وطن لكل محتاج

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

منذ تأسيسها، تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بالتعليم المتقدم، فبنت بالعلم أجيالاً أحسنت استثمار مواردها للارتقاء بالمجتمع، فليس كل أمة تملك الموارد نجحت في ما نجحت فيه دولتنا الحبيبة، مترجمة بذلك حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما قال: «إن حجم الدول لا يقاس بالثروة والمال، وإن المال ما هو إلا وسيلة لغايات عظيمة لا يحققها إلا العلم، وقدرة الدول على توفير الحياة الكريمة والآمنة لأبنائها، ونحن هنا في دولة الإمارات نعطي أهمية للعلم والعلماء في شتى المجالات».

هذه الكلمات التي قالتها قرينة صاحب السمو، حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال زيارتها لمركز القلب الكبير التعليمي، تغني عن أي كلمات، فبها اختصرت ما يمكن أن تورده كتب بأكملها.

وحقاً قالت، فبالعلم وحده تبني الأمم حضاراتها، وبالعلم وحده ترتقي المجتمعات وتتطور، وليس صاحب كل مال أو ثروة قادراً على إدارة ثروته، كما يجب، وليست كل دولة حباها الله بثروات تمكنت من توظيف ثرواتها، كما فعلت دولة الإمارات التي قطعت خلال خمسين عاماً ما تقطعه دول في مئات السنين، والسر يكمن في قيادة حكيمة أسست الدولة على قواعد راسخة، وحملت الراية من بعدها قيادات فذة تعي أهمية العلم ومكانته، فلم تحافظ على المنجز فحسب؛ بل ارتقت في تشييد ذلك البنيان الراسخ على أسس أصلها الاستثمار في العلم والإنسان.

ولعل ما حققته إمارة الشارقة، وما حصدته من ألقاب عالمية خلال مسيرتها الرائدة في تطوير منظومتها التعليمية، وانعكاسات ذلك على المشهد العام في الإمارة من ارتقاء اجتماعي، ونمو اقتصادي غير مسبوق، أكبر شاهد على النقلات النوعية التي يمكن للعلم أن يحدثها في المجتمعات.

وبالنظر إلى عدد المدارس والمؤسسات التعليمية الجامعية، والمراكز التدريبية ذات الصلة بالعلم والعلوم، يمكن اكتشاف أن الإمارة تحولت من متلقٍ للعلوم والمعارف إلى حاضنة لها، ومن مستورد للكفاءات المتعلمة إلى مصنع للعلماء والمتعلمين.

لقد حملت زيارة سموها إلى مركز القلب الكبير التعليمي، الكثير من المعاني، ولا أظن أن المجال يتسع لذكر كافة تفاصيل هذه الزيارة التي جاءت لتأكيد دور هذا المنبر الذي افتتحته سموها عام 2019 لتأكيد رؤى واهتمامات الشارقة بالإنسان والعلم بالدرجة الأولى.

هذا الصرح شُيد ليوفر العلوم والمعرفة والتمكين المهني لمن حُرموا من الالتحاق بالمدارس، نتيجة للصراعات السياسية والحروب الداخلية التي اشتعلت في بلدانهم، فأي عمل أعظم من توفير فرص التعليم لمن حُرم منها!، ولكن هذا ليس مستغرباً على دولة الإمارات؛ دولة القيم النبيلة وبلد التسامح والإخاء.

ولو أردت أن أختتم مقالتي هذه فلن أجد أفضل من كلمات سموها لأختتم بها:

«إن مركز القلب الكبير التعليمي هو تجسيد لثقافة المجتمع الإماراتي في التلاحم والتعاون والوقوف مع كل محتاج مهما كانت حاجته، وبشكل خاص حاجة التعليم الذي يشكل محركاً لنمو المجتمعات ونهضتها، وعاملاً أساسياً في تقدمها واستقرارها.. هكذا علمتنا تجربتنا في الإمارات، وهكذا نستثمر هذه التجربة في خدمة كل من هو على أرضنا أو خارجها من محتاجي العالم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"