تحقيق: نجاة الفارس
برامج الدراسات العليا «ماجستير ودكتوراه» تستهدف تلبية الطلب المتنامي على خيارات التعليم العالي المتطور، وعلى طرح برامج رفيعة المستوى في التخصصات الأكاديمية الحيوية في مجالات عدة يحتاج إليها سوق العمل بشدة، وفي الوقت الذي يؤكد عدد من مسؤولي الجامعات في أبوظبي ل «الخليج»، أن الطلب سيزداد على خريجين يتمتعون بمستوى عالٍ من الكفاءة في مجالات الذكاء الاصطناعي، خاصة الرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية، بشكل كبير في السنوات القادمة، تشير البيانات إلى أن الطلب العالمي على تعلم الآلة، من حيث القيمة السوقية، سيصل إلى 23.46 مليار دولار بحلول عام 2023 عالمياً، ومن المتوقع أيضاً أن تصل القيمة السوقية للحوسبة السحابية إلى 25.32 مليار دولار بحلول عام 2023، وبالنسبة إلى معالجة اللغات الطبيعية، فمن المتوقع وصول قيمتها السوقية إلى 30.36 مليار دولار بحلول عام 2023.
أكد مسؤولو الجامعات أن برامج الدراسات العليا تقدم مزيجاً فريداً من المناهج الدراسية المتخصصة في متطلبات سوق العمل، مع تركيز على تطوير المهارات العملية والابتكارية للطلبة، موضحين أن تطوير المستوى العلمي والمعرفي لدى الطلبة وتحسين جودة مخرجات التعليم العالي تتم على أسس علمية مدروسة، كما أن البرامج المطروحة صُمِّمَتْ خصيصاً لتُحاكي الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
ما هي برامج الدكتوراه والماجستير المتاحة لدى الجامعات في أبوظبي؟ وإلى أي مدى تلبي احتياجات سوق العمل؟ وما البرامج المقترحة للمستقبل ؟ التحقيق التالي يجيب عن هذه الأسئلة.
الذكاء الاصطناعي:
يقول البروفيسور فخري كراي، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي: تقدم الجامعة حالياً برامج الماجستير والدكتوراه في الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية، موضحاً أن الطلب سيزداد على خريجين يتمتعون بمستوى عالٍ من الكفاءة في هذه المجالات بشكل كبير في السنوات القادمة، وتشير البيانات إلى أن الطلب العالمي على تعلم الآلة من حيث القيمة السوقية سيصل إلى 23.46 مليار دولار بحلول عام 2023 عالمياً، ومن المتوقع أيضاً أن تصل القيمة السوقية للحوسبة السحابية إلى 25.32 مليار دولار بحلول عام 2023، وبالنسبة إلى معالجة اللغات الطبيعية، فمن المتوقع وصول قيمتها السوقية إلى 30.36 مليار دولار بحلول عام 2023، وقد تم تأسيس الجامعة، بشكل أساسي، لتلبية الحاجة إلى متخصصين موهوبين في هذه المجالات.
أما بالنسبة للأساسيات التي تستند إليها برامج الدكتوراه في الجامعة، يشير إلى أن تصميم هذه البرامج في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تم استناداً إلى توقعات السوق العالمية في مجالات تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية، فمن خلال هذه البرامج، نسعى بشكل أساسي إلى الارتقاء بمستوى الأبحاث الأساسية والتطبيقية في هذه المجالات، لا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لبرامج الماجستير التي تقدمها الجامعة، يضيف نتبع نهجاً مشابهاً لبرامج الدكتوراه لكننا نركز أيضاً على تطوير كادر من خبراء الذكاء الاصطناعي المتمرسين الذين سيساهمون بدور ملحوظ في دفع عجلة التطوير في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي.
وحول برامج الدكتوراه المقترحة القادمة، يقول كراي، تأخذ جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على عاتقها التزاماً راسخاً بتقديم أفضل منصة معرفية لطلابنا وتطوير سلسلة من البرامج المتقدمة، ومن هذا المنطلق، نستكشف حالياً إمكانية إضافة مجموعة من برامج الماجستير والدكتوراه التي تهدف إلى ضمان استمرارنا في دعم الطموحات الوطنية لتدريب وتهيئة خبراء ذوي المهارات العالية في مجموعة من التخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل علم الحاسوب وهندسة البيانات والروبوتات والأنظمة المستقلة والتفاعل بين الإنسان والآلة.
