عادي
زيلينسكي يدين «مهادنة» الأوروبيين حيال موسكو

واشنطن تكرر: روسيا يمكن أن تهاجم أوكرانيا «في أي وقت»

13:53 مساء
قراءة 5 دقائق

واشنطن- أ.ف.ب

كرر البيت الأبيض، السبت، تأكيد أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا «في أي وقت»، وذلك في حين بلغ التوتر أشده بين موسكو والغرب. ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتماعاً نادراً لمجلس الأمن القومي في شأن الأزمة الأوكرانية، الأحد، حسب ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان.

وأشارت إلى أنه تم إطلاع بايدن على المحادثات في مؤتمر ميونيخ الأمني بين القادة الغربيين بشأن الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، مضيفة أن مستشاريه للأمن القومي «كرروا أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت». وتدق واشنطن منذ نحو ثلاثة أشهر ناقوس الخطر حيال ما تعتبر أنها استعدادات لشن هجوم روسي على أوكرانيا.

والجمعة، قال بايدن إنه «واثق» من أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «اتخذ قراره» بغزو أوكرانيا، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الأوان لم يفت» للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.

إلى ذلك، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، على أنّ بلاده تُشكّل «درع» أوروبا في وجه روسيا وتستحق مزيداً من الدعم، مطالباً بجدول زمني لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي في ظل مخاوف من غزو روسي تقول واشنطن إنّه وشيك، بينما استعرضت موسكو قوّتها عبر اختبار صواريخ بقدرات نووية.

ودان زيلينسكي في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن ما وصفه ب«سياسة مهادنة» ينتهجها الأوروبيون حيال موسكو. وقال الرئيس الذي توجّه إلى ميونيخ رغم اشتداد حدّة القصف في شرق بلاده ومقتل جنديين أوكرانيين إنّه « كانت أوكرانيا درعاً. على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا تصدّ جيشاً يُعدّ بين الأكبر في العالم».

كما طالب ب«جداول زمنية واضحة وعملية» لانضمام أوكرانيا إلى الأطلسي، وهو أمر تعتبره موسكو خطاً أحمر بالنسبة لأمنها. واقترح زيلينسكي لقاء فلاديمير بوتين لمعرفة «ما الذي يريده الرئيس الروسي».

وأكد زيلينسكي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء السبت، أنه لن «يرد» على «الاستفزازات» الروسية في شرق أوكرانيا، مشدداً على استعداده «للحوار» مع موسكو. وأوردت الرئاسة الفرنسية بعد محادثة بين الزعيمين دامت نحو ساعة، أن زيلينسكي «أعرب عن عدم رغبته في الرد على الاستفزازات على طول خط التماس» وأنه عهد إلى ماكرون ب«إبلاغ فلاديمير بوتين باستعداد أوكرانيا للحوار».

من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال ما اعتبر أنها جهود مكثّفة للتلاعب بالمعلومات هدفها دعم ذرائع ملفّقة لتبرير تصعيد عسكري محتمل في أوكرانيا. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن الاتحاد الأوروبي قلق للغاية من أن أحداثاً مدبّرة يمكن أن تستخدم ذريعة لتصعيد عسكري محتمل.

وواصل المسؤولون الغربيون في ميونيخ التحذير من نوايا موسكو حيال أوكرانيا، بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إنّه «مقتنع» بأنّ بوتين خطّط لغزوها في عملية سيتمّ في إطارها استهداف العاصمة كييف في غضون أيام.

