الابتكار ركيزة التعليم

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتبر الابتكار أحد محاور تطوير القطاع التعليمي، إن لم يكن مرتكزها الرئيسي، كما أنه أحد أبرز أسباب نجاحها، كونها لا تقتصر على الطلبة، بل تشمل كافة أطراف المنظومة التربوية، من طلبة، ومدرسين، وإداريين، وأولياء أمور، وشركاء معنيين في القطاع التعليمي، ما يعني أن تكريسها كمنهج حياتي وثقافة يومية يعتبر ضرورة ملحة.
ولو تتبعنا نتائج السنوات الأخيرة فقط، سنجد تحولاً هائلاً في أنماط التفكير حيث باتت ثقافة الابتكار لغة رسمية أخرى من لغات التعليم، فشهدنا على مدى تلك السنوات مشاريع ابتكارية أبدعتها عقول الطلبة وشغفهم المدفوع برغبة إحداث التغيير الإيجابي والاستعداد للمستقبل، والفضل في ذلك يعود إلى البيئة المدرسية، التي تستمد شغفها من المناخ الابتكاري العام الذي يسود الدولة.
وبما أننا ندرك مدى اهتمام القيادة الرشيدة ودعمها لواقع الابتكار، فإن المسؤولية الآن تقع على كواهلنا كأطراف رئيسية في الحقل التعليمي، بالإضافة إلى أولياء الأمور المعنيين بدرجة كبيرة بالقيام بمسؤولياتهم وتشجيع أبنائهم والعمل على خلق بيئة أسرية تنافسية أسوة بالبيئة المدرسية، لتعزيز ثقافة الابتكار لدى أبنائهم.
وفي ما يتعلق بالمؤسسات التعليمية فلا شك أنها تسير في المسار الصحيح، لمعرفتها بمدى التطور والازدهار والفرق الذي يحدثه ابتكار طلبتها لمشاريع نوعية وريادية، تسهم في منفعة المجتمع، وتخدم قضاياه المتعددة وقطاعاته المختلفة، سواء على الصعيد البيئي، أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو غيره ذلك.
نحن في إمارة الشارقة، محظوظون بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدفة الابتكار، ودعمه المتواصل، وتوفير مختلف الأدوات والإمكانات اللازمة لدفع العملية الابتكارية قدماً، باعتبارها الجسر الأمثل نحو مستقبل مستدام.
وكنتيجة لهذا الدعم فقد وجدنا في الدولة عموماً وفي إمارة الشارقة خصوصاً، بيئة محفزة للابتكار، ونواتج مذهلة لطلبة يمتلكون مهارات فريدة، اكتسبوها عبر الدعم وعبر ترسيخ لغة الابتكار، وما علينا في المؤسسات التعليمية إلا مواصلة هذه المسيرة، والعمل على تطويرها مستخدمين الابتكار في تطوير ثقافته.
ويعتمد هذا التوجه بالضرورة على تنويع أساليب التعليم، وإثراء المناهج بمساقات حول الابتكار، للمضي قدماً مع رؤى وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، التي تريد للإنسان في دولة الإمارات أن يكون مبدعاً وفاعلاً في مجال عمله، وقادراً على إثراء مجتمعه وبناء نهضته ومستقبله.
وفي المحصلة فإن ما بذلته وتبذله دولة الإمارات يعتبر فرصة للجميع، لا سيما مجتمع الطلبة، ليكونوا مشاركين ومؤثرين في العديد من المبادرات والبرامج التي أطلقتها الدولة، ويكتسبوا مزيداً من المعارف التي تسهم في صقل مهاراتهم، وتعزيز قدراتهم، وتكريس مفهوم الابتكار لغة يومية في مختلف تفاصيل حياتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"