربي المهرجان، والذين أعطتهم النقابة تصاريح ثانوية، حتى يكونوا تحت أعين النقابة، حيث يتم السماح لمطربي الراب بدخول لجنة استماع، لمراقبتهم، ووضع القوانين لأغانيهم وعلى حفلاتهم، وبعضهم وفقوا أوضاعهم بعد أن صدر قرار بمنع التعامل معهم.

الجمهور يريد التجديد

أحمد ماندو- أحد مطربي الراب، يقول: الراب منتشر في العالم، والمسألة في النهاية أذواق، ولكن الجمهور يريد التجديد دائماً، ولذلك ينجذب إلى ألوان غنائية جديدة، والراب منتشر في مصر منذ فترة، وظهر الاهتمام به من قبل بعض الشباب، وسواء الراب أو أغاني المهرجانات فهو محتوى غنائي لا أستطيع أن أقول إنه يتصدر المشهد الغنائي، ولكنه له حضوره، وأهم شيء هو المحتوى الذي يقدم من خلال تلك الأغاني سواء راب أو مهرجانات، وقد انجذبت للراب لأنه جديد على الأجيال الحالية، بجانب أن مطربي المهرجانات عددهم كبير الآن، كما أن الراب به مساحة إبداع أكثر، حيث إننا نقوم بكتابة الأغاني بأنفسنا، بجانب أن الارتجال ليس سهلاً، وسوف أحاول توفيق أوضاعي في نقابة المهن الموسيقية في الفترة القادمة.

أما الناقد الموسيقي محمد شميس فيقول: أغاني الراب تعبر عن الإيقاع والشعر، فلا وجود للمفهوم المتعارف عليه للحن في هذا الشكل من الغناء، أي أن كل كلام له قافية ويتم ترديده بأوزان منتظمة على أي شكل من أشكال الإيقاع الموسيقي دون الحاجة إلى المفهوم التقليدي للحن فهو يصنف «راب»، وهذا هو الحال في أغلب أغاني المهرجانات، ولذلك فكل التعليقات الخارجة من الأوساط الفنية والإعلامية بأن أصحاب أغاني المهرجانات أصواتهم غير جيدة ولا بد من تدريبهم واختبار قدراتهم الصوتية في الغناء بالمقامات الموسيقية لاعتمادهم في نقابة الموسيقيين كمطربين غير موفقة، لأن هذه النوعية من الأغاني لا تحتاج إلى كل ذلك، وبالتالي فلا داعي إلى استدعاء أشكال الغناء الكلاسيكي، ومن يستمع إلى موسيقى الراب في العالم كله سيجد أن لها سمات أساسية وواضحة لا تتغير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"