انتبه قبل البداية من جديد

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتقد البعض أن النجاح في عمل ما يتطلب أن تكون متقناً لهذا العمل، والحقيقة أن الإتقان غير كافٍ. لقد أدركت هذا الجانب من خلال معرفتي بإحدى الصديقات التي كانت تتمتع بمهارة وإتقان في مهام عملها، ومع هذا لم تكن تستمر في أي وظيفة طويلاً، لتتركها نحو أخرى، وهذا السلوك كان يحد تماماً من تفوقها ومن إبداعها ومن النجاح؛ لأنها في كل مرة تغير طبيعة العمل ومقره، تتغير مع ذلك الآليات والشروط والبيئة الوظيفية وتبدأ من جديد، في محاولة الفهم والاندماج، وهذه تتطلب وقتاً لاستيعابها، لذا لم تتقدم في عملها.
من هنا يتضح أن المهارة في العمل أمر مهم، وأيضاً عامل رئيسي للنجاح، لكنها تبقى عاملاً من ضمن عوامل عديدة نحتاج إليها للنجاح والتفوق. من ضمن تلك العوامل الأخرى المهمة الاستقرار الوظيفي وبناء العلاقات وجودتها في بيئة العمل، وقوة التواصل مع صاحب القرار؛ لذا يصح القول بأن المهارة لا تكفي دون تواصل قوي في بيئة العمل يبدأ مع فريق عملك، ويتوسع لصانع القرار.
ومع هذا فإنه من الطبيعي أن يكون الموظف المجتهد الذي يملك مهارات إبداعية وابتكارية، محل إشادة وأن يعتبر عملة نادرة، يمكن أن يحدث تنافس عليه، ومن هنا يجد عروضاً أخرى، لكن على هذا النوع من الموظفين التنبه إلى أن بيئة العمل الجديدة لها تحديات جديدة، وأنظمة وطبيعة مختلفة عما ألفه وتعود عليه، وكمْ سمعنا عن موظف كان في مقر عمله شعلة من النشاط والإبداع، وكان محل تقدير وإشادة، ثم قرر الانتقال إلى بيئة عمل جديدة، فكأن ضوءه خفت، ووهجه اختفى، ونشاطه وحيويته توقفا.
أن تكون مستنداً على المهارة والذكاء والاستعداد أمر جيد، بل هذه من ضمن العوامل المهمة لتحقق النجاح والتفوق، ولكن هناك عوامل أخرى يجب ألا نغفلها مثل الاستقرار الوظيفي، مثل معرفتك بفريق عملك وجديته في تنفيذ توجيهاتك وحماسهم معك، مثل مديريك وثقتهم بك، هذه الثقة التي استهلكت الكثير من الوقت للحصول عليها، هذه جميعها بعض من عوامل وأسباب يجب التفكير فيها قبل تغيير بيئة عملك، قبل أن تقرر المجازفة والبداية من جديد.

[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"