نقرأ لكي نفرح

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

عثمان حسن

هل نستدعي الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل صاحب الكتاب الفريد «تاريخ القراءة» ونحن نتحدث اليوم عن القراءة ؟ يمكن أن يكون ذلك مفيداً، ولكن، ألم يخطر على بالنا دائماً أن القراءة ترتبط دائماً بالكتابة، هما عالمان شاسعان، ولكنهما متقاربان من حيث مآلاتهما في نشر وعي تجربة الإنسان ومعرفة العالم على نحو أفضل.

من دون شك، فإن القراءة تعد عالماً شاسعاً، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عنها، فهي التجربة الفريدة والخاصة التي تضيء مغاليق الحياة، وهي الفكرة اللطيفة التي من السهل اقتحامها نحو عتبة الفهم والمتعة والفائدة، وهي من دون شك، ما تمنح الفرد فرصة لتهدئة الأعصاب في ظل هذا الاضطراب وحالة اللاتوازن التي تعصف بالبشر في العصر الراهن، من هنا، يمكن فهم ما سبق وأشار إليه ألبرتو مانغويل، وهو يكتب في «المكتبة في الليل»: «صفوف الكتب تتألق.. في الليل.. الأصوات تمسي مكتومة والأفكار يعلو صوتها.. الوقت يبدو أقرب إلى تلك اللحظة في منتصف الطريق بين اليقظة والنوم… بِرَك الضوء التي تتسرّب من المصابيح تشعرني بالدفء، وفي رائحة الرفوف الخشبية وعطر المسك المنبعث من الأغلفة الجلدية ما يكفي لتهدئة الأعصاب وإعداد الإنسان نفسه للنوم». 

واليوم ونحن في بداية شهر القراءة الوطني في الإمارات، يحق لنا أن نستعيد فضاء تلك المبادرات الكثيرة التي نجحت فيها الدولة كهدف من أهدافها الاستراتيجية في زيادة الوعي والازدهار الثقافي والمعرفي المنشود.

وعودة على بدء، حيث الإشارة إلى أهمية ارتباط القراءة بالكتابة، فإن القراءة هي مفتاح الكتابة، بل لعل الكتابة، وهذا استنتاج ربما يكون بديهياً، مرتبطة أكثر بالقراءة، فهي مفتاح السؤال، ومفتاح لكل ما يتعلق بالطبيعة البشرية، وفي ذاكرة كتاب العالم، هناك الكثير مما يمكن الاستشهاد به للدلالة على تداخل هذين النشاطين الملهمين «القراءة والكتابة» فسؤال الكتابة هو الآخر يتجاوز ما هو وظيفي نحو ما هو إبداعي ومؤثر في حياة الفرد والمجموع.

في عام 2001، قامت المؤرخة تيري تيمبسيت وليامز المعروفة بكونها واحدة من أكثر كتاب الطبيعة شعرية وجرأة بمواجهة سؤال: «لماذا أكتب؟ فأجابت: أكتب لكي أتصالح مع الأشياء، التي لا أستطيع السيطرة عليها، أكتب لكي أصنع نسيجاً من عالم يظهر غالباً بالأسود والأبيض، أكتب لأكتشف، أكتب لكي أواجه أشباحي، ولكي أتخيل الأشياء على نحو مختلف، وربما يمكن للعالم أن يتغير».

ونحن نقول مع تيري: نعم، نحن نقرأ، ونكتب لكي نواجه أشباحنا، ومآسينا، ونبدأ رحلة الفرح والبهجة في عالم مشبع بالألوان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"