عادي
«عسل ومطر وغبار» فيلم يرصد حفظ إرث مهم

نجوم الغانم: «السينما» فن البحث في أعماق التجربة الإنسانية

23:31 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي:زكية كردي

دفع الفضول حول أنواع العسل في الإمارات، والأشجار التي تبحث عنها النحل، المخرجة الإماراتية نجوم الغانم لتصوير فيلمها «عسل ومطر وغبار»، الذي يشارك في معرض «بحث وقطاف» في الجناح الإماراتي في إكسبو 2020.

وتشاركنا الغانم رحلة تصوير الفيلم، الذي يقترب من حياة العسالين ويرافق تفاصيل رحلتهم في حفظ هذا الإرث الهام لتحقيق التوازن في المنظومة الغذائية والبيئية، وتخوض الغانم في التطرق إلى أهمية الدور البحثي الذي تلعبه السينما بوصفها فن البحث في أعماق التجربة الإنسانية وإثرائها..

يرصد الفيلم الحياة البعيدة لمقتفي أثر النحل في الجبال من خلال شخصيتي «غريب» و«عائشة» اللذين قررا أن يكون هذا عملهما ومصدر رزقهما، وتقول: صورت الفيلم في الفجيرة، وفي منطقة شيص حيث تعيش عائشة في أعالي الجبال، ويرصد الفيلم رحلتهما وهما يصعدان الجبال والمخاطر التي تمر بها عائشة كي تصل إلى الكهوف الصغيرة التي تعيش فيها النحل لتنتج العسل، حيث بدأت تصعد أكثر بحثاً عن الجو المناسب هرباً من تأثير التغير الحراري وبحثاً عن الغذاء غير الملوث.

وتوضح الغانم أنه كلما صعدت النحل أكثر تغدو مهمة العسالين أصعب وأكثر خطورة، مشيرة إلى أن «غريب» مثلاً حاول أن يخصص مزرعة كاملة يزرعها بكل الأشجار التي يمكن أن تكون غذاءً مناسباً للنحل، حيث أصبحت لديه كهوف للنحل داخل مزرعته في قمم الجبال في الفجيرة.

وتشير الغانم إلى أن الفيلم يسلط الضوء على أهمية النحل في تحقيق التوازن في المنظومة الغذائية والمنظومة الزراعية، وأيضاً يصور القلق الذي يصيب العسالين حول قدرتهم على الاعتماد على العسل كمصدر للرزق، وتذكر أن مدة الفيلم 87 دقيقة وهو من نوعية الفيلم الوثائقي الطويل أنتجته عام 2016، وصورته في الإمارات الشمالية، وقالت: عندما كنت أصور هذا الفيلم كنت أركز على كيفية ظهوره، وأنا سعيدة اليوم لأنه بدأ يجد لنفسه مكاناً ليعرض في هذا المعرض.

وتوضح الغانم أنها تتبنى هذا المنهج في أسلوب عملها، وهذا عائد لكونها قادمة من خلفية صحفية، حيث بدأت حياتها المهنية بالعمل بالصحافة، ما اكسبها مهارات «الأنتروبولوجيا»، بالإضافة إلى تخصصها بالعمل الوثائقي الذي يعتبر التعامل مع الناس وتفاصيل حياتهم أموراً مهمة جداً بالنسبة للبحث والفيلم الذي تعمل عليه، فالإنسان باستثنائيته وذاكرته وتفاصيل حياته الجميلة هو ما يعزز العمل، فهو المحور لأي عمل يمكن أن يعطي قيمة تاريخية وثقافية وفنية، وقيمة لها علاقة بالهوية والمكان.

وتضيف الغانم: عندما بدأت البحث كنت أتساءل ترى هل لدينا فعلاً ثروة من العسل؟ وهذا البحث قادني إلى هذه الأماكن وهؤلاء الأشخاص لأكتشف أن لدينا ثلاثة أنواع يعتمد عليها العسالون هي: السدر، الغاف، والعشب، وأن النحل التي تتغذى على الأعشاب صارت نادرة جداً بسبب التغير المناخي والبيئي وهذا كان اكتشافاً مهماً جداً.

الفضول والبحث

عن أعمالها الحالية كمخرجة مسكونة بالفضول والبحث، قالت: البحث عن أناس استثنائيين قصتي الدائمة وهاجسي المستمر، أبحث عن أشخاص لديهم قصص خاصة وشخصيات مختلفة، فالتصوير السينمائي يختلف عن التقرير التلفزيوني، الفيلم يحتاج إلى مدة طويلة وقضاء وقت طويل مع الناس وبحث أعمق، إنه أشبه بمجهر يتقصى هذه التجارب الفريدة، وعليه أن يكون مريحاً بالنسبة لهم، لهذا يجب أن نقضي وقتاً طويلاً مع الناس حتى نصل إلى مرحلة الراحة والانسجام والقدرة على التصرف بتلقائية أمام الكاميرا، وهذه رحلة الإنتاج التي لا نراها في الفيلم، لكن هي التي تستغرق الوقت وتضمن نجاح أي عمل. وذكرت أنها حالياً تعمل على فيلم يهتم بالجوانب البصرية كالتشكيل، وله علاقة بالسينما أيضاً، إلا أنها في طور التحضير ومقابلة الناس في الفترة الراهنة، موضحة أن الفيلم يرتبط بمشاريع أخرى سوف يتم الإعلان عنها مستقبلاً.

وحول منظورها لرسالة السينما كفن، قالت: أتمنى أن يتم التعامل مع السينما على أنها شكل فني جاد وأساسي، له قيمته الثقافية وأهميته الكبرى في التعبير عن المجتمعات وعن الإنسانية وعن الحكايات الشخصية العميقة، بفعل قدرتها على اصطحابنا إلى عوالم عميقة جداً ربما لم تكتشف من قبل، فهي فن وشعر وفلسفة وجمال مختلف، وأتمنى أن يتحول العمل السينمائي ليكون أحد الأعمدة الأساسية في الفن لدينا في المنطقة وأن تبذل جهود جادة لإنتاج صناعة سينمائية في المنطقة. وتضيف: لا يمكن تأطير السينما بالجانب الترفيهي، فصناعة الأفلام مكلفة جداً ومعقدة على مختلف الصعد، ويجب أن يكون لها مردود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"