تخصصات حيويّة:
وتقول البروفيسورة شيرين فاروق، مساعد نائب المدير للبرامج الأكاديمية في جامعة أبوظبي، تطرح الجامعة برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال، الذي يضم حالياً قرابة 200 طالب وطالبة يشغلون مناصب عليا في مختلف المجالات، تشمل قطاع النفط والغاز، والصحة، والتعليم، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الحكومية، ويعد برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال من أبرز البرامج في الجامعة لحصوله على الاعتماد الأكاديمي المزدوج المرموق من كل من اتحاد كليات إدارة الأعمال الجامعية المتقدمة، حيث يحظى بهذا الاعتماد المزدوج عدد محدود من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم، كما تطرح جامعة أبوظبي مجموعة متنوعة من برامج الدراسات العليا في كلية الهندسة وكلية إدارة الأعمال وكلية الآداب والعلوم وهي: دبلوم الدراسات العليا المهني في التدريس باللغة الإنجليزية، وماجستير التربية في القيادة التربوية، وماجستير العلوم في التربية الخاصة، ثم ماجستير في إدارة الأعمال مع التركيز على، إدارة الطيران، الإدارة الاستراتيجية، التمويل، الموارد البشرية، السياحة وإدارة الفعاليات، إدارة المشاريع، التأمين وإدارة المخاطر، التميز المؤسسي وإدارة الجودة، ثم ماجستير في القيادة الاستراتيجية، أما بالنسبة لبرامج الماجستير في كلية الهندسة فالجامعة لديها ماجستير في الإدارة الهندسية، وماجستير في إدارة المشاريع، وفي تكنولوجيا المعلومات، وفي العلوم في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب، وفي الهندسة الميكانيكية، وماجستير العلوم في الهندسة المدنية.
احتياج سوق العمل:
وتضيف: يهدف برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال للمساهمة في تلبية احتياج سوق العمل في الإمارات المتنامي للقيادات والكوادر العليا في كافة مجالات العمل التي تتمتع بمهارات البحث والتحليل، وتستهدف برامج الدراسات العليا تلبية الطلب المتنامي على خيارات التعليم العالي المتطور وطرح برامج الدراسات العليا رفيعة المستوى في التخصصات الأكاديمية الحيوية.
وتوضح، أن طرح البرامج الجديدة يأتي استجابةً لدراسات مكثّفة تجريها الجامعة لتحديد أبرز المتطلبات والتوجّهات الحالية والمستقبلية للتعليم العالي وقطاعات سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية، وتقوم جامعة أبوظبي باستحداث تخصصات جديدة بصورة مستمرة لمواكبة المستجدات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي؛ لذا فمن المتوقع افتتاح تخصصات جديدة، حيث إن الجامعة تدرس احتياجات السوق بصورة مستمرة وتعمل خطة مدروسة لاستحداث واعتماد البرامج الجديدة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة بلجنة الاعتماد الأكاديمي.
وبالنسبة لبرامج الماجستير المقبلة في جامعة أبوظبي تقول شيرين فاروق: تشمل ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية، والعلوم في أمن الفضاء الإلكتروني، والعلوم في الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، أيضاً سيتم طرح ماجستير العلوم في التكنولوجيا المالية، والعلوم في التحول الرقمي، والآداب في العلاقات الدولية، والآداب في الإعلام الجديد، والعلوم في الإنتاج الرقمي والتكنولوجيا، والعلوم في الصحة العامة، والعلوم في التغذية للصحة العامة.
تطوير المهارات:
وتقول البروفيسورة جايل بيشريت دوثلير، عميد كلية الدراسات العليا بالإنابة في جامعة زايد بأبوظبي: تم تصميم برامج الخريجين لتلبية الاحتياجات المستقبلية لدولة الإمارات كما تقدم برامج الدراسات العليا مزيجاً فريداً من المناهج الدراسية المتخصصة بمتطلبات سوق العمل مع تركيز على تطوير المهارات العملية والابتكارية للطلبة.