وجدّدوا تحذيراتهم لروسيا من عقوبات واسعة في حال شنّت هجوماً، فيما أشارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى أن ذلك سيدفع الحلف الأطلسي لتعزيز «جناحه الشرقي»، بينما حضّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الغرب على «الوقوف بقوة صفاً واحداً». لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حذّرت من «التكهّن» بنوايا روسيا. وقالت لصحفيين رداً على سؤال عمّا إذا كانت تتفق مع تقييم بايدن، إنّه «في الأزمات، أسوأ ما يمكن فعله هو التكهّن أو افتراض قرارات الطرف الآخر». وتابعت: «لا نعرف إن كان اتُّخذ قراراً بشن هجوم». كما خالف زيلينسكي توقعات واشنطن التحذيرية، وقال أمام كبار المسؤولين وخبراء الأمن من جميع أنحاء العالم «لا نعتقد أنّ علينا أن نفزع».

وأثارت التحذيرات الأمريكية وتصاعد حدّة المواجهات في شرق أوكرانيا وإجلاء مدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة المتمرّدين المدعومين من روسيا، مخاوف من اندلاع نزاع كبير في أوروبا ليبلغ التوتر الذي بدأ قبل أسابيع ذروته. ويصرّ الكرملين على أنّه لا يخطّط لغزو أوكرانيا. لكنّ موسكو لا تتخذ أيّ خطوات لتخفيف المخاوف، في وقت اتّهمت وسائل الإعلام الرسمية الروسية كييف بالتخطيط لهجوم على جيب خاضع للمتمرّدين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وبثّ التلفزيون الروسي صوراً لبوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أثناء جلوسهما على طاولة مستديرة في غرفة العمليات في الكرملين أمام شاشات تظهر القادة العسكريين وهم يختبرون أحدث صواريخهم الفرط صوتية والمجنحة والبالستية ذات القدرات النووية.

وقال الكرملين إنّ «كلّ الصواريخ أصابت أهدافها، ما يؤكد على أهدافها المرتبطة بالأداء»، مشيراً إلى أنّ قاذفات من طراز «تو-95» وغواصات شاركت في التدريبات. وتصرّ الولايات المتحدة على أن روسيا اتّخذت قرار غزو جارتها، إذ حشدت حوالي 150 ألف جندي عند حدود أوكرانيا، وهو عدد يرتفع إلى 190 ألفاً إذا احتُسبت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في شرق البلاد.

وتشارك قوات روسية (حوالي 30 ألف جندي) في بيلاروسيا في تدريبات من المقرر اختتامها، الأحد. ولفتت موسكو إلى أن هذه القوات ستعود إلى ثكناتها، لكنّ أجهزة الاستخبارات الأمريكية قلقة من أنها قد تشارك في غزو أوكرانيا. وأعلنت روسيا عن سلسلة عمليات سحب لقواتها من حدود أوكرانيا في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أنها تشارك في تدريبات عسكرية دورية واتّهمت الغرب ب«الهستيريا» بسبب زعمه أنّها تخطط لغزو جارتها.

لكنّ بوتين صعّد لهجته مطالباً بضمانات خطية بأن لا يُسمح لأوكرانيا قطّ بالانضمام إلى الأطلسي وبأن يسحب الحلف الذي تقوده واشنطن قواته المنتشرة في شرق أوروبا إلى المواقع التي كان موجوداً فيها قبل عقود.

وذكر مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السبت، أنّ الجبهة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من موسكو في منطقتي دونيتسك ولوغانسك شهدت «زيادة كبيرة» في الانتهاكات لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وسجّلت مئات الهجمات بالمدفعية والهاون في الأيام الأخيرة، في نزاع مستمر منذ ثماني سنوات وأسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

وأكّدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السبت، أنها سجّلت 1500 خرق لوقف إطلاق النار في دونيتسك ولوغانسك خلال يوم واحد فقط. وتبادل الجيش الأوكراني والقوات الانفصالية الاتهامات بشن قصف، السبت، إذ أعلنت كييف مقتل جنديين في القصف. وسقطت عشرات قذائف الهاون على بُعد مئات الأمتار من المكان الذي كان وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي يلتقي فيه صحفيين خلال تفقّده جبهة القتال في شرق البلاد. وأُجبر الوزير على الاختباء لدى انفجار القذائف، بعيد إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام دولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"