وتضيف: إن جامعة زايد لديها 7 برامج ماجستير وهي: الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال، وماجستير العلوم في التمويل، وماجستير الآداب في الاتصال، وماجستير في الدبلوماسية والشؤون الدولية، وماجستير الدراسات القانونية والقضائية، ثم ماجستير العلوم في إدارة نظم المعلومات، وماجستير العلوم في تقنية المعلومات والأمن السيبراني، مؤكدة أن الجامعة ستطرح قريباً عدداً آخر من برامج الدراسات العليا التي تلبي احتياجات سوق العمل ولكنها قيد الاعتماد.
أسس علمية:
ويقول البروفيسور غالب الرفاعي، رئيس جامعة العين، تطرح جامعة العين 8 برامج ماجستير تشمل العلوم في الصيدلة السريرية والعلوم الصيدلانية، والقانون العام والقانون الخاص والعلوم الجنائية، ومناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها ومناهج التربية الإسلامية وطرائق تدريسها، وإدارة الأعمال.
ويضيف: إن تطوير المستوى العلمي والمعرفي لدى الطلبة وتحسين جودة مخرجات التعليم العالي يتم على أسس علمية مدروسة، حيث تحرص الجامعة على تقديم برامج أكاديمية مميزة وفريدة في مختلف المجالات لمواكبة احتياجات سوق العمل، وذلك من خلال البحث والاستقصاء عن التخصصات التي يرغب فيها الطلبة وقياس مدى مواءمتها مع سوق العمل وخاصة في ظل المتغيرات السريعة التي نشهدها حالياً، ما يسهم في تأهيل الخريجين بالمهارات اللازمة ليصبحوا رواداً للتغيير في مختلف المجالات.
ويوضح: إن استحداث البرامج يتم عبر عملية متكاملة لضمان طرحها واعتمادها بعد استيفائها لجميع المتطلبات والتأكد من أهميتها، حيث تحرص هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم على أن تكون البرامج المقترحة تمثل حاجة في سوق العمل وتتماشى مع التوجهات الوطنية لدعم القطاعات الحيوية المهمة.
وبالنسبة لبرامج الماجستير المقترحة القادمة يقول الرفاعي: تعمل جامعة العين باستمرار على التكيف مع احتياجات سوق العمل والمجتمع من خلال تعديل محتويات المواد العملية، وإدراج تخصصات جديدة، ويجري العمل حالياً على تطوير خطط لطرح برامج ماجستير جديدة مثل ماجستير في العلاقات العامة الدولية، والهندسة، وعلم النفس التطبيقي، وبرامج ماجستير تواكب التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
الفرص المهنية:
ويقول فادي الخوري مدير قسم التسجيل في جامعة السوربون أبوظبي: تتناسب برامج الدراسات العليا التي تطرحها جامعة السوربون أبوظبي تماماً مع تطلعات الخريجين والموظفين الراغبين في دفع مساراتهم المهنية قدماً من خلال تعلّم المقاربات النظرية والعملية المتقدمة في مجالات تخصصهم.
كما إن جميع شهادات الماجستير فرنسية وتُمنح من جامعة السربون وجامعة باريس مُعترف بها في الإمارات العربية المتحدة وعالمياً، كما يستفيد طلبة الماجستير في جامعة السوربون أبوظبي من برامج صُمِّمَتْ خصيصاً لتُحاكي الأسواق الإقليمية والدولية، وتهدف إلى تعزيز الفرص المهنية في سوق العمل الحالي الذي يشهد منافسة قوية.
وبالنسبة لبرامج الماجستير المتاحة في الجامعة، يوضح أنها 13 برنامجاً هي: ماجستير في اللغات الأجنبية والإدارة والتجارة الدولية، وعلم الاجتماع والبحث العلمي، وقوانين وأنظمة المصارف والتمويل، وديناميكيات الأقاليم والمجتمعات، والاستدامة البيئية، والقانون والسياسات، واقتصاديات القطاع الصحي، وتاريخ الفن وعلم المتاحف، وقانون التجارة الدولية، وإدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، وتعليم اللغة الفرنسية للناطقين بغيرها، والفيزياء، وتخصص في الاختبارات الائتلافية وتطبيقاتها في مجال التراث الثقافي، وماجستير في التسويق والإدارة والاتصال والإعلام، ثم القانون الدولي والعلاقات الدولية والدبلوماسية.
